[ad_1]
علاقات وطيدة ووثيقة تربط خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بإخوانه قادة مجلس التعاون الخليجي، وهذه العلاقات بشكلها المتماسك والقوي، أسهمت في دعم وتعزيز مكانة هذا المجلس على الساحتين الإقليمية والدولية. كما شكلت هذه العلاقات حاضنة لكل الأدوات الخاصة بحل الخلافات إن وجدت وبتذليل العقبات أمام أي مسار نحو تعميق العمل الخليجي المشترك، وصيانة هذا الكيان الذي أثبت منذ تأسيسه أنه الأكثر واقعية ومتانة وقوة مقارنة ببقية الكيانات المشابهة التي ظهرت واختفت على الساحة العربية وحتى الإقليمية. والعلاقات الوثيقة التي تجمع الملك سلمان بقادة دول المجلس تعود في الواقع إلى ما قبل تسلمه مقاليد القيادة في المملكة، ما عزز أيضا مسيرة مجلس التعاون في أوقات الأزمات وفي زمن الانفراج.
تلك الروابط التي تجمع خادم الحرمين الشريفين بإخوته الخليجيين، أظهرت نجاعة وأهمية الأدوار التاريخية والقيادية التي قام بها على كل الأصعدة، ولا سيما على ساحة مجلس التعاون، هذا الكيان الذي استهدف سابقا من جهات لا تريد له الاستمرار في إنتاج ما تستحقه شعوب دوله. فقد كان خادم الحرمين الشريفين يتحرك في كل الاتجاهات وعلى الميادين والأصعدة كافة من أجل حفظ هذا الكيان وصون أمنه والذود عن مكتسباته التاريخية. كان سريعا دائما لتحقيق هذه الأهداف، بصرف النظر عن أي اعتبارات، وظل مواصلا جهوده كي تتعمق أكثر القاعدة التي قام عليها مجلس التعاون الخليجي. لا توجد عنده حلول وسط في هذا المجال، فأمن واستقرار مجلس التعاون، من أمن واستقرار المنطقة كلها بما في ذلك بقية الدول العربية الشقيقة، حتى الدول غير العربية التي لا تعتمد استراتيجية الخراب.
وكما هو معروف فإن السعودية تشكل عمقا استراتيجيا لدول الخليج إقليميا وعربيا ودوليا بما يضمن ويحقق وحدة المنظومة الخليجية ولتبقى مساندا فاعلا ومهما تعاضد الأشقاء في الدول العربية في مختلف الأحوال والظروف. من هذا الموقع والمنطلق واستنادا إلى تلك التراكمات التاريخية العظيمة، وجه خادم الحرمين الشريفين الدعوة إلى إخوته قادة مجلس التعاون، لعقد القمة الـ41 لهذا المجلس، وسط متغيرات عديدة سادت المنطقة، سواء تلك التي حدثت على ساحتها، أو تلك التي تحدث على الساحة الدولية بشكل عام. فالملك سلمان حريص على تعزيز العمل الخليجي المشترك في كل الساحات، ولا سيما أنه هو الذي قدم في عام 2015 مبادرة تاريخية أيضا، استندت إلى استراتيجية لتحقيق التكامل المنشود بين الدول الأعضاء.
فالهم الأول لخادم الحرمين الشريفين أن يتحقق هذا التكامل في كل الميادين، بما يخدم مصالح الشعوب الخليجية الشقيقة كلها، فحل المشكلات ومواجهة المتغيرات والمستجدات، لا يمكن تحقيقه إلا بالعمل المشترك القائم على القاعدة الخليجية المتينة. خادم الحرمين الشريفين يؤمن بقوة بالثقل الإقليمي والدولي لمجلس التعاون الخليجي، الذي أثبت أنه قادر على الاستمرار في كل الظروف، والتكامل الذي يسعى إليه يستدعي استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية بين الدول الأعضاء، فضلا عن المنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة، وبلورة سياسة خارجية موحدة وفاعلة للمجلس.
كل هذا من أجل هدف واحد هو حفظ مصالح مجلس التعاون ومكتسباته وتجنيبه الصراعات الإقليمية والدولية، وهذا التكامل المنشود يلبي في الواقع تطلعات المواطنين الخليجيين وطموحاتهم. إنها أهداف نبيلة تليق بكيان عربي حقق نجاحات عظيمة في غضون العقود الأربعة الماضية، وفي النهاية لا شيء أقوى وأفضل من وحدة الصف الخليجي، خصوصا في ظل المستجدات التي تحدث على الساحة الدولية وغيرها من الساحات، التي تتأثر بها المنطقة بصورة أو بأخرى. لا شك أن القمة الخليجية المقبلة، ستشكل كبقية القمم السابقة منطلقا جديدا آخر على صعيد العمل المشترك، الذي لا بد أن يقود في النهاية إلى تكامل بين الدول الخليجية الشقيقة.
إن استراتيجية الملك سلمان بن عبدالعزيز الخاصة بمجلس التعاون الخليجي، تستحق توصيف استراتيجية الخير، لأنها تستهدف مصالح الشعوب الخليجية كلها، وتحمي هذه المنطقة من أي تهديدات تستهدفها.
[ad_2]
Source link