▪︎ مجلس نيوز
تواصل- فريق التحرير
ذكر المدون عبد العزيز بن عبد الله الفالح تفاصيل مثيرة ومؤثرة عن حياة الشيخ صالح اللحيدان خاصة في أيامه الأخيرة بحكم أنه كان يسكن في الحي الذي يسكن فيه الشيخ ، ويصلى معه في المسجد.
وكتب الفالح في سلسلة تدوينات على حسابه في تويتر :” أسكنُ الحيَّ الذي كان يسكنه الشيخ رحمه الله، وكنتُ أصلّي الجمعة في جامعه الذي يُعرف باسمه، وأصلّي بعض الفرائض معه، فكنتُ أرى فيه رحمه الله هيبة العلماء ووقارهم، يدخل المسجد مع الأذان، ومكانه دائماً خلف الإمام، وإذا تأخر الإمام صلّى بالناس، وقرأ بصوت نجديٍّ خاشع”.
وأضاف صلاته خفيفة، ومرةً تأخّر الخطيبُ، فقام خطيباً يرتجل خطبته، فما أجمل تلك الخطبة التي رأيتُ فيها فِقه العالِم الرباني، كانت قصيرة لكنها مجملة، وعظ فأجاد، ونصح فأفاد، كان المصلّون يتهافتون عليه بعد الصلاة للسلام عليه، وكانت ابتسامتُه لا تفارق محيّاه، ويبقى وقتاً طويلاً للسلام.
وحول أيامه الأخيرة وظروف مرضه رحمه الله كشف الفالح عن همة وعزم الشيخ رحمه الله قائلا :” في أيام مرضه كان يحرص على أداء الصلاة في المسجد رغم اشتداده به، حتى إن أبناءه كانوا يعضّدون له، ثم كان يحضر على الكرسي المتحرّك”.
وتابع قائلا :” كنتُ ألحظ شدّة انحنائه للسجود وهو على الكرسي لتصل يداه إلى الأرض، وهذا من حرصه على الصلاة وحسن أدائها”.
وأشار الفالح أيضا إلى مدى تقديره في نفوس العلماء والأمراء قائلا :” في إحدى المرّات بعد الصلاة لاحظتُ في طرف المسجد رجلاً معه بضعة رجال، وبقوا إلى حين انتهى الشيخ من أداء السنّة، وبعد فراغه أتى الرجلُ مقبلاً نحوه يحثّ الخُطى، وعندما دقّقتُ النظر، فإذا هو الأمير عبد العزيز بن فهد وفقه الله، فانحنى على يد الشيخ يقبّلها”.
وواصل حديثه قائلا ” ثم أخذ بيده، واتّجَها إلى نحو بيت الشيخ، وكانا يتبدلان الحديث فيما بينهما بكلّ أُلفة وحفاوة… وكان الشيخ رحمه الله محلّ احترام الصغير والكبير، وكانت علاقاته مع أفراد الأسرة المالكة علاقة أصيلة ومتينة”.
كما ذكر الفالح موقفا وشهادة من الشيخ لفوزان حفظه الله عن الشيخ اللحيدان قائلا :” ذكر لي أحد طلبة العلم أن الشيخ صالح الفوزان عندما حضر للجامع أمس للصلاة على الشيخ اللحيدان كان متماسكاً؛حتى سلّم على ابن حميد، فبكى! وكان يثني عليه في الطريق، فقال: الشيخ صالح اللحيدان كان على ثغر عظيم، وكان جبلاً نحتمي به.. وبعد الصلاة، أصرّ الشيخ أن يذهب للمقبرة ويشهد الدفن”.