▪︎ مجلس نيوز
أوضح قانوني أن طلب الأموال عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية يعد من التسول المحظور، وهو ما أكدته وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، محذرة من أن ظاهرة التسول تتسم بالتحايل والخداع، وعادة ترتبط بجرائم كالاتجار بالأشخاص والتستر والترويج وحالات العنف والإيذاء، وتطبق عليها العقوبات المضاعفة.
جمعيات خيرية
وقال المحامي د. علي الغامدي: إن إقرار نظام مكافحة التسول في وقت أضحى التسول حرفة عند كثير من المتسولين، وصارت شبكات التواصل الاجتماعي والمساجد والطرقات وأبواب الصيدليات والمشافي ومواقف السيارات والتجمعات مرتعًا للمتسولين ولا تكاد العين تخطئهم، شيبا وشبانا رجالا ونساء صغارا وكبارا يجوبونها متسولين وبقصص مكررة وأحداث متشابهة، وإن كان منهم من هو محتاج حقيقة إلا أن هذا الأسلوب وبهذه الطريقة لا يمكن استمراره في ظل وجود جمعيات خيرية منتشرة وضمان اجتماعي توفره الدولة، كما أن ديننا الحنيف قد عالج ذلك في مواطن عديدة، فمما صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر»، ولقد رغب الإسلام في العمل والسعي والتكسب بشرف وكرامة وعزة نفس ولو كان شاقا كالاحتطاب، والمرجو أن تختفي مظاهر المتسولين وأن يكون حافزا لمن ابتلي بذلك من القادرين على الكسب والعمل أن يأتوا البيوت من أبوابها وأن يجدوا ويكدحوا ويضربوا في الأرض يبتغون من فضل الله.
دراسة الحالات
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية سعد آل حماد لـ «اليوم»، أن الوزارة وفقًا لما ورد في القرار السامي الكريم رقم 203 وتاريخ 1439/04/22 هـ، تعنى ببحث حالة المتسولين السعوديين بعد القبض عليهم من قبل الجهات الأمنية، وتتولى مكاتب الضمان الاجتماعي التابعة للوزارة دراسة الحالة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية للمتسولين من قبل الأخصائيين الاجتماعيين بحسب الحالة، ومن ثم التنسيق مع الجهات الحكومية والجمعيات الخيرية لتقديم الخدمات اللازمة حسب طبيعة كل حالة، فإذا كان المتسول قادرًا على العمل فتتم إحالته إلى وحدة التمكين أو صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف» للنظر في إيجاد عمل مناسب له أو من يعول من أفراد أسرته، وأما إذا ثبت حاجة المتسول للمساعدة ولا يستطيع العمل فيتم تسجيله في الضمان الاجتماعي في حال مطابقة الشروط اللازمة عليه، كما يتم إحالته لمؤسسات المجتمع المدني للنظر في تقديم المساعدة المادية اللازمة والاستفادة من القنوات الداعمة، مثل منصة تبرع وإحسان الخيرية لسد حاجته وحاجة أسرته، كما تقوم الوزارة كذلك بتقديم كافة المعلومات والإرشادات وإيضاح خطورة التسول وعقوباته.
جماعة منظمة
وأوضح آل حماد، أن ظاهرة التسول تتسم بالتحايل والخداع وعادة ترتبط بجرائم أخرى، ومن هذه الجرائم جرائم الاتجار بالأشخاص والتستر والترويج والسرقة وحالات العنف والإيذاء والتسول القسري، وفي حال شكَّل التسول جريمة بموجب أنظمة أخرى فيتم تطبيق العقوبة الأشد من عقوبة امتهان التسول، مثل عقوبات الاتجار بالأشخاص وعقوبات التستر، كما أن النظام ضاعف العقوبة في الفقرة ثانيًا من المادة خامسًا لكل من أدار متسولين أو حرض غيره أو اتفق معه أو ساعده بأي صوره ضمن جماعة منظمة تمتهن التسول.
قنوات رسمية
وأفاد آل حماد، أن من ينشر حالات طلب معونة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يدخل ضمن من يمارس التسول، وذلك استنادًا لتعريف المتسول وفقًا للمادة الأولى من نظام مكافحة التسول المتضمنة ما نصه: «من يستجدي للحصول على مال غيره دون مقابل أو بمقابل غير مقصود بذاته نقدا أو عينا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، في الأماكن العامة أو المحال الخاصة أو في وسائل التقنية والتواصل الحديثة، أو بأي وسيلة». وأيضا المادة الثانية التي نصت: «يُحظر التسول بصوره وأشكاله كافة، مهما كانت مسوغاته»، ومن المعلوم وجود قنوات رسمية ومعتمدة لتقديم المساعدات المالية والعينية وغيرها بشكل نظامي مثل منصة إحسان والمنصة الوطنية للتبرعات وغيرها من المنصات.