▪︎ مجلس نيوز
أكد مختصون في الإعاقة وجود معاناة لدى المعاقين في التنقل وتوفير الخدمات الخاصة بالنقل، وأوضحوا أن الجمعيات الخيرية المهتمة بالإعاقة ساهمت بعدد من الحلول، التي تخدم المعاقين ولكنها تبقى مؤقتة ومقصورة على مواقع ومناطق محددة نظراً لعدم توافر الإمكانات لدى الجمعيات، وشددوا خلال قضية الأسبوع على ضرورة تفعيل القرارات الخاصة بالمعاقين وألا تكون مجرد حبر على ورق.
أشركونا في القرارات
قال مدير عام جمعية عازم للإعاقة الحركية بمنطقة عسير إسماعيل سوادي: إن منطقة عسير تضاريسها يوجد بها صعوبة على الفرد العادي فكيف بالمعاق، وهذا يؤثر على تواجد المعاقين في الفعاليات ونجد صعوبة في الوصول إلى المعاقين في أماكن بعيدة بسبب صعوبة البيئة وهذا يشكل عائقا كبيرا لنا، وأوضح أنه يأمل من هيئة تطوير منطقة عسير ووزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان ووزارة النقل وغيرها من الجهات ذات العلاقة أن يشركونا في وضع الخطط الخاصة بالمنطقة، وبالتالي نشارك معهم من خلال توفير البيانات والخطط والطرق المناسبة.
مسح كامل ومداخل ومخارج خاصة
قالت المدير التنفيذي لجمعية مشاعل الخير لتنمية المرأة مريم اليحيا: إننا نطالب بتحسين جودة الحياة مستشهداً بحالة والدتها الصحية التي لا تستطيع المشي وهناك صعوبة في الأماكن التي يزورونها، فهناك المباني غير المهيأة وبالتالي يفترض على الجهات المعنية أن تجعل من مستلزمات الترخيص توفير مدخل ومخرج خاص للمعاقين، ولذلك نطالب من الجهات أن تلتفت للمعاقين وتبحث عن احتياجاتهم وأن يكون هناك مسح كامل لذلك والبدء في توفير ما يحتاجه المعاق خاصة أن بعض المطالب بسيطة وسهلة التحقيق.
ادعموا المبادرات واهتموا «قولا وفعلا»
أكدت خبير التطوع د. فاطمة البخيت أن حقوق المعاقين أصبحت جزءا لا يتجزأ في جميع القطاعات، مضيفة إنهم بحاجة لتكاملية قطاع التنمية والقطاع الحكومي والقطاع الخاص والقطاع الثالث ونحتاج شركات خاصة تدعم المبادرات وتوفر لهم وسائل النقل بالشراكة مع القطاع الثالث، مشيرة إلى ضرورة إنشاء هيئة خاصة بالمعاقين وحقوقهم وواجباتهم والضمان الاجتماعي يعطي الأرملة والمطلقة سيارة، فلماذا لا يشمل ذلك المعاقين بإعطائهم سيارات مجهزة كذلك لماذا لا يكون هناك تعريف بحقوق المعاقين في الجهات الرسمية والقطاع الخاص، ولماذا لا تتم الاستفادة من تجربة هدف في إحدى مبادراتها الخاصة بالخصومات وتحمل نسبة من التكاليف وتعميمها على المعاقين.
تطبيق البنود المكتوبة على أرض الواقع
قالت رجا الذوادي «معاقة»: إن تنقلهم يختلف عن تنقل الأشخاص الأسوياء بوسائل النقل المختلفة خاصة السيارات فنحن بحاجة لسيارات مجهزة حتى وسائل النقل العامة من حافلات وقطارات لا بد أن تكون مجهزة بشكل كامل، مضيفة: إن تطبيقات التوصيل لا يوجد بها مراعاة لذوي الإعاقة، مبينة أنها تأمل أن ترى البنود التي تكتب تطبق على أرض الواقع، وليس مجرد بنود مكتوبة، ومشكلتنا كل سنة في اليوم العالمي للإعاقة الحديث عن الحقوق وتصريحات ولكن لا يوجد شيء على أرض الواقع بالرغم من سهولة تطبيقها والزائر لعدد من دول الخليج يلحظ الاهتمام الكبير بالمعاق.
وذكرت أنها عندما تضطر لاستئجار سيارة، فإنها لا تجد سوى شركة واحدة فقط ولا يوجد لديها سوى سيارة واحدة فقط، وحالنا نحن المعاقين اجتهادات فردية، فعلى سبيل المثال أنا المشوار ما بين الدمام والخبر 170 ريالا.
خدمات أكثر في دول أقل إمكانات
أشار يحيى المقعدي «معاق» إلى أن النقل العام غير متوافر بالمملكة فيما يخص المعاقين، موضحا أنه شارك في بطولة بإحدى الدول ووجد الاهتمام الكبير بالمعاقين بالرغم من عدم وجود الإمكانات في هذه الدولة كحال المملكة، مبينا أنهم في هذه الدولة حافلات مجهزة لذوي الإعاقة بكامل ما يحتاجه المعاق متسائلا عن سبب عدم توافر ذلك في الحافلات بالمملكة، ومشيراً إلى أن مطالبهم بسيطة وسهلة التحقق ولكن المعاناة منذ سنوات مستمرة للأسف الشديد.
تطلعات لتفاعل وزارة النقل وهيئة النقل
قال محمد مهاوش «معاق»: إن سيارة المعاق تختلف عن السيارات الأخرى فيفترض أن تكون مجهزة بمواصفات خاصة وللأسف أن المعاق فقط يحتاج موقفا ودورة مياه، ولكن الأهم النقل وهناك حقوق مهضومة للمعاقين، فكثير من الناس يقفون في مواقف ذوي الإعاقة، وهناك وعي غير كامل لدى المجتمع، مستشهدا ببعثتهم خارج المملكة، التي ضمت نحو 140 شخصا ومع ذلك وجدوا كل التيسير، مطالبا وزارة النقل والخدمات اللوجيستية والهيئة العامة للنقل بتوفير ما نحتاجه لا سيما أن هناك لائحة بذلك لكنها غير مطبقة على أرض الواقع، مبينا أنه لديه الإمكانات لتحمل الأعباء المالية وتوفير احتياجاته لكن هناك معاقين ليست لديهم القدرة، خاصة أن النقل العام حق للجميع.
لا مراكز لتعليم القيادة
قال الأخصائي الطبي في جمعية إيفاء بالمنطقة الشرقية للمعاقين متعب الزهراني: إن هناك معاقين لديهم يريدون تعلم القيادة والاعتماد على أنفسهم لكن لم يجدوا مَن يعلمهم ولم يجدوا السيارات المهيأة في مراكز تعليم القيادة، متمنيا أن يأتي اليوم الذي يشاهد فيه المعاقين يستطيعون التنقل بكل أريحية، مضيفاً إن المعاق من حقوقه أن يتنقل بكل سهولة.
نسبة محددة للقبول بمراكز الرعاية
أوضح مسؤول العلاقات العامة في جمعية إيفاء بالمنطقة الشرقية عبدالوهاب الزهراني أن لديهم معاقين عندما يطلبون سيارات من تطبيق التوصيل يتفاجأون من المبلغ العالي الذي يتم تحصيله بأضعاف مضاعفة لتوصيل الشخص السوي، فالمشوار بقيمة 20 ريالا للشخص العادي، يكلف المعاق نحو 100 ريال، وهذا يسبب عبئا ماليا عليه كمعاق،
مضيفاً إن هناك مشكلة يواجهها المعاقون في التعليم وهي القبول في مراكز الرعاية نسبة محددة وأعلى من هذه النسبة يتم تحويلهم على التعليم العام، وبالتالي المعاق يتشتت بين التعليم والمراكز ولا يوجد من يوصله لدورة المياه مثلا ويساعده وكذلك يكون مختصا بالمعاقين.
97 ألف مصاب بإعاقة حركية في الشرقية
أوضح مدير جمعية سواعد للإعاقة الحركية بالمنطقة الشرقية خالد الهاجري أن الجمعيات الخيرية المهتمة بالإعاقة ساهمت بعدد من الحلول التي تخدم المعاقين، ولكنها تظل مؤقتة ومقصورة على مواقع ومناطق محددة نظراً لعدم توافر الإمكانات لدى الجمعيات، التي لا يمكنها تغطية الاحتياج الحقيقي لذوي الإعاقة، فمثلا المنطقة الشرقية هناك 97 ألف شخص لديه إعاقة حركية وفق المسح الجموغرافي للهيئة العامة للإحصاء، وأضاف إن المعاقين لا يعانون فقط من التنقل عبر الأجرة، وإنما كذلك حافلات النقل الجماعي لم تراع المعاقين، مما يؤدي لأضرار وإصابات، مشيراً إلى أن اللائحة العامة الخاصة بالنقل تتضمن توفير 2 % من سيارات الأجرة لذوي الإعاقة، ولم تطبق للأسف رغم أن نسبة 2 % ضعيفة جداً.
وقال إن حافلات النقل في التعليم لا تتوافر بها مقاعد مهيأة للمعاقين، فمثلا هناك 3 آلاف حافلة لطلبة التعليم في المنطقة الشرقية تم توفيرها مؤخرا، وهذه الحافلات في الشركة الأم متوافر فيها مقاعد خاصة للمعاقين وهذا الشيء غير متوافر لدينا وعندما تحدثنا مع الشركة الناقلة في التعليم ذكروا أنهم سيوفرون حافلات خاصة بالمعاقين، وفي حالة تعرض طالب لإصابة مدة 3 أشهر فهل سيتم توفير حافلة خاصة به؟ ويفترض أن تكون الحافلات مهيأة سواء يوجد طالب معاق أو لا، كذلك رؤية المملكة تؤكد دعم السياحة ولكن عندما يأتي السائح لأي مطار لا يجد وسيلة نقل للمعاقين، كذلك الحال في مكة والمدينة لا يتوافر في حافلات المعتمرين أماكن للمعاقين ولا توجد حافلات أو سيارة أجرة مهيأة.
وهناك استغلال من شركات التوصيل، فهل يعقل أن مشوار من الدمام إلى الخبر يتكلف 150 ريالا؟ كما أن التطبيقات لا يوجد فيها خيار سيارة خاصة بالمعاقين.
قضية وطنية تستلزم الدراسة والتفاعل وتكامل الأدوار
شدد مدير المسؤولية الاجتماعية في فرع وزارة الموارد البشرية بالمنطقة الشرقية خالد العبيد على أن الإعاقة قضية وطنية تستلزم التفاعل وتكامل الأدوار لتصل الرسالة للجهات المعنية بشكل صحيح، وقال إن الدولة وولاة الأمر يبذلون جهدهم ولكن لا بد أن نركز على جميع أنواع الإعاقات حتى نستطيع اكتشاف الكفاءات في المعاقين ليصبحوا قادة فاعلين وبالتالي تكون هناك عوائد مفيدة على المجتمع، وكان لدينا حلم سابق بأن تكون المنطقة الشرقية صديقة المعاق، وتمنى العبيد وجود مسؤولين من وزارة النقل لكي يبحثوا معهم احتياجات المعاقين، مشيرا إلى أنه يزور جهات مكلفة ماديا لكنه يتفاجأ أنها غير مهيأة للمعاقين رغم أن تجهيزها لا يتطلب أكثر من 15 ألف ريال، وأكد أن هناك طلبة معاقين يدرسون ولكنهم يجدون صعوبة في المواصلات سواء في النقل العام أو الحافلات التابعة لوزارة التعليم، التي تفتقد لخدمة المعاق، وتساءل عن غياب ذلك وكذلك مسارات الإعاقة البصرية شحيحة رغم وجود تجربة ناجحة في كورنيش الخبر، فلماذا لا يتم تعميمها على بقية الطرق.
وأعرب عن تطلعه إلى استثمار اليوم العالمي للإعاقة بشكل إيجابي بما يعود بالفائدة على المعاقين وبالتالي على الوطن، وبإذن الله من خلال التوصيات التي نطرحها عبر صحيفة «اليوم» وبإذن الله نرفعها لكل إمارة منطقة لدراسة مخرجاتها، وطالب العبيد بمشاركة المعاقين في القرارات، التي تخصهم لأن بعض متخذي القرارات في القطاعات المختلفة يتخذ القرار بدون دراسة لحاجة المعاقين، والدليل الخطأ الذي حصل قبل سنوات من خلال شراء سيارات لا تناسب المعاقين وكلفت الدولة مبالغ طائلة وهدرا ماليا كبيرا.
المعاناة
1 – تطبيقات التوصيل لا تراعي ذوي الإعاقة.
2 – الحديث عن الحقوق وتصريحات سنوية في اليوم العالمي للإعاقة ولكن لا يوجد شيء على أرض الواقع.
3 – لا يوجد سوى شركة واحدة من شركات تأجير السيارات، التي لديها سيارات معاقين ومع ذلك لا يوجد سوى سيارة واحدة.
4 – التكلفة العالية المبالغ فيها من قبل سيارات الأجرة.
9 – في مكة والمدينة لا يتوافر في الحافلات المقلة للمعتمرين أماكن للمعاقين ولا توجد حافلات أو سيارة أجرة مهيأة.
10 – صعوبة وصول وحصول المعاقين على حقوقهم.
11 – بعض مسؤولي القطاعات الحكومية ليس لديهم دراية كاملة بما يحتاجه المعاق.
الاحتياجات
1 – سيارات مجهزة ووسائل نقل عامة مجهزة بشكل كامل
2- تطبيق حقوق المعاقين على أرض الواقع وليس مجرد بنود مكتوبة
3- تفعيل لائحة النقل الخاصة بالمعاقين
4- توضيح حقوق المعاقين في جميع الجهات وتحديدا فيما يتعلق بالنقل
5- زيادة الدعم الحكومي للسيارات المخصصة للمعاقين
6- تأمين سيارات متخصصة للمعاقين وتسهيل الوصول لها من خلال التطبيقات الإلكترونية والاتصال الهاتفي وبأسعار مخفضة
7- حوكمة الخدمات المقدمة للمعاقين
8- وجود أشخاص يؤمنون بأهمية المعاق
9- إطلاق مبادرة وطنية تخص المعاقين ونبدأ بحق النقل تحت مظلة أحد القطاعات الحكومية وبدعم القطاع الخاص
10- تفعيل مسارات الإعاقة البصرية والاستفادة من وجود تجربة ناجحة في كورنيش الخبر
11- إيجاد مراكز تعليم لقيادة المعاقين السيارة
12- إنشاء شركات تخصصية وتأمين حافلات متخصصة وسيارات أجرة متخصصة