[ad_1]
ستكون هناك حاجة إلى العمل بطريقة “الدفع والجذب” إذا أردنا أن تتكلل المعركة ضد مقاومة مضادات الميكروبات بالنجاح.
يجب أن يأتي الجذب من الحوافز المالية لإصلاح سوق المضادات الحيوية المعطلة وجعل طرح الأدوية الواعدة في السوق أمرا مجديا بالنسبة لصناعة المستحضرات الصيدلانية. لكن على الرغم من العلامات التي تشير إلى أن الحكومات والصناعة بدأتا في معالجة هذه المشكلة – مثل إيجاد طرق للدفع للشركات مقابل تطوير عقاقير لن تستخدم في الظروف العادية – إلا أن الطريق أمامنا لا يزال طويلا.
لكن جانب الدفع يبدو أكثر تشجيعا. فهو يؤدي إلى موجة من الأبحاث تنتج عنها مضادات حيوية جديدة، باستخدام تكنولوجيات تتنوع من كيمياء “الجزيئات الصغيرة” التقليدية إلى مزيد من الأساليب البيولوجية التي تجند الميكروبات أو الفيروسات الأخرى لمهاجمة البكتيريا الضارة.
المنظمات الخيرية والمنظمات المدعومة من الحكومات تدعم هذه الأبحاث، وتمول الفرق الأكاديمية وشركات التكنولوجيا الحيوية الصغيرة لأخذ المضادات الحيوية الجديدة من مرحلة الاكتشاف والانتقال بها إلى مرحلة التجارب قبل السريرية، ومن ثم إلى التجارب المبكرة على المتطوعين من البشر.
الشركة العالمية غير الربحية، كارب-إكس Carb-X (شركة تطوير المستحضرات الصيدلانية الحيوية لمكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية) تمتلك أكبر محفظة. بين 2016 و2022 قدمت لها الحكومات والجمعيات الخيرية 480 مليون دولار للاستثمار. تقول إيرين دافي، كبيرة العلماء، إنها مولت حتى الآن 75 مشروعا ابتكاريا. تضيف: “هدفنا هو أخذ البرامج إلى مرحلة إجراء الدراسات الأولى على الإنسان. يمكن بعد ذلك أخذها للتطوير وإطلاقها من قبل مجموعات أخرى”.
أحد الأساليب الجديدة التي تدعمها كارب-إكس تتمثل في مشروع من شركة إليجو بايوساينس Eligo Bioscience في باريس. تستخدم الشركة “كريسبر” Crispr، وهي طريقة لتعديل الجينات وتغيير الحمض النووي للفيروسات المعروفة باسم “العاثيات” التي تهاجم وتقتل البكتيريا بشكل طبيعي.
سيصمم باحثو “إليجو” عاثيات لاستهداف وتدمير البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في أمعاء المريض، دون الإضرار بالبكتيريا النافعة التي تشكل الميكروبيوم البشري.
بمجرد تطوير المؤسسات غير الربحية للأدوية الواعدة بقدر ما تستطيع، عندها تقع مسؤولية طرحها في السوق على عاتق المؤسسات الأخرى. المرشح الواضح لفعل ذلك هو صندوق أيه إم آر آكشن AMR Action Fund لمكافحة الالتهابات المقاومة للمضادات الحيوية الذي تبلغ قيمته مليار دولار، الذي تم إطلاقه في تموز (يوليو) ويتم تمويله بشكل أساسي من صناعة الأدوية. مثل كارب-إكس يقع مقره في بوسطن، مركز العلوم الحيوية الضخم في الولايات المتحدة.
يهدف الصندوق إلى الاستثمار في 15 إلى 20 مضادا حيويا جديدا – وطرح اثنين إلى أربعة منها في السوق بحلول 2030.
إلى جانب كارب-إكس هناك صندوقان أصغر، لكنهما مهمان، يستثمران في أبحاث المضادات الحيوية. أحدهما صندوق الشراكة العالمية للبحث والتطوير في مجال المضادات الحيوية GARDP الذي تم إنشاؤه في 2016 من قبل منظمة الصحة العالمية ومبادرة أدوية الأمراض المهملة DNDi.
يهدف الصندوق إلى تقديم خمسة علاجات جديدة بحلول 2025، تركز على البكتيريا المقاومة للأدوية التي وصفتها منظمة الصحة العالمية بأنها تشكل أكبر تهديد للصحة والتنمية. وهذا يشمل الأطفال المصابين بالإنتان (تعفن الدم)، والأمراض المنقولة جنسيا، والبكتيريا المقاومة للعقاقير المكتسبة من المستشفيات.
المستثمر الرئيس الثالث في المضادات الحيوية الجديدة هو صندوق ريباير إمباكت Repair Impact Fund الذي أنشأته شركة نوفو هولدينجز الدنماركية في 2018، وهي الذراع التجارية لمؤسسة نوفو نورديسك، التي راجعت 180 عرضا مقترحا وأجرت تسعة استثمارات حتى الآن. قال أليكس إنجل، الذي يدير الصندوق – مقره أيضا في بوسطن، المركز الناشئ لأبحاث مقاومة مضادات الميكروبات ـ إن دعوته الأخيرة لتقديم مقترحات استثمارية، التي صدرت خلال الصيف، جلبت 74 عرضا آخر. تقارن هيئات التمويل المختلفة الملاحظات وفي كثير من الأحيان تتشارك في الاستثمار في المشاريع نفسها.
يقول إنجل: “الخبر المشجع بالنسبة لنا هو أننا نشهد ابتكارات مثيرة في مراحلها الأولى لم نسمع عنها من قبل”.
وعندما تم سؤاله عن الأساليب الجديدة التي تثير حماسته أكثر، اختار إنجل الميكروبيوم أو “العلاجات الحية” التي تستخدم البكتيريا النافعة لقتل الجراثيم الضارة. هذه هي التكنولوجيا التي تتبناها شركة سيريز ثيرابيوتيكس ـ في بوسطن أيضا. لديها منتج اسمه SER-109 في مرحلة التجارب السريرية الأخيرة وهو يتكون من بكتيريا فيرميكيوت.
تشير الدراسات إلى أن SER-109 يمكن أن يقلل من تكرار الإصابة بعدوى “المطثية” العسيرة، أحد أخطر أمراض مقاومة مضادات الميكروبات، من خلال استعادة تنوع ميكروبيوم الجهاز الهضمي الصحي.
يقول إنجل: “أتوقع أن توافق إدارة الغذاء والدواء على عقار سيريز باعتباره أول عقار ميكروبيوم”.
مثل دافي، من كارب إكس، يعتقد أن إطلاق صندو أيه إم آر آكشن سيحدث فرقا كبيرا. يقول: “نحن سعداء بدخول هذا الصندوق الجديد إلى الحياة. بدونه كنا نخشى أن تتقطع السبل بشركاتنا بعد تجارب المرحلة الأولى دون استثمار كاف”.
مع ذلك، كل من يشارك في دفع المضادات الحيوية الجديدة وإخراجها من عالم معامل الأبحاث إلى السوق يعتمد على مزيد من الإجراءات من جانب الحكومات والخدمات الصحية.
[ad_2]
Source link