سيكون أمام المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تحديات كثيرة وكبيرة اعتباراً من الأول من تموز/يوليو بدءا ب”الاتفاقية الخضراء” الأوروبية إلى بريكست مروراً بملف الهجرة أو العلاقات مع الصين والولايات المتحدة.
ولم تتول ميركل رئاسة الاتحاد منذ العام 2007. لكن تفشي وباء كوفيد-19 والأزمة الاقتصادية الناجمة عنه أولوية الأشهر الستة المقبلة. وبنهاية أيار/مايو أعلنت ميركل أن فيروس كورونا “قد غّير عالمنا كما غير خطط الرئاسة الألمانية”.
وسبق لميركل أن قالت “كانت ردود الفعل الأولية بما فيها ردود فعلنا وطنية وليس دائماً أوروبية” وهي تنوي درء “خطر الهوة العميقة التي تتسع أكثر وأكثر في أوروبا”.
وباتت ميركل تراهن على “التضامن والمساعدة المتبادلة” بين الدول الأعضاء ال27. وهو تغيير تام في موقف ميركل التي اتهمت بالتعنت في ملف اليونان التي كانت قريبة من الإفلاس في 2011.
انتقادات قد تتحول إلى “إرث”
والمستشارة التي كانت حتى الآن تتعرض لانتقادات بسبب صرامتها في الموازنة وحذرها الكبير على الساحة الأوروبية قد “تستفيد من هذه الرئاسة لتشكيل إرث” بحسب دبلوماسي أوروبي.
وتنوي ميركل التي وصلت إلى سدة الحكم قبل 15 عاماً، مغادرة المستشارية نهاية 2021. وكسرت ميركل التي غالبا ما تتهم بالافتقار إلى الشجاعة السياسية، احدى المحرمات الألمانية في مجال التضامن المالي من خلال اقتراحها مع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون خطة نهوض أوروبية ب500 مليار يورو.
واقترح المسؤولان (ميركل وماكرون) اللذان سيلتقيان مساء اليوم (29 يونيو/حزيران) في قصر ميسبرغ شمال برلين، تمويل الخطة بدين أوروبي مشترك لتقديم المساعدات للدول الأكثر تضررا بفيروس كورونا.
وفتحت المبادرة الفرنسية-الألمانية الباب أمام خطة المفوضية الأوروبية بقيمة 750 مليار يورو التي ستكون محور نقاشات صعبة في أوروبا. وأكدت الرئاسة الفرنسية “اننا متفائلون ومصممون للتوصل إلى اتفاق حول الموازنة في تموز/يوليو”.
وأعلنت ميركل الجمعة لصحف أوروبية منها “لوموند”، “أنها مدركة تماما لصعوبة المفاوضات المقبلة”. والرهان كبير لأن نجاح هذه الرئاسة لا بل مستقبل الاتحاد الأوروبي سيرسم في الأسابيع المقبلة.
مخاوف من تنامي الشعبوية والبطالة
وحذرت ميركل في مقابلة بالقول من أن عدم تبني خطة نهوض “سيفاقم كل المشاكل” من خلال تغذية الشعبوية. وقالت “نسبة بطالة مرتفعة في بلد ما قد ينمي فيه قوة سياسية متفجرة. وستكون المخاطر المحدقة بالديموقراطية أكبر”.
وفي حال تغلب الاتحاد الأوروبي على تحفظات الدول الأربع – هولندا والنمسا والدنمارك والسويد – المعارضة لخطة النهوض كما هي مطروحة ستكون الرئاسة الدورية الألمانية تكللت جزئيا بالنجاح.
لكن معضلة أخرى بانتظار الاتحاد الأوروبي مع وصول مفاوضات ما بعد بريكست إلى طريق مسدود.
وبريطانيا التي خرجت من الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني/يناير تتفاوض مع بروكسل لإنشاء علاقة تجارية مفيدة مع الاتحاد بعد المرحلة الانتقالية التي تختتم نهاية العام الحالي.
ولم تسمح النقاشات باحراز تقدم حقيقي في حين يقترب الاستحقاق بسرعة ومعه مخاطر “اللا اتفاق” المدمرة للاقتصاد. ولا تخفي ميركل أيضا بأنها تريد أن ترى أوروبا تتحمل “مسؤوليات أكبر” على المستوى العالمي لمواجهة الصين وأمريكا.
وتريد ميركل ابرام “اتفاق استثمارات” مع بكين، لكن قمة أوروبية-صينية في أيلول/سبتمبر في لايبزيغ الغيت بسبب الوباء وأيضا لانسداد افق التوصل إلى اتفاق.
ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب)
-
60 عاماً من التقدم والإخفاقات منذ اللبنة الأولى للاتحاد الأوروبي
في التاسع من أيار/ مايو 1950…
… وضع وزير الخارجية الفرنسي روبير شومان أول حجر في البناء الأوروبي عندما اقترح على ألمانيا بعد خمس سنوات فقط على استسلامها في الحرب العالمية الثانية، تحقيق تكامل في الإنتاج الفرنسي الألماني للفحم والفولاذ في اطار منظمة مفتوحة لكل دول أوروبا. وقعت اتفاقية باريس التي نصت على إنشاء “مجموعة الفحم والفولاذ” بعد عام من ذلك فولدت أوروبا “الدول الست” (ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا).
-
60 عاماً من التقدم والإخفاقات منذ اللبنة الأولى للاتحاد الأوروبي
في 25 آذار/ مارس 1957…
… وقعت الدول الست المعاهدة التأسيسية لأوروبا السياسية والاقتصادية. وقد أسست المجموعة الاقتصادية الأوروبية، السوق المشتركة القائمة على التنقل الحر مع إلغاء الحواجز الجمركية بين الدول الأعضاء. أما المؤسسات ومنها المفوضية والجمعية البرلمانية الأوروبية فلم تُنشأ إلا مطلع 1958.
-
60 عاماً من التقدم والإخفاقات منذ اللبنة الأولى للاتحاد الأوروبي
في كانون الثاني/ يناير 1973…
…انضمت بريطانيا والدنمارك وإيرلندا إلى السوق الأوروبية المشتركة، تلتها اليونان (1981) وإسبانيا والبرتغال (1986) والنمسا وفنلندا والسويد (1995). شكلت معاهدة ماستريخت الوثيقة التأسيسية الثانية للبناء الأوروبي ووقعت في السابع من شباط/ فبراير 1992. وهي تنص على الانتقال إلى عملة واحدة وتنشئ اتحاداً أوروبياً.
-
60 عاماً من التقدم والإخفاقات منذ اللبنة الأولى للاتحاد الأوروبي
اعتبارا من كانون الثاني/ يناير 1993…
… أصبحت السوق الواحدة واقعاً مع حرية تبادل البضائع والخدمات والأشخاص ورؤوس الأموال. وانتظر الأوروبيون حتى آذار/مارس 1995 ليتمكنوا من السفر بلا مراقبة على الحدود.
-
60 عاماً من التقدم والإخفاقات منذ اللبنة الأولى للاتحاد الأوروبي
في الأول كانون الثاني/ يناير2002…
… دخل اليورو الحياة اليومية لنحو 300 مليون أوروبي. وفيما تنازلت معظم دول الاتحاد عن عملاتها الوطنية، اختارت الدنمارك وبريطانيا والسويد فقط الإبقاء على عملاتها.
-
60 عاماً من التقدم والإخفاقات منذ اللبنة الأولى للاتحاد الأوروبي
أيار/ مايو 2004
وبعد أن كان الأمر أقرب إلى حلم عند سقوط جدار برلين في 1989، جرى توسيع الاتحاد ليضم دولا من شرق أوروبا تدريجياً. قد انضمت عشر دول جديدة إلى الاتحاد الأوروبي في أيار/ مايو 2004 هي بولندا والجمهورية التشيكية والمجر وسلوفاكيا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا وسلوفينيا ومالطا وقبرص. وفي 2007 انضمت بلغاريا ورومانيا إلى الاتحاد ثم كرواتيا عام 2013.
-
60 عاماً من التقدم والإخفاقات منذ اللبنة الأولى للاتحاد الأوروبي
في ربيع 2005…
… دفع رفض الناخبين الفرنسيين والهولنديين للدستور الأوروبي، بالاتحاد الأوروبي إلى أزمة مؤسساتية. ولم يخرج منها إلا باتفاقية لشبونة التي كان يفترض أن تسمح بعمل مؤسسات أوروبا الموسعة بشكل أفضل وتمت المصادقة عليها بصعوبة في 2009.
-
60 عاماً من التقدم والإخفاقات منذ اللبنة الأولى للاتحاد الأوروبي
أزمة مالية خانقة
في السنة نفسها، أعلنت اليونان عن ارتفاع كبير في العجز في ميزانيتها في أول مؤشر إلى أزمة مالية واسعة. طلبت اليونان ثم إيرلندا وإسبانيا والبرتغال وقبرص مساعدة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي اللذين طالبا بإجراءات تقشفية. أدت أزمة الديون هذه إلى سقوط رؤساء حكومات أوروبية الواحد تلو الآخر وعززت الشكوك في الوحدة الأوروبية.
-
60 عاماً من التقدم والإخفاقات منذ اللبنة الأولى للاتحاد الأوروبي
أزمة اللاجئين
وما أن خرجت من هذه الأزمة المالية حتى واجهت أوروبا اخطر أزمة هجرة منذ 1945 مع تدفق مئات الآلاف من اللاجئين. واخفق الاتحاد الأوروبي في وضع خطة عمل مشتركة.
-
60 عاماً من التقدم والإخفاقات منذ اللبنة الأولى للاتحاد الأوروبي
بريكسيت
جاءت بعد ذلك أزمة بريكسيت التي وجهت ضربة إلى اتحاد اضعفه صعود الشعبوية والتشكيك في جدوى الوحدة الأوروبية. وبعد حملة تركزت على الهجرة والاقتصاد، صوت نحو 17.4 مليون بريطاني (51.9 بالمئة من الناخبين) في 23 حزيران/ يونيو 2016 مع خروج المملكة المتحدة من الاتحاد.
-
60 عاماً من التقدم والإخفاقات منذ اللبنة الأولى للاتحاد الأوروبي
لكن…
… بعد ثلاث سنوات على الاستفتاء، لم يتم تطبيق بريكسيت الذي كان مقررا في 29 آذار/ مارس 2019. وقد وافقت الدول الـ27 الأخرى الأعضاء على إرجاء الموعد إلى 31 تشرين الأول/ أكتوبر لإعطاء وقت للطبقة السياسية البريطانية للاتفاق على طريقة الانسحاب.