▪︎ مجلس نيوز
أعاد وزير الإعلام اللبناني تأزيم الوضع في لبنان بعد تصريحاته العبثية الأخيرة، والتي تجيء في سياق مواقف إيرانية متشددة وكارهة لكل ما يمت للعرب وللعروبة بصلة، هذه التصريحات ليست غريبة على الواقع اللبناني الذي يسيطر عليه المفهوم الإيراني عبر وكلائه في لبنان وأولهم حزب الله ومن يدور في مداراته الحزبية والمصلحية من شخصيات وكيانات ترى في بقائه منافع شخصية ضيقة تبقيهم نافذين على حساب الشعب ومصالحه ومقدراته.
جورج قرداحي نال ثقة طهران ليكون المتحدث الرسمي باسمها في الحكومة اللبنانية الحالية والتي ما عادت تستطيع التفريق بين مصالحها كممثل للشعب اللبناني والمصالح الحزبية الضيقة التي طغت على المشهد اللبناني، وجعلت المشهد الأكثر غرابة وتناقضا في المنطقة إن لم يكن في العالم.
قرداحي أراد أن يسجل حضورا على حساب الحقيقة والمواقف الصادقة فوصف الحرب في اليمن بالعبثية متناسيا الأبعاد التاريخية التي قادت اليمن وأهله للوصول إلى هذه المرحلة التعيسة بسبب التدخلات الإيرانية في اليمن وغيرها، هذا الوتر الذي عزف عليه قرداحي هو ثمن البقاء والحظوة الأخيرة كوزير للإعلام في حكومة لا تملك قرارها ولا تستطيع الفكاك من واقع يثبت أن لبنان ما عاد للبنانيين.
الحكومات الخليجية كانت وما زالت الداعم الرئيس لاقتصاد هذا البلد الذي يعيش أتعس أيامه؛ فبعد أن كان لبنان منارة علم وثقافة وسياحة صار إنسانه يشكو مرارات العوز والقهر ومصادرة أبسط حقوقه الإنسانية البسيطة، وقرداحي وأمثاله من المحسوبين على إيران في الحكومة اللبنانية لا ينظرون لمصالح لبنان بقدر ما يبحثون عن مصالحهم الضيقة والتي جعلتهم يرتمون في الحضن الإيراني طمعا في حظوة تبقيهم في المشهد نافذين ولو كان ذلك على حساب المواطن اللبناني الضعيف.
والسؤال الذي ينبغي أن يطرح على كل لبناني أصيل، ما الذي استفاده لبنان من إيران، وما هي فوائد تأزيم العلاقة مع دول الخليج؟
والجواب المستفيد هو إيران التي ما فتئت تحاول منذ عقود عزل لبنان عن محيطه العربي وإبقائه تحت وصاية إيرانية خالصة وخاصة جعلته أسيرا لتقلبات سياسية داخلية وخارجية أضرت به وما زالت تضر.
لبنان بلد عربي وبلسان عربي وبموقع يجعله بمنزلة القلب في الجسد العربي الممتد من المحيط إلى الخليج، والسياقات التاريخية البعيدة والقريبة تثبت ذلك وتؤكده، والتدخلات الإيرانية مهما كان قدرها وتجذرها في هذا البلد إلا أنها تظل أمرا عرضيا لا يلبث أن يزول وينتهي، والحكومة اللبنانية اليوم أمام مسؤولية تاريخية عظيمة؛ فإما أن يكون لبنان أولا أو أن يكون تابعا لمشروع إيران الفارسي الذي أثبت أنه مشروع يهدم ولا يبني يضر ولا ينفع.
alaseery2@