▪︎ مجلس نيوز
قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. فيصل غزاوي، إن الدين الإسلامي دين الفطرة السليمة، فخالق الفطرة -جل في علاه- هو الذي أنزل الدين القويم وشرعه وارتضاه، ولم يقبل من أحد دينا سواه. وأضاف: على الرغم من اختلاف البشر في مللهم ومشاربهم وأجناسهم، فإنهم لا يزالون متفقين على المحافظة على إنسانيتهم، ليستمر بقاؤهم، وتنتظم حياتهم.
الشهوات الشاذة
وأضاف في خطبة الجمعة أمس،: إن هذه الخلقة التي خلق الله الناس عليها تأبى الشهوات الشاذة بحكم فطرتها، وهذا في غالب الناس؛ إذ النادر لا حكم له، بل هو شاذ، فلا يعتد بمَن طرأ على فطرته عارض فأفسدها وطمس بصيرتها، حتى تختل المفاهيم لديه فيرى الحق باطلاً والباطل حقاً، والحسن قبيحا والقبيح حسنا والحلال حراما والحرام حلالا.
آلهة زائفة
وأكد أن توحيد الله وعدم الإشراك به هو مقتضى الفطرة، التي فُطرت عليها البشرية كلها؛ فقد ولد الناس حنفاء على فطرة الإسلام، ولكن عندما تنتكس الفطرة وتتعطل العقول يَضِل العباد فيشركون بربهم ويعبدون الأصنام والأحجار والأشجار والكواكب والشيطان والبقر والفئران وغيرَها من المعبودات الباطلة والآلهة الزائفة، التي تعبد من دون الرحمن.
عبدة الأصنام وأشار إلى أنه عند الشدائد والأهوال تستيقظ فطرة الإنسان فيفرد ربه بالألوهية، لكن عندما تنتكس الفطرة عند بعض جهلة المتسمِّين بالإسلام إذا دهمتهم الشدائد وغشيتهم المحن والكروب تركوا دعاء الله واستغاثوا بمَن يعتقدون فيه الولاية والصلاح وطلبوا منه العون والمدد؛ فكانوا في ذلك أسوأ من المشركين عبدة الأصنام، الذين كانوا عند حلول الحوادث العظام والخطوب الجسام يلجؤون إلى الله وحده وينسون آلهتهم طالبين النجاة.
حاجة إنسانية
وأبان إمام وخطيب المسجد الحرام بأن من حكمة الله البالغة أن خلق الزوجين الذكر والأنثى، وفطر كلا منهما على الميل إلى الآخر، والنكاح في الإسلام هو اقتران بين ذكر وأنثى، وهو فطرة وحاجة إنسانية، لكن عندما تنتكس الفطرة فمن الشباب مع استطاعته الزواج فإنه يعزُف عنه بحجة أنه ارتباط ومسؤولية وله تبعات، وكذلك من الفتيات مَن ترفض الزواج ولا ترغب فيه، معتقدة أنه كبت للحرية وتحكم في المرأة، وقد يعمد مَن يختار العزوبة من الفتيان والفتيات -هداهم الله- إلى علاقات محرمة لإشباع نهمهم وتحقيق مطمحهم.
مخالعة أزواجهموأضاف: مما ابتليت به مجتمعات المسلمين مؤخرا وكان من معاول هدم العلاقات الأسرية والأواصر الاجتماعية قيام بعض النساء -هداهن الله- بمخالعة أزواجهن لغير سبب شرعي أو لأتفه الأسباب بحجة أن تصبح المختلعة حرة غير مقيدة، وقد يسول لها الشيطان بعد مخالعتها زوجها إقامة علاقة محرمة مذمومة.
الحياء والعفة
وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن الحياء والعفة والمروءة والشهامة خصال حميدة وسجايا كريمة. وقال: الطهارة المعنوية والحسية متوافقة مع الفطرة السليمة؛ فطهارة اللسان وجمال المنطق منقبة فاضلة والبذاءة والسفاهة من الأخلاق السافلة، التي تنبو عنها النفوس الكريمة، ويأبى التخلق بها أصحاب الفطر السليمة، والإنسان مجبول على حب النظافة والجمال، والنفور من النجاسة والأقذار.
منهج قويم
وختم إمام وخطيب المسجد الحرام خطبته بالقول معاشر المسلمين: ما أكثر الداعين إلى التمرد على الفطرة، ومن أولئك مَن يقوم بترويج ما يدعو إلى تبديل الفطرة وارتكاسها، عبر وسائل التواصل الحديثة وغيرها، فإذا أردنا أن تستقيم حياتنا وننعم بالسعادة فلا بد أن نثبت على فطرتنا السوية، التي فطرنا الله عليها ونحذر من انتكاستها ونتمسك بهدي ربنا ومنهجه القويم ولا نُعرض عنه؛ فالإعراض عنه كفيل بأن يحيل حياة الإنسان في دنياه وأخراه إلى شقاء وضيق وعذاب مستمر.
البغي والفساد
وفي المدينة المنورة، أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ د. علي الحذيفي أن الشرع المقدّس أمر بالاجتماع والاتفاق ونهى عن الاختلاف والافتراق حفظاً للدين الإسلامي، الذي لا تقوم الحياة إلا به ولا تنال الجنة إلا بالعمل به، وحفظاً للمجتمع من التصدع والتخلخل والفوضى والتنازع والفساد.