▪︎ مجلس نيوز
اتهم تحقيق لمكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجيش الفيدرالي الإثيوبي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية داخل إقليم تيجراي، عند اجتياحه شهر نوفمبر الماضي، وفقا لتقرير نشرته وكالة رويترز.
وقال التقرير الذي نشر بعد الإعلان الأخير للحكومة الإثيوبية بفرض حالة الطوارئ نتيجة لقرب قوات تحرير تيجراي من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أن الجيش الفيدرالي الإثيوبي ارتكب جرائم ضد الإنسانية في إقليم تيجراي شملت اغتصابات جماعية، قتل للمدنيين، وتهجير قسري لمدنيين سلميين، وأشار التقرير إلى عمليات تعذيب للمدنيين في إقليم تيجراي قامت بها ميليشيات تابعة للحكومة الإثيوبية شملت عمليات تشويه وبتر للأعضاء.
وعلقت الحكومة الإثيوبية قائلة «إنه لم يذكر مسميات مثل «إبادة جماعية» أو استخدام الطعام في الحرب لتجويع سكان إقليم تيجراى، مضيفة بأنها سوف تشكل لجنة لدراسة ما جاء به التقرير من مخالفات وجرائم.
وتسعى قوات تحرير تيجراي إلى رفع الحصار عن إقليمها الذي اجتاحته القوات الفيدرالية، مما أثار موجة من الاستنكار في الساحة الدولية واتهامات لحكومة أبي أحمد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية داخل الإقليم، ولكن تمكنت قوات تيجراي من قلب كفة الحرب، وطرد الجيش الإثيوبي الفيدرالي من الإقليم، لتحاول فك الحصار المفروض عليها وإيجاد منفذ إلى دول الجوار وأولهم السودان.
وركزت تيجراي أخيرا هجماتها على إقليم الأمهرة الذي يعد الحليف الأول لرئيس الوزراء في الحرب الأهلية الآنية، مع محاولة للسيطرة على العاصمة الأثيوبية المتواجدة داخل إقليم الأورومو الذي تخلل التوتر إلى علاقته مع أبي أحمد بعد حبسه للسياسى الأورومواي المشهور «جوهر محمد» قبل عام، حيث يحظى الأخير بمكانة رفيعة بين أبناء الأقليم الأكبر في إثيوبيا.
وسيطرت قوات تيجراي على مدينتي «كومبولوتشا» و»ديسي» الاستراتيجيتين قبيل أيام، مما استدعى حالة من الاستنفار داخل الحكومة الفيدرالية التي حثت المواطنين في العاصمة الإثيوبية على التسلح لمقاتلة قوات تيجراي المتجهة صوب أديس أبابا، وسط فشل الجهود الدولية الرامية إلى فرض وقف لإطلاق النار.
وصادق البرلمان الإثيوبي أمس على إعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة 6 أشهر. بالتواكب مع وصول المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان إلى أديس أبابا، فيما تزداد حدة التصعيد العسكري في إثيوبيا، بين الجيش الحكومي وقوات تيجراي مدعومة بقوات أورومو.
وأشارت مصادر إلى عمليات سحب من البنوك وتخزين غذاء تجري في أديس أبابا تحسبا لهجوم على العاصمة، وقالت السفارة الأمريكية في أديس أبابا على موقعها الالكتروني، إنها سمحت بالمغادرة الطوعية لموظفي الحكومة غير الأساسيين وأفراد الأسر بسبب الصراع المسلح في إثيوبيا. وأضافت «إن السفر إلى إثيوبيا غير آمن ومن المرجح أن يستمر التصعيد».
وكشفت مصادر عن مجموعة سيناريوهات تنتظر إثيوبيا، أولها استمرار تقدم قوات تيجراي صوب العاصمة، والالتحام مع قوات جيش تحرير أورومو المتحالفة معها التي سيطرت على مدينة كميسي على الطريق السريع المؤدي لأديس أبابا، والثاني توجه قوات تيجراي نحو بلدة باتي ومنها إلى مدينة مللي الواقعة على الطريق الرئيس بين جيبوتي وأديس أبابا، وهنا قد تستخدم جبهة تيجراي سلاح الاقتصاد لخنق العاصمة وحرمانها من الإمدادات الضرورية، ما سيغرق البلد في فوضى شاملة وحرب دموية.