[ad_1]
توقع مختصون ومحللون نفطيون استمرار المكاسب السعرية للنفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعد خمسة أسابيع من المكاسب المتواصلة بسبب التفاؤل باعتماد عديد من اللقاحات الموثوقة وبدء طرحها على نطاق واسع وتبدأ من بريطانيا، وهو ما أدى إلى انحسار المخاوف على الطلب العالمي على النفط الخام، الذي يتجه إلى التعافي بالرغم من اشتداد وتيرة الإصابات الناجمة عن الموجة الثانية من وباء كورونا المدمر.
وأشار المختصون إلى أن قرار “أوبك +” الأخير بإضافة إمدادات محدودة مطلع العام الجديد تقدر بـ500 ألف برميل يوميا أسهم أيضا في تعزيز تعافي الأسعار بسبب ما أبدته “أوبك +” من مرونة في التعامل مع مستجدات السوق، حيث تعقد اجتماعات شهرية لتقييم مستوى الإمدادات النفطية وتضع عينها نصب تعافي الطلب تدريجيا وتفادي الاقتصاد العالمي لموجة الركود الاقتصادي الراهنة.
وأوضح المختصون أن محادثات “أوبك +” استمرت خمسة أيام وشهدت صعوبة بسبب ظروف السوق المتواترة وتباين وجهات النظر، لكن “أوبك +” نجحت في اختبار جديد وأثبتت قدرتها على الصمود أمام التحديات والأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في تاريخ الصناعة.
وذكر لـ”الاقتصادية” مختصون أن اتفاق “أوبك +” على تخفيف طفيف لتخفيضات الإنتاج في العام المقبل يعكس المرونة واللجوء إلى الحلول التوافقية الوسطية مع مراعاة تطورات وضع السوق واحتياجاته الفعلية، لافتين إلى أن الاتفاق حظي برضاء وقناعة سوق النفط ومعظم الدول الأعضاء في التحالف.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش إي” لخدمات الطاقة إن آفاق استعادة التوازن والاستقرار في السوق إيجابية للغاية بعد قرار “أوبك +” وقد بدأت المكاسب السعرية في التنامي بفعل تأجيل ضخ نحو مليوني برميل يوميا إضافية مطلع العام الجديد، مشيرا إلى أن كبار المنتجين بقيادة السعودية وروسيا أوضحوا مدى الصعوبة التي أحاطت بإتمام الاتفاق، لكن هذا لا ينال من تماسك العمل الجماعي للمنتجين ورغبتهم القوية في الصمود أمام التحديات الراهنة.
ولفت إلى قول الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي إنه متفهم للغاية أن العمل مع 23 دولة منتجة يجب أن يعتمد على الالتزام بتحقيق التوافق والمرونة، مشيرا إلى العبء الكبير في عقد اجتماعات شهرية لوزراء “أوبك +”، لكنها ضرورة لمواجهة الوضع المضطرب في السوق، عادا أن هذه الاجتماعات المرتقبة ستحدد مسار أسعار النفط الخام للأشهر المقبلة.
ويرى دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية أن منتجي “أوبك +” أنجزوا بالفعل اجتماعا مهما وتاريخيا وهو ما أدى إلى حدوث مزيد من الانتعاش في الأسعار الذي قد يستمر على مدار أسابيع عديدة مقبلة، مشيرا إلى أهم ما أنجزه المنتجون هو الاتفاق على آلية مرنة لتحريك مستوى الإنتاج كل شهر برفع أو خفض الإنتاج بنحو 500 ألف برميل يوميا كحد أقصى شهريا.
وأضاف أن الاستمرار في المكاسب السعرية في شهر كانون الثاني (يناير) والشهور اللاحقة سيسهل قرار إجراء زيادات إنتاجية متتالية قد تصل إلى مستوى مليوني برميل يوميا في نهاية الربع الأول من العام وهو ما يتوافق مع خطط “أوبك +” المسبقة، لكنه سيجيء بشكل تدريجي للتأكد من تجاوب السوق وانتعاش الطلب وتسارع وتيرة السحب من المخزونات النفطية.
من ناحيته، يقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة إن تحديد مستوى الإنتاج شهر بشهر هو آلية مرنة للغاية ورغم أنها تضيف أعباء على كاهل الوزراء في دول الإنتاج إلا أنها فعالة وتأتي كرد فعل منطقي على حالة عدم اليقين الهائلة في أسواق الطاقة وتساعد الأسعار على مزيد من التعافي والحفاظ على المكاسب الأسبوعية التي تحققت على مدار الأسابيع الخمسة الماضية.
وذكر أن “أوبك +” بدأت بخفض قياسي للإنتاج في أيار (مايو) الماضي بلغ 9.7 مليون برميل يوميا ثم أعادت نحو مليوني برميل يوميا من هذا الإنتاج إلى السوق في آب (أغسطس) الماضي دون حدوث أي معوقات وكان من المقرر أن يتم إضافة مليوني برميل أخرى الشهر المقبل، لكن تم التراجع عن هذه الخطة والاكتفاء بإضافة 500 ألف برميل يوميا مع فتح الباب لزيادات شهرية مماثلة في الشهور اللاحقة وذلك نتيجة لسبب رئيس وهو أن السوق لا تزال هشة للغاية لامتصاص البراميل الإضافية.
وتضيف أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة “أفريكان ليدرشيب” الدولية أن مكاسب جديدة تلوح في الأفق في أسعار النفط الخام نتيجة التقدم السريع والواعد في اللقاحات الخاصة بمكافحة فيروس كورونا وذلك على الرغم من الأوضاع الراهنة ما زالت مقلقة بسبب تجدد الإصابات وحدوث موجة جديدة من الإغلاق ما وجه ضربة جديدة لاستهلاك الوقود حول العالم.
ولفتت إلى أن توقعات السوق لعام 2021 ما زالت ضعيفة خاصة مع حدوث تباين حاد بين الانتعاش في آسيا والركود في أوروبا، مشيرة إلى إجراء زيادة محدود بنحو ربع ما كان مخططا له مسبقا ستساعد في تضييق الفجوة بين العرض والطلب وتسهيل استعادة التوازن نسبيا وبما يضمن أن السوق لن تكون في حالة فائض في العرض في الربع الأول من 2021، مشيرة إلى تأكيد بعض دول “أوبك” أن الاجتماعات الشهرية يمكن أن تساعد في الحفاظ على الاستقرار في السوق، كما أن الإمدادات الإضافية المقبلة في كانون الثاني (يناير) لن يكون لها تأثير كبير.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، صعدت العقود الآجلة لخام برنت بأكثر من 1 في المائة، الجمعة لتظل عند ما يقل قليلا فحسب عن مستوى الـ50 دولارا للبرميل، إذ طغت توقعات بحزمة تحفيز اقتصادي أمريكية واحتمالات بشأن لقاح لفيروس كورونا على زيادة في الإمدادات وتنام في عدد حالات الوفاة بكوفيد – 19.
واكتسبت خطة للحزبين بشأن مساعدات مرتبطة بفيروس كورونا بقيمة 908 مليارات دولار زخما في الكونجرس الأمريكي. وجرت تسوية “برنت” على زيادة 54 سنتا، بما يعادل 1.11 في المائة، إلى 49.25 دولار للبرميل.
وخلال الجلسة، بلغ العقد أعلى مستوياته منذ أوائل آذار (مارس) عند 49.92 دولار للبرميل. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 62 سنتا إلى 46.26 دولار للبرميل بعد ملامسة مرتفع عند 46.68 دولار للبرميل.
وعلى أساس أسبوعي، ربح الخامان كلاهما للأسبوع الخامس على التوالي، إذ ارتفع “برنت” 1.7 في المائة، وزاد الخام الأمريكي 1.9 في المائة. واتفقت “أوبك +”، التي تضم منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفاءها يوم الخميس على تسوية لزيادة الإنتاج قليلا من كانون الثاني (يناير)، لكن مع مواصلة أغلب قيود الإنتاج الحالية تماشيا مع تأثر الطلب بفيروس كورونا.
واتفقت “أوبك” وروسيا على تخفيف قيود الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميا بدءا من كانون الثاني (يناير)، مع زيادات أخرى لم يتفق عليها بعد وتتحدد على أساس شهري، إذ أخفقتا في التوصل إلى تسوية بخصوص سياسة أوسع نطاقا للفترة المتبقية من 2021.
وكان من المتوقع أن تواصل “أوبك +” التخفيضات الحالية حتى آذار (مارس) على الأقل بعد التراجع عن خطط لرفع الإنتاج مليوني برميل يوميا.
في غضون ذلك، تعافي الإنتاج الأمريكي من أدنى مستوياته في عامين ونصف العام الذي لامسه في أيار (مايو) فيما يعود بشكل أساسي إلى أن منتجي النفط الصخري أعادوا آبار للعمل على خلفية صعود الأسعار. وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة إن عدد حفارات النفط الأمريكية العاملة ارتفع خمسا إلى 246، وهو أعلى مستوياته منذ أيار (مايو).
[ad_2]
Source link