[ad_1]
رحبت السعودية بالجهود التي تقوم بها الكويت وواشنطن من أجل إنهاء الأزمة القطرية، ودعم وتحقيق الاستقرار الخليجي والعربي، وحل المشكلات العالقة مع الدوحة. ومع أن ما يجري ما زال في خطواته الأولى، إلا أن الموقف السعودي هذا ينبع في الواقع من سياسة السعودية الواضحة حيال كل القضايا، ولا سيما تلك التي ترتبط بالشأن الخليجي والعربي والإسلامي.
الرياض تضع الأدوات السياسية والسلمية والأخوية في المقدمة، وهي سياسة اعتمدتها المملكة منذ تأسيسها، وواصلت على هذا النهج في كل العهود السابقة. إنها سياسة تصون الخليجيين والعرب، وتحمي مكتسباتهم، وتضعهم في المكان الذي يستحقون إقليميا وعالميا. وعلى هذا الأساس، تنظر المملكة ببالغ التقدير للجهود الكويتية لتقريب وجهات النظر حيال الأزمة القطرية، وكذلك المساعي الأمريكية لما فيه مصلحة وخير المنطقة، وفق توصيف وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان.
من هموم المملكة التي ألزمت نفسها بها، تحصين مجلس التعاون الخليجي، ضد أي اختراقات، والترفع عن أي مهاترات، لماذا؟ لأن مصلحة الأمن الخليجي خاصة والعربي عموما يجب أن تكون في المقدمة وفق الثوابت السعودية، التي تقدم كل الدعم اللازم في كل الأوقات. وهذا الأمن، هو جزء لا يتجزأ من أمن الشقيقة الكبرى، والتجارب السابقة أثبتت مدى أهمية هذا الموقف السعودي، في مراحل حساسة وأحيانا كانت مراحل خطيرة، فضلا عن التحرك السعودي الدائم، من أجل الإبقاء على اللحمة الخليجية، وتجاوز كل العقبات والمؤثرات السلبية التي قد تظهر هنا وهناك.
الرياض دائما وفق مواقفها المشهودة المستمرة تضع المصلحة الخليجية قبل كل شيء، من أجل ضمان مستقبل واعد وزاهر ومستقر ومزدهر للخليجيين في كل مكان من المنطقة، وهذا وحده يوفر قوة دفع لبقية المنطقة العربية. ومن هذه النقطة المهمة جدا، وقفت السعودية منذ اليوم الأول للأزمة الطارئة مع قطر، إلى جانب حل سياسي لهذه الأزمة، لأنها تعد أن ذلك هو الطريق الأمثل لتجاوز كل المشكلات وتلافي التحديات، والتغلب على المشاغل الأمنية كافة التي تهدد دول المجلس. وكان هذا هو نفسه موقف المملكة من الأزمة التي نشبت مع قطر في عام 2013.
فتغير تواريخ الأزمة الطارئة، لم يغير من المبادئ التي وضعتها القيادة في السعودية للتعامل مع الملفات الخليجية والعربية بشكل عام، بأعلى درجات المحبة والشفافية في آن معا. فالشقيقة الكبرى، لا تقبل بأن تتعرض المصلحة الخليجية للتهديد والأضرار والتضعضع، إنها تعد نفسها ضامنا رئيسا لها، استنادا إلى عوامل يدخل فيها التاريخ والجغرافيا والترابط الأخوي وغير ذلك. من هنا، كانت تقف بقوة في وجه بعض الدول الإقليمية التي تحاول استثمار الأزمة القطرية، وكانت تحذر في كل المناسبات من مثل هذه التدخلات التي تهدف بوضوح إلى الاستفادة من الأزمة.
وهذه القوى أظهرت في مناسبات عديدة عداءها ليس لمنطقة الخليج العربي فحسب، بل للمنطقة العربية كلها، وهي تسعى إلى تنفيذ مخططاتها التوسعية المكشوفة. ولذلك كانت السعودية تحذر وتصارح كل الأشقاء من استغلال هؤلاء الأعداء أي أزمة قد تحدث بين طرفين عربيين. مجلس التعاون الخليجي يبقى صرحا مستمرا قويا حقيقيا يبني العلاقات الدولية وفق المصلحتين الخليجية والعربية، والعلاقة المتينة بينه وبين مصر، تسهم في أمن واستقرار المنطقة ككل، فضلا عن الرابط العربي الذي يجمعهما. والرياض كما هو معروف سعت على مدى عقود من أجل إدخال التطوير اللازم لمنظومة مجلس التعاون، وأسهمت في كل المشاريع والمبادرات الاستراتيجية، وعلى رأسها رؤية الملك سلمان في عام 2015 الرامية إلى تحقيق التكامل المنشود.
وفي المحصلة، يؤمل أن تصل حلول الأزمة القطرية إلى وضع أمن دول الخليج وصيانته والحفاظ عليه في المقام الأول وبما يثبت ويؤكد الروابط المشتركة العميقة بين الأشقاء الخليجيين، من خلال اتفاق صريح وثابت لا يدع ولا يترك أي فرصة لمحاولات جهات خارجية تتربص بهذا الكيان العربي الناجح وتسعى بكل السبل إلى شق صفه وإلحاق الضرر به.
[ad_2]
Source link