▪︎ مجلس نيوز
مواليد عام 1970م وما بعد هذا العام حتى أواخر 1979م هم أبناء فترة زمنية عجيبة بكل تقلباتها وتغيراتها والأحداث العجيبة التي غيرت شكل العالم بعدها!
هم من جيل تتراوح أعمارهم اليوم بين الخمسين ومراحل الأربعين وهو السن الأجمل في ظني ويقيني رغم كل ما يواجهونه وواجهوه في حياتهم، هو جيل شهد الصحوة بكل قسوتها وشهد حرب الخليج والكيماوي وصفارات الإنذار وبطش صدام حسين وكبرياءه المضطرب! ومن ينسى الصحاف وزير الإعلام العراقي آنذاك وهو يصرخ في الشاشة «الأمريكان العلوج وسنجعل مطار بغداد مقبرة لهم.. إلخ» من التصريحات التي أعقبها دمار لحق العراق حتى اليوم رغم كل هذا الهياط الصوتي الرخيص.
هم جيل عاصروا ثورة الخميني البائسة وما أعقبها من تطرف حتى شاهد بعض أبناء مكة المكرمة بأعينهم ما حدث في حج عام 1406هـ حين حاول الإيرانيون استخدام الحجاج لتمرير مادة C4 المتفجرة في حقائب زائري بيت الله في الحج! ولولا يقظة موظفي المطار لحدث ما لا يحمد عقباه.
هم جيل شاهد ما فعله جهيمان في المسجد الحرام وكيف أن قوات الأمن السعودي دحرته هو وجماعته المتطرفة ثم عانى المجتمع من تبعات ذلك سنوات طوال، وغيرها وغيرها من الأحداث المتلاحقة التي ما برحت تكون رصيدا من التقلبات والتناقضات التي قد لا يتحملها العقل البشري التقليدي.
وقد لا يصدق أبناء الجيل الحالي أن الجوال المزود بكاميرا كان مجرما منذ سنوات! ولن يصدق أن الدش كان يتم ضربه بالسكتون من بعض الأفراد المحسوبين على جهاز رسمي! ولن يصدق أن من كانت لا تلبس عباءة سوداء قد يتم اتهامها حتى في شرفها ورميها بأقبح الألفاظ! كانت العباءة على الرأس رمز العفة ومن تلبس غيرها كعباءة الكتف تعتبر تحت بند التبرج! وغيرها وغيرها وغيرها من التناقضات المجتمعية التي لا تتسق أو تتفق مع سماحة الإسلام ووسطيته.
ثم جاءت الإصلاحات تباعا بعد أن تجاوز المجتمع كل تلك العقبات وبزغت أنوار الرؤية المباركة لتُكمل مشروع التطوير، وجاء النسر السعودي الفذ محمد بن سلمان قائلا سندمر التطرف وفورا.
وهذا ما كان ولله الحمد، ومن يعرفني جيدا يعلم كم تعرضت (كغيري من الكتاب الصحفيين) في تلك الفترة لأبشع الأوصاف والألفاظ فقط لأن بعضنا كان يكتب مطالبا بتمكين المرأة وإعطاء الفنون حقها والسماح بالسينما والفن لأنهم قوى ناعمة وسلاح نستطيع به مجابهة من يتهمنا بالتطرف.
واليوم وأنا في العقد الخامس من العمر عدت من عزلتي لأكتب لكم هذا المقال ولأعدكم بأن أستمر كاتبا من أجلكم ومن أجل هذا الوطن العظيم وحتى آخر يوم في عمري.
خاتمة/ إن كان ما تعرضت له أنا وجيلي من مآس بسبب ما طالبنا به سابقا فهذا فداء لكم أنتم معشر الأبناء والأحفاد، أما شبابنا الذي ضاع بين محاربة التطرف وصد الهجوم والتضييق علينا حتى في رزقنا من بعض المتطرفين المتنفذين سابقا، فنسأل الله العوض الجميل، وهو القادر على ذلك، والحمد لله على نعمة هذا الوطن الأخضر العظيم.
@BASSAM_FATINY