▪︎ مجلس نيوز
كان الفنان سعد التمامي يذكر في مقابلات معه طرفة حدثت له مع والدته – رحمها الله – ففيما هو يقود سيارته الصغيرة ووالدته معه في المقعد الأمامي، انعطف مسرعا إلى شارع فرعي فتساءلت والدته عما يحدث فقال لها إنه “نسي أخذ الملف” لترد بطيبة الأمهات: ارجع للبيت وخذه.
والملفات أنواع أشهرها الملف العلاقي طيب الذكر، لكنني أتحدث هنا عن “أخذ ملف” للدخول إلى شارع، فتلاحظ عندما تقود السيارة أنك ما إن تضيء إشارة الانعطاف حتى يتذكر معظمهم خلفك ــ في تلك اللحظة تحديدا ــ أنهم مستعجلون، فيسرعون أكثر وكأن إشارة الانعطاف إشارة انطلاق سباق تحد لهم لقطع الطريق عليك، وبدلا من أن تكون تنبيها متقدما “بلغة الأرصاد” تتحول إلى محفز للسرعة، لا شك أنه يلزم وجود مسافة معقولة لك ولهم قبل أن تنعطف فلا يكفي إضاءة لمبة الانعطاف فقط، صحيح أن “النية مطية”، لكن السائقين الآخرين لا يعرفون نواياك إلا إذا أعلنتها قبل وقت كاف، إلا أن هذا هو السائد في طرقاتنا، التنبؤ والتخمين على قدم وساق.
وإذا أردت أن تنعطف في طريق رئيس أو خدمة يجب عليك بحثا عن السلامة ألا تترك مسافة إلى يمينك إطلاقا، فمهما كانت المساحة بين سيارتك والرصيف ضيقة سيلح أحدهم إلحاح متسول وسيع وجه يمد يده بمقدمة سيارته للمروق كالسهم إن تمكن من ذلك، ومع تزايد السيارات صغيرة الحجم زادت هذه السلوكيات، فإشارة الانعطاف لها وقع في أمخاخ هؤلاء غير ما صنعت لأجله.
ورغم وجود كاميرات “ساهر” وتغليظ الغرامات إلا أن بعضا من السائقين ما زالوا على عاداتهم القديمة في أخذ الملف مهما كان وضع السيارات في الطريق، زحمة أو مسرعة، ضاربين بعرض السلامة وطولها رصيفا أو صبة خرسانة. ومع الانغماس باستخدام الهاتف الجوال أصبحت ترى تزايد عدد من يتوقف في وسط الطريق غارقا ومستغرقا أمام شاشة الهاتف وغير عابئ بمن خلفه من سيارات مسرعة وتصيبك الدهشة من شعور هؤلاء بالسلامة، وهم يفعلون ببرود ما يفعلون، ومع اتجاه الآنسات والسيدات إلى “تعلم” القيادة أصبحت بعض شوارع الأحياء الداخلية مدارس تدريب، تدب فيها المتدربة مثل سلحفاة وسط حركة نشطة من ذئاب وفيلة أحيانا، وفي هذا خطر عليهن وعلى الآخرين، وأقترح فتح مساحات خارجية لهن تحدد وتعلن، ليتدربن بعيدا عن التسبب في حوادث لهن وللآخرين.
![](https://majlis-news.com/wp-content/uploads/2021/04/1618091923_881_تطورات-أجور-الربع-الرابع-2020-مجلس-نيوز.gif)