▪︎ مجلس نيوز
كان المنتظر أن تكون البداية للمبعوث الأممي الجديد مختلفة عن سابقه مارتن غريفيت، الذي تاه في دهاليز صنعاء المحتلة، نتيجة استسلامه للأجندة الحوثية الإيرانية، وغموضه في تحركاته بين أطراف النزاع، وعدم نقله للحقيقة في إحاطته أمام المجتمع الدولي، الذي صوّر له أن الأزمة أوشكت على النهاية، رغم أنها تتفاقم في محاولة للتسويق لنفسه، وإظهار عدم فشله في مهمته، بدليل أنه لم يشر إلى الحوثيين كطرف معرقل لعملية السلام في اليمن.
سيكون المبعوث الأممي السويدي غروندبرغ، الذي بدأ مهمته أمس، نسخة طبق الأصل لسلفه غريفيت إن لم يكن حازماً في تعامله مع المليشيات الانقلابية، وأميناً وواضحاً في نقله حقيقة تعنتها وعدم رغبتها الانخراط في عملية سلام جادة تعيد لليمن شرعيته وأمنه واستقراره، وتنقذ شعبه من القتل الممنهج في المحافظات، التي لا تزال تخضع لسيطرة المليشيا الإيرانية الإرهابية.
والمهمة التي تنتظر المبعوث الأممي الجديد لليمن، التي تبرهن للعالم إن كان جاداً في مسعاه، هي نقل حقيقة التدخلات في الأزمة اليمنية لإطالة أمدها، والتأثير على أمن واستقرار المنطقة، والتي تدعم الحوثيين بمختلف الأسلحة لقتل اليمنيين وإرهابهم، واستهداف الأعيان المدنية في المملكة، في وقت لا تزال المملكة تمارس سياسة ضبط النفس في تعاملها مع إرهاب هذه الجماعة التي أثبتت للعالم أنها لن تنخرط في عملية سلام جادة.