▪︎ مجلس نيوز
قالت شركة الاستشارات الاقتصادية العالمية فيتش سوليوشن، إن الاقتصاد الأفغاني سينهار على الأرجح في أعقاب الانسحاب السريع للقوات الأمريكية من البلاد وعودة حركة طالبان إلى السلطة.
وتتوقع “فيتش” الآن أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للبلاد 9.7 في المائة مع انخفاض آخر 5.2 في المائة العام المقبل. وكانت قد توقعت في السابق نموا 0.4 في المائة لهذا العام.
وبحسب “رويترز”، قال محللون – في تقرير صادر عن “فيتش سوليوشن”، الجهة البحثية لوكالة فيتش الدولية للتصنيف الائتماني – إن “الطريقة المضطربة للغاية التي غادرت بها قوات الأمن الأمريكية البلاد واستيلاء طالبان على السلطة سيعني أن البلاد ستعاني مشكلات اقتصادية حادة على المدى القصير”.
وأضافوا “تميل المخاطر التي تشير إليها هذه التوقعات إلى الجانب السلبي بالنظر إلى أن الاقتصادات الأخرى التي واجهت أنواعا مماثلة من الصدمات السياسية أدت أيضا إلى حدوث انهيار على مستوى المؤسسات”.
وقالت “فيتش” إن الاستثمار الأجنبي سيكون ضروريا لتحسين الوضع في البلاد.
من جهتها، قالت وكالات إغاثة إن كثيرين في أفغانستان كانوا يعجزون عن توفير الطعام لعائلاتهم في موجة جفاف شديدة تعصف بالبلاد حتى من قبل استيلاء مقاتلي طالبان على السلطة الشهر الماضي، وإن الملايين أصبحوا مهددين بالمجاعة في ظل عزلة الدولة وانهيار الاقتصاد.
وقالت ماري – إيلين ماكجرورتي مديرة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في أفغانستان، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من كابول، “في الوضع الراهن، لا توجد شبكات أمان وطنية.. منذ 15 أغسطس، نشاهد بأعيننا الأزمة تتصاعد وتستفحل فيما تقترب خطى انهيار اقتصادي وشيك في هذا البلد”.
وفي مقطع فيديو في أغسطس، قدمه برنامج الأغذية العالمي، تظهر نساء أفغانيات ورجال واقفون بانتظار تلقف الإمدادات في مركز توزيع الأغذية التابع للأمم المتحدة في مدينة مزار الشريف في شمال البلاد.
يقول ديلاوار، الذي يعيش في إقليم بلخ وعاصمته مزار الشريف، في مقطع الفيديو بعد حصوله على حصة غذائية لعائلته المكونة من ثمانية أفراد “لا وجود للمحاصيل ولا المطر ولا الماء.. الناس يعيشون في بؤس. هذه رحمة كبيرة من الله للفقراء والمحتاجين”.
يقول برنامج الأغذية العالمي إن أسعار المواد الغذائية قفزت منذ أن دمرت ثاني موجة جفاف في أربعة أعوام نحو 40 في المائة من محصول القمح.
ويضيف أن ملايين الأفغان قد يواجهون شبح المجاعة قريبا بسبب مزيج من عوامل الصراع والجفاف وجائحة كوفيد – 19. ووجه البرنامج نداء عاجلا بطلب 200 مليون دولار، محذرا من أن إمدادات برنامج الأغذية العالمي ستنفد بحلول تشرين الأول (أكتوبر) مع حلول فصل الشتاء.
وقالت ماكجرورتي، “الموقف الذي تتكشف أبعاده في اللحظة الراهنة شنيع وقابل لأن يتحول إلى كارثة إنسانية”.
وقال مسؤول آخر في الأمم المتحدة يعمل في أفغانستان، لكنه طلب عدم نشر اسمه، “تعتمد طالبان على الأمم المتحدة، وهم يعرفون ذلك.. لا يمكنهم توفير الطعام للناس”.
علاوة على ذلك، لا يتحصل موظفو الخدمة المدنية على رواتبهم، وتراجعت قيمة العملة، وفرضت البنوك قيودا على السحوبات عند حد 200 دولار في الأسبوع منذ استيلاء طالبان على السلطة، بحسب ماكجرورتي.
وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان، إن برنامج الأغذية العالمي يواصل عملياته في أنحاء أفغانستان، ويمكنه استيراد السلع الغذائية من أوزبكستان وباكستان، وقام بتوصيل الإمدادات إلى 200 ألف شخص في الأسبوعين الماضيين، معربة عن أملها في إعادة جسر جوي إلى مطار كابول.
وقابلت ماكجرورتي، وهي أيرلندية مخضرمة في مجال المساعدات الإنسانية، بعضا من بين 550 ألف أفغاني شردهم القتال والجفاف هذا العام، وأصبحوا يعيشون الآن في خيام مؤقتة. وزارت في يونيو مراكز في مزار الشريف، توزع الطحين والزيت والعدس والملح.
وقالت “أرى الشحوب والألم على الوجوه، بعد أن أصبح عليهم أن يمدوا أيديهم طلبا لأي شيء لإطعام أطفالهم”.
وأضافت، في إشارة إلى الجفاف الذي تعرضت له أفغانستان بين 2017 و2018، “يواجه الناس مرة أخرى وضعا لا يجدون فيه الطعام لا في غرفة التخزين ولا على المائدة، ويضطرون لبيع الأصول القليلة أو الماشية”.
وقالت إن قلة الثلوج والأمطار تركت الحقول فريسة للجفاف وتحولت إلى “حقول من التراب” في منطقتي مزار الشريف وهرات، إلى الغرب، اللتين ضربهما الجفاف.
ويؤثر سوء التغذية بالفعل في طفل من بين كل طفلين دون سن الخامسة في أفغانستان، حيث يواجه 14 مليون إنسان، وهو ما يوازي ثلث السكان، أزمة “انعدام أمن غذائي” حادة، على حد وصف برنامج الأغذية العالمي.