▪︎ مجلس نيوز
اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها “أوبك +”، على التمسك بسياستهم الحالية لزيادات تدريجية في إنتاج النفط، على نحو شهري، والمقدرة بـ400 ألف برميل يوميا لتشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
وأوضح الاجتماع الوزاري الـ10 لمنظمة أوبك و”أوبك +”، الذي ترأسه الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، عبر الاتصال المرئي أمس، أن آثار الجائحة لا تزال تلقي بحالة من عدم اليقين على الصناعة، مؤكدا تعزيز أساسيات السوق واستمرار انخفاض مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مع تسارع التعافي.
وقال البيان الختامي للاجتماع، إن “أوبك +” ترحب بالأداء الإيجابي للدول الأعضاء في إعلان التعاون، إذ بلغت نسبة التوافق العام مع تعديلات الإنتاج 110 في المائة في تموز (يوليو)، بما في ذلك المكسيك (109 في المائة بدون المكسيك)، ما يعزز اتجاه الامتثال العالي من قبل الدول الأعضاء.
وأشار إلى أنه في ضوء الأساسيات الحالية لسوق النفط والإجماع على توقعاته قرر الاجتماع إعادة التأكيد على قرار الاجتماع الوزاري العاشر لـ”أوبك” وغير الأعضاء في منظمة أوبك في 12 نيسان (أبريل) 2020 والمصادقة عليه أيضا في الاجتماعات اللاحقة بما في ذلك الاجتماع الـ19 لـ”أوبك” في 18 تموز (يوليو) 2021.
ولفت إلى إعادة التأكيد على خطة تعديل الإنتاج وآلية تعديل الإنتاج الشهرية المعتمدة في الاجتماع الوزاري الـ19 وقرار تعديل الإنتاج الكلي الشهري بالزيادة بمقدار 0.4 مليون برميل يوميا لتشرين الأول (أكتوبر) 2021.
ونوه البيان إلى تمديد فترة التعويض حتى نهاية كانون الأول (ديسمبر) 2021 على النحو المطلوب من قبل بعض البلدان ذات الأداء الضعيف والمطالبة بأن تقدم البلدان ضعيفة الأداء خطط التعويض الخاصة بها بحلول 17 أيلول (سبتمبر) 2021.
وذكر أنه تمت إعادة التأكيد على الأهمية الحاسمة للالتزام بالمطابقة الكاملة وآلية التعويض والاستفادة من تمديد فترة التعويض حتى نهاية الشهر الجاري، مشيرا إلى عقد الاجتماع الوزاري الـ21 لـ”أوبك” وغير الأعضاء في منظمة أوبك في 4 الشهر المقبل.
وفي سياق متصل، قال لـ”الاقتصادية”، مختصون ومحللون نفطيون أن الاجتماع الوزاري العشرين لمجموعة “أوبك +” نجح في تحقيق أهدافه ومواصلة خطة الإعادة التدريجية للإمدادات النفطية التي توقفت بسبب الجائحة، مشيرين إلى أن حالة من الإجماع تحققت بشكل سريع ولافت، إدراكا وتوافقا مع حجم التحديات التي يواجهها السوق.
وذكر المختصون أن “أوبك +” استعادت بالفعل نحو 45 في المائة من إنتاج النفط الذي خفضته في بداية الوباء وستستمر في إضافة 400 ألف برميل يوميا كل شهر حتى أيار (مايو) 2022 حتى تعود إلى مستويات الإنتاج قبل الوباء.
وذكر الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، أن “أوبك +” حققت تفاهمات سريعة على الاستمرار في إضافة 400 ألف برميل يوميا إلى الإمدادات في تشرين الأول (أكتوبر)، وما زالت على قناعة بملائمة هذا المستوى لتحقيق التوازن في السوق.
وأشار إلى أن “أوبك +” تثبت بشكل دائم، قدرتها المميزة على إدارة السوق وفق سياسات هادئة ورشيدة وعدم الاندفاع لدعوات سواء من الدول المستهلكة أو بعض القوى الدولية كما حرصت المجموعة على تأكيد الجماعية والتوافق وبذل كل جهد مطلوب لاستقرار وتوازن السوق.
من جانبه، أفاد جوران جيراس مساعد مدير بنك “زد إيه إف” في كرواتيا بأن السوق كان يتوقع تشديد أكثر للمعروض بسبب أزمة متغير دلتا من فيروس كورونا الذي يضغط على الطلب العالمي بقوة إضافة إلى ضعف طلب المصافي الأمريكية بسبب أزمة إعصار “أيدا” حتى أن البعض داخل “أوبك” توقع أن المجموعة قد تكبح الإمدادات مرة أخرى وسط تباطؤ السوق.
وأشار إلى أن الاكتفاء بزيادة قدرها 400 ألف برميل يوميا يأتي في إطار قناعة قوية بأن الأسواق تتباطأ بسبب الموجة الرابعة من الوباء ما يتطلب مزيدا من اليقظة والحذر من جانب المنتجين، لافتا إلى أن الزيادة الإنتاجية قد توقف طموحات المضاربين على ارتفاع أسعار النفط.
من ناحيته، قال أندريه يانييف المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة أن الاجتماع الوزاري جاء سريعا وخال من أي مفاجآت حيث تمسكت المجموعة بالزيادة المخطط لها للمعروض النفطي، مشيرا إلى أن أغلبية المنتجين راضون عن مستوى سعري لخام برنت حول 70 دولارا للبرميل.
وأشار إلى أن ارتفاع نسبة مطابقة المنتجين لتخفيضات الإنتاج إلى 110 في المائة يعكس الالتزام بالعمل المشترك لدعم استقرار السوق وتوازن العرض والطلب، مضيفا أن تقريرا للجنة الفنية المشتركة لـ”أوبك +” يتوقع أن يشهد العام المقبل فائضا في المعروض بنحو 1.6 مليون برميل يوميا مع استمرار “أوبك +” في إعادة الإنتاج.
بدورها، أوضحت ناجندا كومندانتوفا كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، أن “العالم ما زال قلقا من تداعيات الموجة الرابعة من الوباء وانتشار متغير دلتا من الفيروس ولكن “أوبك +” عودتنا على رؤية مستقبلية أكثر عمقا وهي تتمسك حاليا بحالة من التفاؤل والمعنويات الإيجابية بشأن التوقعات قصيرة الأجل للطلب على النفط”.
ولفتت إلى أنه بحسب مجموعة “أوبك +” من المتوقع أن يرتفع الطلب على النفط هذا العام بما يقرب من ستة ملايين برميل يوميا على أن يتباطأ العام المقبل إلى نحو 3.3 مليون برميل يوميا، وربما يكون هذا التباطؤ هو الذي سيدفع السوق إلى الفائض في المعروض وهو ما جعل المجموعة حذرة في قرارات تخفيف القيود.
من جانبه، أكد ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي، أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها أو المجموعة المعروفة باسم “أوبك +” حققوا هدف التخلص من فائض النفط في السوق العالمية، مضيفا أنه من المهم الآن الحفاظ على توازن السوق.
وتابع “التحركات المشتركة أتاحت التخلص من فائض (النفط) الذي تراكم عندما كان الطلب منخفضا، أعتقد أننا أتممنا هذه المهمة، والمهم الآن هو الحفاظ على هذا التوازن ومزامنة الإنتاج والطلب مع تعافي السوق”.
وتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط بين 5.8 وستة ملايين برميل يوميا هذا العام، وعودة الأوضاع إلى طبيعتها بالكامل في سوق النفط في العام المقبل.
أما محمد الفارس وزير النفط الكويتي، فقال إن “أوبك” وحلفاءها حرصاء على تزويد أسواق الخام بإمدادات كافية، مضيفا أن المجموعة تمكنت من دعم صناعة النفط العالمية خلال أزمة كوفيد -19 وإعادة التوازن والاستقرار إلى الاقتصاد العالمي.
من ناحية أخرى، فيما يخص الأسعار، انخفض خام برنت 56 سنتا إلى 71.07 دولار للبرميل بحلول الساعة 15:35 بتوقيت جرينتش أمس، وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 59 سنتا إلى 67.91 دولار للبرميل.
وقدرت وزارة الطاقة الأمريكية أن طاقة التكرير في لويزيانا انخفضت 2.3 مليون برميل يوميا، أو 13 في المائة من مجمل الطاقة في الولايات المتحدة، بسبب الإعصار أيدا، وفي الوقت نفسه، لا يزال نحو 94 في المائة من إنتاج النفط والغاز متوقفا في الجانب الأمريكي من خليج المكسيك.
وتلقت الأسعار دعما من بيانات معهد البترول الأمريكي التي أظهرت أن مخزونات الخام الأمريكية تراجعت أربعة ملايين برميل للأسبوع المنتهي في 27 آب (أغسطس)، وهو انخفاض أكبر مما توقعه محللون في استطلاع أجرته “رويترز”.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 71.43 دولار للبرميل الإثنين مقابل 71.88 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول تراجع بعد عدد من الارتفاعات المتوالية وإن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 69.71 دولار للبرميل.