▪︎ مجلس نيوز
وخلال الأيام الماضية، عاد تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان إلى الأضواء، وكانت البداية مع تحذيرات من شن هجمات إرهابية في العاصمة كابول، وسرعان ما وقعت تلك الهجمات مخلفة حصيلة ثقيلة. وتبنى داعش في أفغانستان، الذي يعرف باسم «ولاية خراسان»، التفجيرين الداميين اللذين وقعا خارج مطار كابول، مما أسفر عن مقتل 72 شخصا، من بينهم 13 جنديا أمريكيا. وطالما اعتبر «داعش خراسان» حركة طالبان غير متمسكة بـ«تعاليم الإسلام»، تناقلت وسائل إعلام أفغانية يتهم «داعش خراسان» حركة طالبان بأنها «شريكة الجيش الأمريكي» وتساعده على «إجلاء جواسيسه» من أفغانستان. وفي تقرير لها استعرضت صحيفة «وول ستريت جورنال» جانبا من الحرب المخفية بين طالبان وما يعرف بولاية خراسان التابعة لتنظيم داعش، حيث أوضحت أن زعيم التنظيم أبو عمر الخراساني كان قبل يومين من مقتله ينتظر في زنزانة قذرة بسجن أفغاني جلاديه. واعتبر الخراساني في تصريح للصحيفة أن تقدم طالبان العسكري نذير للتغيير. وأضاف «سيفرجون عني لو كانوا مسلمين جيدين». وعندما سيطر مقاتلو طالبان على كابول الأسبوع الماضي دخلوا السجن وأفرجوا عن المعتقلين وقتلوا الخراساني وثمانية أفراد من التنظيم التي كانت أحد المطالب الرئيسية له من حركة طالبان وتتظيم القاعدة بضم أفغانستان إلى رؤية داعش عن الخلافة الإسلامية العالمية بحسب زعم التنظيم. إلا أن الخلافات حول هذه الرؤية التي رفضها تنظيم القاعدة وطالبان جعلت التنظيم الإرهابي يعلن عن داعش ولاية خراسان وأيضا إطلاق الحرب ضد طالبان والقاعدة معا، حيث نجحت حركة طالبان في هزيمة تنظيم داعش -خراسان وأجبرت على ترك جيوبها وتفرق مقاتلوها واختبأوا..
وعندما سيطرت حركة طالبان على العاصمة كابول، منتصف الشهر الجاري، أطلقت الحركة عدداً من المعتقلين من سجن بولي شاركي والذي كانت التقارير تفيد بأنه يضم معتقلين من تنظيم داعش وطالبان.. ويعتبر التنظيم تحدياً رئيسياً لسيطرة حركة طالبان على أفغانستان وتغييرا في بوصلة الأحداث الداخلية.. وبحسب مصادر أفغانية فإن طالبان أوصلت للقيادة العسكرية الأمريكية في مطار كابول قبل ٢٤ ساعة من وقوع تفجير المطار حذرت فيها عن احتمالات حدوث أعمال إرهابية داخل المطار، وبدورها، أبلغت واشنطن الحكومات الغربية مواطنيها وطالبتهم بالابتعاد عن المطار، بسبب معلومات عن تهديد وشيك بشن هجوم من قبل تنظيم داعش، وعلمت «عكاظ» أن تفجير المطار سيؤدي إلى أن تستعجل الحركة في تشكيل الحكومة الموسعة.