[ad_1]
لأعوام كان جاك ما، مؤسس علي بابا، يتمتع بمكان آمن على طاولة الأعمال العليا الصينية. حتى أن أعضاء جمعية أصحاب المشاريع الصينيين يتذكرون نزهة مسائية في وست ليك في هانجتشو قبل بضعة أعوام عندما أخذ يتباهى بعلاقته الوثيقة مع الرئيس، التي يرجع تاريخها إلى وقت كان فيه تشي جينبينج سكرتيرا للحزب الشيوعي في أحد الأقاليم.
لكن هذا الأسبوع، الذي كان من المفترض أن ينتهي بإدراج قيمته 37 مليار دولار لشركة آنت المالية التابعة لمجموعة علي بابا، رأى بدلا من ذلك تشي نفسه، وفقا لأشخاص قريبين من الأحداث، يأمر بإلغاء ما كان من المفترض أن يكون أكبر طرح عام أولي على الإطلاق.
كان الحافز الفوري لهذا الإجراء هو على الأقل جزئيا خطاب ألقاه ما في أكتوبر انتقد فيه البنوك والهيئات التنظيمية الصينية. لكن في الخلفية، المنظمون والبنوك الذين شعروا بالتهديد من صعود منافسين جدد سريعي الحركة كانوا يضغطون بشدة لكبح جماح القطاع، ولا سيما شركة آنت ومؤسسها المضطرم بالحماس.
قال رئيس قسم الاقتصاد الآسيوي في أحد البنوك الدولية الكبرى التي تربطه علاقات وثيقة بالمنظمين: “أصبح ما متعجرفا للغاية. احتاجوا إلى وضع قيد على رقبة الكيان الضخم الذي كانت ستصبح عليه آنت”.
بالنظر إلى الموضوع الآن بعد الأحداث، من الواضح أن ما، البالغ من العمر الآن 56 عاما، أصبح عالقا في فوضى كانت تختمر منذ فترة طويلة، جزء منها على الأقل هو ما قدمت يداه.
تعددت الأصداء الناتجة عن طرح الاكتتاب العام الأولي الملغي – ومعظمها مقلق. قال تشين تشيو، الأستاذ في جامعة هونج كونج: “الرسالة هي أنه لن يتم التسامح مع أي رجل أعمال خاص كبير في البر الرئيس”.
كان التهديد على آنت يتصاعد في بكين منذ عدة أشهر، لكن ما وشريكه المقرب، جو تساي، الذي أسس الشركة معه في 1999، لم يعطيا وزنا كافيا لذلك التهديد، كما يبدو الآن. قال واحد من أعلى التنفيذيين في آنت: “شرع جاك وجو في العمل على الإدراج بمجرد اقتناعهما بحصولهما على مباركة المنظمين”.
منذ البداية كان ما، وهو مدرس سابق للغة الإنجليزية، الوجه العام الوحيد لشركة علي بابا. ومع ذلك، فإن الرجل الذي أسس مجموعة التجارة الإلكترونية التي هي الآن الشركة الأكثر قيمة في الصين لم يظهر علنا قط فهما عميقا للتكنولوجيا على النحو الذي أظهره روبن لي، مؤسس بايدو، أو المعرفة بتطوير المنتجات التي يتمتع بها بوني ما، الرئيس التنفيذي لشركة تنسنت. في الوقت نفسه، ثقافة علي بابا تطالب الموظفين بالولاء الشديد، وفي الوقت نفسه شيطنة المنافس. قلة من الموظفين هي التي كانت تجرؤ على استخدام تطبيق ويتشات من تنسنت، مثلا.
قال تشين: “طوال هذه الأعوام، كان جاك ما أكبر نجاح للعلامة التجارية وأفضل الأصول لمجموعة علي بابا”.
مع ذلك، كان الجمع بين ما وتساي هو الذي جعل الإمبراطورية تزدهر. كان ما صاحب البصيرة لكن كان دائما معه، للتأكد من تنفيذ الرؤية، تساي الذي نشأ في تايوان ودرس القانون في جامعة ييل قبل الانضمام إلى ما. كما وقع على عاتق تساي أن يبقي رئيسه اللامع تحت السيطرة.
عندما اشترى بنك جولدمان ساكس حصة في علي بابا في 1999، مثلا، كان تساي يتمتع بطلاقة أكبر في لغة الممولين.
على الرغم من الأسماء الكبيرة التي تدعمها، كانت آنت تشكل دائما تهديدا للمصالح المكتسبة للصناعة المالية في الصين – بما في ذلك شركة بطاقات الائتمان، يونيونباي Unionpay والبنوك المملوكة للدولة.
على الرغم من أنها بدأت بوصفها شركة مدفوعات وتهيمن على المدفوعات عبر الهاتف المحمول في الصين، تشعبت في الأعوام الأخيرة إلى مجالات مربحة أخرى كانت في السابق حكرا على البنوك المملوكة للدولة. تأتي الحصة الأكبر من إيراداتها الآن من أعمال الإقراض التي تركز على العملاء الصغار.
عندما نفذت آخر عملية جمع لرأس المال في السوق الخاصة في 2018، وصفت نفسها بأنها “معطل”، في المواد الترويجية التي تم توزيعها على المستثمرين المحتملين، التي اطلعت عليها “فاينانشيال تايمز”. لكن محللين مثل جيسون بيدفورد، الذي كان في ذلك الحين في يو بي إس في هونج كونج، وصفوا الشركة بأنها كائن طفيلي على النظام المالي الصيني، استفاد من تحرره من اللوائح الصارمة المفروضة على البنوك التي تقبل الودائع.
قال منظمون إن خطط الصين لإنشاء عملة رقمية ونظام مدفوعات إلكترونية أعلن عنها في الربيع الماضي كانت استجابة إلى حد كبير للمخاوف من أن تطبيق علي باي، من آنت، وبدرجة أقل برنامج الدفع عبر ويتشات، من تنسنت، كان له نصيب كبير فوق الحد من المدفوعات الرقمية على حساب البنوك القائمة.
في الآونة الأخيرة، يراقب المنظمون أيضا الإقراض الصغير، على الرغم من أن علي بابا وصفت آنت في أحدث تقاريرها السنوية بأنها شريك يساعد البنوك على إقراض الأموال للشركات الصغيرة والمتوسطة التي هي المحرك لتوفير الوظائف.
لم تنظر البنوك والمنظمون قط إلى آنت بهذه الطريقة. ومع أنها لا تأخذ ودائع من الجمهور، إلا أن الأموال التي تمر عبرها هي بالتأكيد من الودائع الموجودة في البنوك. بموجب إرشادات جديدة تم الكشف عنها هذا الأسبوع، سيحتاج المقرضون عبر الإنترنت إلى تقديم ما لا يقل عن 30 في المائة من القروض بأنفسهم بدلا من الاستعانة بمصادر خارجية.
قال تشين: “كانت البنوك محقة في شكواها، فهي خاضعة لقوانين تنظيمية قوية، وكانت آنت حرة في فعل ما تريد. هذه نهاية تنظيم اللمسة الخفيفة”.
أغضب ما المنظمين بهجومه عليهم وعلى البنوك في شنغهاي الشهر الماضي. قال عدد من الأشخاص المطلعين على الأمر إنه أخطأ أيضا في تقدير قوته من خلال الضغط على المنظمين بقوة في ذلك الوقت. قال تنفيذي سابق في لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية: “محاولة محاصرة المنظمين لم تكن فكرة جيدة. كان يجدر به أن يكون أذكى من ذلك”.
في اجتماع مجلس إدارة علي بابا العام الماضي عندما تنحى ما رسميا عن منصبه رئيس تنفيذيا، ظهر مرتديا زي نجم الروك – مرتديا ملابس سوداء، ونظارة شمسية وخرزا أرجوانيا في شعره – وراح يغني You Raise Me Up أمام جمهور من الموظفين والعائلة والأصدقاء. تحولت الهتافات إلى دموع عاطفية عندما ظهر الرئيس التنفيذي الجديد، دانيال تشانج، على خشبة المسرح وهو منحن على ركبته ليغني لسلفه.
لكن إحدى المشكلات كانت أن ما لم يتقاعد حقا. صحيح أنه تنازل عن مقاليد علي بابا وآنت فاينانشيال، لكنه يواصل هو وتساي اتخاذ القرارات في الأمور الحاسمة.
لطالما أخبر ما مساعديه أنه يريد التقاعد مبكرا. من المحتمل الآن أنه سيضطر إلى ذلك بالفعل.
[ad_2]
Source link