▪︎ مجلس نيوز
بعد اللحوم “الخالية من اللحوم” وعجة البيض “الخالية من البيض”، حان دور السمك، إذ يعمل البحث والتطوير على استبدال الأسماك والمحار والروبيان بالبروتينات النباتية. إنها تغذية الألفية الثالثة القائمة على النبات، وقد باتت سوقها رائجة في أيامنا.
يتزايد إقبال المستهلكين على النظام الغذائي النباتي بشكل أساسي من الأطعمة المشتقة من النباتات. طورت شركات أمريكية وأوربية، ليس أقلها شركة “نستله” السويسرية، بدائل للحوم أو البيض أو منتجات الألبان بالكامل من النباتات. والهدف: تزويد المستهلكين بالمذاق والفوائد الغذائية للأغذية من الحيوانات دون الجوانب الصحية والبيئية السلبية المرتبطة بتربية الماشية.
وطبقا لمعلومات حصلتها “الاقتصادية” من شركة “نستله”، أكبر شركة للأغذية في العالم، تبرز التغذية النباتية كقطاع كبير نسبيا من صناعة الأغذية، حيث نمت 27 في المائة في 2020 لتصل إلى إجمالي سوق سبعة مليارات دولار، تهيمن عليها السلع الأساسية إلى حد كبير، ومنتجات الألبان واللحوم.
أصبح هذا البديل شائعا جدا لدرجة أنه متوافر الآن في المؤسسات الكبيرة، وفقا لشركة الاستشارات “كيرني”، من المتوقع أن يصل سوق الأطعمة المكونة من مواد نباتية إلى 450 مليار دولار بحلول 2040، وهو ما يمثل ربعا جيدا من سوق اللحوم العالمية، الذي يبلغ 1.8 تريليون دولار، لكن في حين أن اللحوم وبدائل الألبان في دائرة الضوء حاليا، فإن شريحة جديدة تتطور بسرعة.
وعلى الرغم من أن التقارير، التي تتحدث عن أزمة الغذاء، والتي ستحل بالكوكب عندما يبلغ عدد سكانه عشرة مليارات نسمة هي صادمة في طبيعتها، إلا أنه قد تكون هناك حلول للتعامل مع الكارثة المتنبأ بها.
في الواقع، بينما يشار إلى اللحوم “الخالية من اللحوم” في أغلب الأحيان على أنها البديل الرئيس للبروتين الحيواني في المستقبل، وضعت شركات كبرى قدمها في طريق استبدال الأسماك والمحار ببروتينيات نباتية يمكن أن تصبح الفرصة الكبيرة التالية في هذا القطاع: “الأطعمة النباتية”.
في الواقع، يعمل عدد متزايد من الشركات الناشئة وشركات الأغذية الكبيرة حاليا على بدائل للمأكولات البحرية، حيث تم استثمار أكثر من 80 مليون دولار في الشركات، التي تقدم بدائل نباتية للأسماك والمحار في 2020. أي أربعة أضعاف المبلغ المستثمر في 2019.
في النصف الأول من 2021 وحده، تم استثمار 70 مليون دولار في المأكولات البحرية النباتية، ما يعني أن الشركات الأمريكية في طريقها لمضاعفة الاستثمار في هذا القطاع مرة أخرى هذا العام.
التونة المصنوعة من الطماطم، وعجينة الجمبري المصنوعة من نبات الأرضي شوكي، أو الروبيان المصنوع من الفول والأعشاب البحرية، الاحتمالات لا حصر لها. بعض الشركات الناشئة، التي تعمل في مجال المأكولات البحرية النباتية بدأت فعلا بطرح أصابع الأسماك النباتية الخاصة بها، إلى جانب منتجات تعتمد على الأعشاب البحرية تحاكي طعم الجمبري.
وحسب أرقام منظمة التجارة العالمية، لا تزال الأطعمة النباتية تمثل 0.1 في المائة فقط من سوق المأكولات البحرية البالغ 15 مليار دولار، بينما تمثل المنتجات البديلة 1.4 في المائة من مبيعات اللحوم الأمريكية. مع ذلك، إذا استمر النمو، فقد تقترب هذه النسبة بسرعة من عتبة 1 في المائة.
وعلى عكس اللحوم النباتية، لا يبدو أن “الشركات الناشئة” تتحكم في سوق منتجات المأكولات البحرية “البديلة”. في الواقع، إن المجموعات الغذائية الرئيسة هذه المرة في وضع جيد في السباق.
بعض الأمثلة: أطلقت شركة “نستله” العملاقة، “فونا”، وهو بديل نباتي للتونة، سلطت الشركة من مقرها في بلدة فوفيه المطلة على بحيرة جنيف، الضوء على الإحصاءات، التي تظهر أن 90 في المائة من مخزون الأسماك في العالم يتم استغلالها بالكامل أو استنفادها تقريبا.
دون التهرب من مسؤوليتها الخاصة، تريد “نستله” أن يحدث التغيير في أسرع وقت ممكن استثمرت شركة الدجاج العملاقة “تايسون” في شركة “نيو ويف فودز” للمحار، التي أطلقت هذا العام الروبيان الذي يعتمد على الأعشاب البحرية.
ومجموعة “ثاي يونيون جروب”، الشركة الضخمة، التي تقف وراء منتجات “جيكن أوف ذا سي”، تنتج بالفعل أسماكا نباتية وسرطان البحر، وتخطط لإطلاق نوع جديد من الروبيان “المزيف” هذا العام، ولا يوجد حتى الآن لاعب مهيمن في سوق المأكولات البحرية النباتية.
علاوة إلى ذلك، لا يبدو أن قادة سوق اللحوم البديلة يتعاملون مع هذا السوق حتى الآن، لذلك هناك مساحة حرة ترى الشركات أنه ينبغي احتلالها.
وحسب الآراء الاقتصادية السائدة ، فإن الشركات التجارية الزراعية الكبيرة قد تأخرت في الخطوات الأولى للتغذية النباتية، لكنها قد تكون متقدمة في الفرصة التالية في هذه الصناعة.