▪︎ مجلس نيوز
“اغرس، ازرع أرض بلادك، بكرا تمطر خير لأولادك”. لو رن جرس هذه المقطوعة في رأسك، فأنت بالتأكيد من جيل يقدس الإذاعة، ويضع لها اعتبارا في وقت خفتت فيه الإذاعة لحد متدن، بل لمستوى ذبل معه المحتوى الجاذب، ولم تعد موجات الأثير تشنف الآذان كما كانت، متأثرة بتحولات الإعلام وثورة الرقمنة، لكن الغريب أن السبب ذاته، أعاد وهج الإعلام المسموع مجددا للواجهة بثوب قشيب ولب رهيب.
لا حروب ولا تنافس ولا هم يحزنون بين وسائل الإعلام وأدواته ومن يزعم غير ذلك، فعليه بالدليل، لأننا أمام مشاهد متكررة تؤكد فوائد الثورة الرقمية للوسيلة الإعلامية، وبما أن الحديث عن الإعلام المسموع، فيؤكد التقرير الذي أصدرته شركة آماز أخيرا، أن البودكاست في منطقة الخليج يتنامى، ويؤكد تزايد ثقة المجتمع به كمصدر للمعلومات 93 في المائة، فيما بلغ الراديو 90 في المائة والتلفزيون 89 في المائة، وينقل التقرير ما حققته صناعة البودكاست عالميا في 2018 بنحو 479 مليون دولار بلغ فيها حجم الإعلانات 479 مليون دولار، التوقعات تشير إلى تجاوز الإيرادات مليار دولار في 2021.
شرائح المهتمين للبودكاست تتعاظم باتجاه الإعلام المختص، فشريحة المهندسين سيكون لهم بودكاست، والأطباء تجمعهم منصة تبادلهم همومهم، وصانعو البيتزا كذلك، وبائعو الخرد وجامعو الطوابع وهلم جرا، حاليا يقدر عدد مستمعي البودكاست حول العالم 800 مليون في 2019، ومتوقع أن يصل إلى مليارين بحلول 2025. هذا المشهد المتنامي يذكرنا ببدايات الإذاعة السعودية وإرهاصاتها العذبة وقوة حضورها وتأثيرها محليا وإقليميا، ومبادرات إثراء الأثير كإذاعة طامي، فهل سيطل علينا طامي بودكاست؟!