▪︎ مجلس نيوز
يؤكد علم النفس الاجتماعي، أنه لا مفر للإنسان من الصراع، ولا تخلو أي إدارة من النزاعات والخلافات، التي تنشأ بسبب طبيعة العمل، وهذا مؤشر طبيعي للعمل اليومي، وربما صحي في بعض الحالات، وتزداد حدة الصراع؛ عندما تكثر مشكلات الموظفين وتقل الموارد المتاحة.
أتذكر دراسة قديمة قبل أعوام عدة – أظنها لا تزال سارية – أن المدير يقضي ساعات عدة في حل المشكلات، بما يعادل يوما كاملا من الأسبوع، وقد تزداد أكثر من ذلك، حسب الحالات. والأسباب متنوعة، فمن الممكن أن تكون من قبل العاملين أو البيئة، وقد تكون من المدير نفسه، وهذا يجعلنا نطرح سؤالا مهما وحيويا في كيفية تحويل الصراع إلى أداة إيجابية لتطوير العمل وأمر مفيد للإدارة عموما.
للإجابة عن هذا التساؤل، لا بد أن يعي المدير قبل الموظف، أنه لا أحد يملك الحقيقة الكاملة، وبالتالي، فإن كل طرف لديه بعض من الحقيقة ويستند عليها في دعم الرأي، والأمر الآخر هو تفعيل عميلة الاتصال والتواصل الاحترافي، وهنا يأتي دور المدير الذكي، الذي يستفيد من النزاعات، لإتاحة فرصة طرح الرأي الآخر وتوضيح وجهات النظر من خلال التفاعل الإيجابي بين الأطراف المختلفة، والنقطة المهمة هي، الاحترام المتبادل، وعدم شخصنة الموضوعات، والتنازل في بعض الأمور.
طبيعة العمل الإداري مليئة بالمشكلات اليومية، ويفضل أن يكون الحوار هو الأساس، وإذا لم ينفع، فإنه ينتقل تلقائيا إلى النقاش، وإن لم يأت بنتيجة فسيتحول إلى الجدل، و”إن غلبت الروم”، فستبدأ المناظرة وتصيد العثرات، وعندما تغلق الطرق يأتي الصراع، وهنا يأتي دور المدير الفذ في تحويل نتائج الصراع السلبي إلى حوار إيجابي.
![](https://majlis-news.com/wp-content/uploads/2021/08/فن-إدارة-الصراعات-مجلس-نيوز.jpg)