▪︎ مجلس نيوز
لنكون منصفين، لدى ألبرت بورلا، الرئيس التنفيذي لشركة فايزر، الكثير ليحتفل به. السبب الوحيد الذي يجعلنا قادرين على تناول وجبة الغداء في مطعم يوناني صاخب في مبنى هدسون ياردز هو أن كلينا تلقى جرعتين من اللقاح الخاص بشركة بورلا. يعد اللقاح الذي تم تطويره بالاشتراك مع شركة التكنولوجيا الأحيائية الألمانية “بيونتيك”، الأكثر نجاحا في العالم: اللقاح الأول الذي تم اعتماده من قبل الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة، وهو فعال بنسبة تزيد عن 95 في المائة ضد السلالة الأصلية للفيروس، مانحة أعلى درجة من الحماية من بين كل اللقاحات. وقد قامت شركة فايزر بشحن جرعات أكثر من أي شركة غربية أخرى، 1.2 مليار لقاح وما زالت مستمرة.
بينما نستمتع بمناظر نهر هدسون الخلابة، يروي بورلا اللحظة التي سمع فيها بنجاح اللقاح. طلب عقد اجتماع على منصة “زووم” مع المستشار العام لشركة فايزر وخبيري إحصاء. “لقد سمعت بنسبة 95 في المائة، التي لم أصدقها، اعتقدت أنني لم أسمعها جيدا”.
يأتي النادل لأخذ طلباتنا ويدردش الاثنان بلغتهما الأم. لقد جاء بورلا إلى هنا من قبل، وهو مواطن من سالونيك يبلغ من العمر 59 عاما ويتحدث بلكنة يونانية مطلقة. يشتهر مطعم “إستياتوريو ميلوس” بالسمك والمأكولات البحرية التي يقدمها، حيث توجد أكوام متلألئة من السمك على سطح كبير مثلج. لكن بورلا اختار قطع لحم الضأن، متوسطة النضج، طبقا رئيسيل، بينما اخترت سمكة اليوم، دوريد رويال مشوية. اقترح النادل أن نتشارك بعض المقبلات: أخطبوط مشوي، وكالاماري مقلي، وسلطة يونانية وطبق “ميلوس الخاص”.
لقد عرفت بورلا منذ عام 2014، عندما غطيت موضوعا عن الأدوية الأمريكية لفاينانشيال تايمز وكان رئيسا لشركات فايزر للقاحات والسرطان والمنتجات الاستهلاكية. لقد تغير قليلا في الأعوام التي أعقبت تعرفي عليه، على الرغم من أن الخطوط على وجهه أصبحت أعمق قليلا. كان يرتدي خاتما ذهبيا غير عادي للتوقيع على يده اليسار، مع خوذة يونانية أثرية منحوتة على حجر أسود. “لقد كانت ملك والدي. لا أعلم لماذا وكيف حصل عليها، لكنه كان يعتقد أنها رائعة. وعندما توفي، أخذتها”.
لولا لقاح شركة فايزر الذي يستخدم تكنولوجيا الرنا المرسال mRNA مثل شركة موديرنا للتكنولوجيا الأحيائية، كانت نهاية الجائحة ستكون بعيدة جدا. استخدمت الشركات الأخرى، بما في ذلك شركتا “أسترازينكا” و”جونسون آند جونسون”، تكنولوجيات راسخة أكثر لتطوير اللقاح، لكنهما أقل فاعلية إلى حد كبير من لقاح فايزر وموديرنا.
يقول بورلا: “لو أخفقت تكنولوجيا الرنا المرسال اعتقد كنا سنكون في موقف شديد الصعوبة الآن. كنا سنحتاج إلى مزيد من الناس لتلقي اللقاح للحصول على النتيجة نفسها، في كثير من الحالات 40 إلى 50 في المائة أكثر”. قالت شركة فايزر أخيرا إنها تتوقع أن تصل مبيعات اللقاح إلى نحو 34 مليار دولار هذا العام، بزيادة تقارب 30 في المائة مقارنة بتوقعاتها قبل ثلاثة أشهر فقط. ويعكس ذلك جزئيا التفضيل المتزايد بين مسؤولي الصحة العالمية للقاحات التي تستخدم تكنولوجيا الرنا المرسال، التي تعد الأفضل في مكافحة المتحورات الجديدة للفيروس.
بالرغم من ذلك، ما كان من المفترض أن يكون نجاحا لا مثيل له لشركة فايزر انتهى بطريقة غير متوقعة. فقد تم إجراء المكالمة المصيرية على منصة “زووم” مع خبيري الإحصاء في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر)، فقط بعد ساعات من إعلان شبكات التلفاز الأمريكية فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية. زعم حلفاء دونالد ترمب وجود مؤامرة كبيرة بين الحزب الديمقراطي وشركة فايزر، التي اتهموها بتأجيل الأخبار إلى ما بعد الانتخابات للإضرار باحتمالات فوز ترمب بولاية ثانية.
يقول بورلا إنه شعر بالخيبة من الضجة، إن لم يكن بالمفاجأة. خلال المراحل الختامية للحملة الانتخابية كان ترمب قد اتهم الشركة بالتباطؤ، فكتب بورلا مذكرة لموظفيه يأمر فيها بمواصلة العمل “بسرعة العلم”. يقول: “لم يكن الأمر يتعلق باللقاح فحسب. أصبح ارتداء القناع ذا دلالة أيضا. إذا كنت ترتدي القناع، فلا بد أنك ديمقراطي. وإذا لم ترتديه، فأنت جمهوري. هذا أمر جنوني”.
ولا تعد شركة فايزر غريبة عن الجدل السياسي. فقد تم انتقاد الشركة على أنها مُجردة للأصول، عندما حاولت شراء الشركة البريطانية “أسترازنيكا” عام 2014. ورفضت إدارة أوباما محاولة لاحقة للشركة لخفض فاتورتها الضريبية من خلال الاستحواذ على شركة “أليرجان”، المصنعة لمادة البوتوكس، ونقل مقرها الرئيسي إلى إيرلندا.
وعندما أعلنت فاينانشال تايمز في عام 2018 أن الشركة رفعت أسعار مائة منتج للمرة الثانية في ذلك العام، قال ترمب إن عليهم الشعور “بالعار” لـ”استغلالهم الفقراء”. يقول بورلا إن الجائحة قدمت “منصة” لقطاعه حتى يثبت أنه ليس سيئا كثيرا في نهاية الأمر، لكنه يحذر: “ينبغي ألا نأخذ الأمر على أنه مفروغ منه. قد يتغير بسرعة كبيرة جدا”.
انتظرت بورلا لأخذ رشفات قليلة من مشروب كان أمامه قبل التطرق لموضوع علاقته مع ترمب، الذي اتصل به “ثلاث مرات، أو ما يقارب ذلك”، خلال حملته. “كانوا يملكون رقم هاتفي النقال. أحيانا كانوا يخطرونني قبل الاتصال، وأحيانا يقولون فقط ’الرئيس يريد التحدث معك‘”.
سألته، ماذا ناقشا؟ اختار كلماته بحذر: “أوضح بشكل جلي أنه (…) يريد اللقاح قبل تشرين الأول (أكتوبر)، قبل الانتخابات – قال ’كلما كان ذلك أسرع كان أفضل لأن الناس ستموت‘”. وعلى الرغم من ذلك، يُصر على أن ترمب لم يعتمد عليه لتسريع الأمور. “لم يضغط علي أبدا. لكنني كنت أعلم مدى حاجته له. وكنت أعلم أن اللقاح سيصدر حينما يصدر”.
وصلتنا المقبلات: سلطة يونانية، وأخطبوط مشوي على طبقة من بوريه الفول الطبيعي، وحلقات كالاماري المقرمشة. لكن كان نجم العرض هو طبق ميلوس الخاص، وهو برج من شرائح الكوسا الرفيعة المقلية والتي، عند فتحها، ينز منها قدر ضئيل من التزاتزيكي الكريمي.
يقول بورلا إنه كان يأمل بحماية الشركة من الهجمات السياسية من خلال رفض عرض بمليارات الدولارات من تمويل الحكومة الأمريكية لتطوير اللقاح. وفي حالة شركة فايزر، لو كان اللقاح عديم الجدوى، فإن الشركة، وليس الدولة، كانت ستتحمل التكلفة.
أخبر بورلا مجلس إدارته أنه إذا خسر سباق اللقاح، فإن الشركة سيكون لديها ما يدعو للقلق أكثر من انخفاض قيمة أصولهم. يقول: “كان من الممكن أن يدخل العالم في حالة ركود مشابهة للعصور القديمة، مثل القرن السابع عشر”، مشيرا إلى أزمة عامة في أوروبا الغربية. “في أزمات من هذا القبيل، ما يتم اختباره ليس الاقتصاد فقط. كل شيء ينهار. كم عدد حالات الطلاق التي ستقع؟ كم عدد حالات الانتحار؟ لذلك إذا خسرنا ملياري دولار، فإننا نواجه مشاكل أكبر بكثير”.
سألته متى يتوقع انتهاء الجائحة. “بالنسبة للعالم المتقدم (…) سيتغير الوضع، كما نأمل، بحلول نهاية العام. الأمر الوحيد المجهول هو إذا فشلوا في تقديم اللقاح لعددٍ كافٍ من المواطنين، ليس بسبب التوافر، ولكن بسبب التردد. هناك متحورات، مثل دلتا، يمكن أن تنتقل بطريقة أسهل. قد نواجه وضعا سيئا إذا كان لدينا أناس لم يتلقوا اللقاح”.
أصبح التردد بشأن اللقاحات خطأ سياسيا في أمريكا، حيث معدلات تلقي اللقاح في الولايات الجمهورية “الحمراء” منخفضة بشدة. ويملك بورلا شعورا سيئا تجاه روسيا، التي يتهمها بشن حملة عبر الإنترنت لنشر الأكاذيب. يضيف: “لقد حصلنا في كثير من الأحيان على معلومات من وزارة الخارجية (الأمريكية) التي تخبرنا: ’نرى أن روسيا تهاجمك في محاولة لتشويه سمعة لقاحك‘”. ويضيف أن نظريات المؤامرة هذه “تزدهر أكثر، لنقل، في الجانب الجمهوري”.
لكن عندما يتعلق الأمر بالأشخاص مناهضي اللقاح، فإنه يتناول الأمر بعناية. يقول: “إن أسوأ ما يمكن أن تفعله مع هؤلاء الناس – وهناك الكثير من هذا – هو قول: ’أنت لست رجلا، ألا تدرك أنك تعرض حياه الآخرين للخطر؟‘.
أسأل: ماذا عن تملقهم، مثلا، من خلال جعل التطعيم شرطا مسبقا للسفر بالطائرة؟ لدي، بالطبع، وجهات نظر شخصية حول ذلك، لكني أحاول إبعاد نفسي. من السهل جدا إدراك أن لدينا مصلحة. تلقي مزيد من الناس للقاح يعني بيع المزيد منه”.
يتوقف عن التحدث عندما اقتربت منا رئيسة التسويق في المطعم. تقول: “إننا قادرون على الفتح بفضلك أنت”. ذكرت مقالا حديثا في فاينانشيال تايمز روى كيف أن المحتفلين في حانات تل أبيب يهتفون الآن “بصحة فايزر”. ويقول بورلا مبتهجا بفخر: “لقد سمعت عن هذا”.
تنبع شعبية شركة فايزر في إسرائيل من صفقة أبرمها بورلا مع رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو. فقد ضمنت الشركة إمدادات كافية لتقديم اللقاح لجميع السكان مقابل البيانات السريرية حول كيفية أداء اللقاح في العالم الحقيقي. أصبحت إسرائيل منذ ذلك الحين نقطة جذب، ليس فقط لشركة فايزر ولكن لمسؤولي الصحة العامة في جميع أنحاء العالم. وتشير البيانات الواردة من وزارة الصحة هناك إلى أن فعالية اللقاح تتضاءل مع مرور الوقت، ما يعزز الحاجة للحصول على جرعة ثالثة “معززة”.
ما الذي جعله يتخذ قرارا بشأن إسرائيل؟ كما يقول، يجب أن يكون لدى البلاد عدد قليل من السكان مع أنظمة جيدة لجمع البيانات. كانت اليونان خيارا، لكن حفظ السجلات الطبية الإلكتروني ليس جيدا أبدا. وفكر بالسويد، لكنه قلق من إثارة غضب دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.
يقول بورلا: “الشيء الأكثر وضوحا هو أن بيبي (نتنياهو) كان على رأس كل شيء، ويعرف كل شيء، اتصل بي 30 مرة، وسألني: ’ماذا عن الشباب (…) ما الذي ستفعله بشأن متحور جنوب إفريقيا؟‘ أنا متأكد من أنه كان يفعل ذلك من أجل شعبه، لكنني متأكد أيضا من أنه كان يفكر: ’يمكن أن يساعدني هذا سياسيا‘”. أرى أنه تبين أن ذلك كان سوء تقدير، بالنظر إلى أن نتنياهو خسر سلطته. يقول بورلا: “ربما، لكنه فعل ذلك بشكل جيد للغاية”.
وصل طبقنا الرئيسي. كانت سمكتي، مشوية ببساطة، طازجة ومحمصة؛ وأخذ بورلا لحم الضأن الخاص به بحماس. لاحظت أن الأسعار أعلى بشكل مضاعف للطعام نفسه في سالونيك. حيث تبلغ تكلفة السلطة اليونانية 32 دولارا. تعتبر الأسعار المرتفعة، خاصة في الولايات المتحدة، كعب أخيل لشركات الأدوية الكبرى أيضا، حيث يتم انتقاد الصناعة بانتظام لفرضها مبالغ كبيرة واستخدام براءات الاختراع الخاصة بها لإحباط البدائل منخفضة التكلفة.
عندما انضم بورلا إلى بايدن في اجتماع مجموعة الدول الصناعية السبع في كورنوول هذا الصيف، كذّب ما أبدياه من حقيقة أن الرئيس قال قبل أسابيع إنه سيدعم الجهود الرامية لإجبار شركات الأدوية على تعليق براءات اختراع كوفيد – 19 الخاصة بها. يشعر بورلا، الذي ضغط لعدم اتخاذ هذه الخطوة، بالإهانة مما يقول إنه قرار “سياسي بحت” – محاولة من جانب بايدن لصرف الانتقاد الدولي الموجه للولايات المتحدة لعدم مشاركتها جرعات كافية.
ويصر على أن النقص في المكونات، وليس براءات الاختراع، هو العائق الرئيسي للإمدادات ويقول إن شركة فايزر هي “أكثر الآلات كفاءة لتحويل المواد الخام إلى جرعات”. وإذا انتهى الأمر بتعليق براءات الاختراع، يتوقع بورلا أن المواد “ستبدأ في البقاء في مستودعات في جنوب إفريقيا أو الهند أو الصين”، حيث “يستنفد الفنيون الأمل في أنهم ربما سيكسرون رمز صنع الجرعة”.
وفيما يتعلق بتسعير الأدوية، يقول إنه مستعد لعقد صفقة كبيرة مع المشرعين طالما يتم استخدام الأموال التي تم توفيرها لخفض فواتير المرضى بدلا من المبلغ الذي تنفقه الحكومة على برامج الرعاية الصحية التي تمولها الدولة. يقول: “نحن مستعدون لعقد صفقة مع أي شخص”، بما في ذلك الديمقراطيون التقدميون مثل إليزابيث وارن وبيرني ساندرز وألكساندريا أوكاسيو كورتيز. “المشكلة هي أن العديد منهم يريدون فقط ضرب صناعة الأدوية، ثم يذهب المال إلى الثقب الأسود للميزانية الفيدرالية. وذلك ما سنقاومه”.
بدأ صعود بورلا إلى أعلى منصب في شركة فايزر منذ نحو 30 عاما، عندما انضم إلى وحدة صحة الحيوان اليونانية. كان بعد ذلك باحثا بيطريا في جامعة أرسطو في ثيسالونيكي، حيث أكمل أطروحة دكتوراه عن إخصاب الأغنام والماعز في المختبر. ثم استقطبته شركة فايزر ووافق على الوظيفة بديلا مؤقتا حتى يتم فتح منصب أكاديمي دائم. وانتهى به الأمر إلى الشروع في وظيفة حملته إلى العمل في أثينا، ووارسو، وبروكسل، وباريس، ونيويورك.
منذ أن أصبح رئيسا تنفيذيا في عام 2019، غير بورلا الشركة من خلال التخلص من قسم صحة المستهلك ووحدة تصنع الأدوية القديمة التي لا تخضع لبراءات اختراع. الآن تقف شركة الأدوية أو تسقط بناء على قدرتها على اكتشاف علاجات جديدة للأمراض الخطيرة، وهي استراتيجية عالية المخاطر نظرا للسجل غير الموثوق لمختبرات البحث والتطوير التابعة لصناعة الأدوية، يقول بورلا: “من الواضح أنها مخاطرة أعلى، ومكافأة أعلى. لكن لو شعرت أن البحث والتطوير لم يكونا موجودين، لما كنت لأقبل هذا الرهان. أنا لست ذا ميول انتحارية”.
أنهينا وجباتنا الرئيسية منذ فترة طويلة، ويمتد الغداء لساعة ثالثة ويطلب كل منا قهوة إسبريسو. أطرح موضوعا شخصيا. مع نمو مكانة بورلا على المسرح العالمي، بدأ في الانفتاح على شيء نادرا ما ذكره من قبل: إنه ابن شخصين نجيا من المحرقة. ويقول لي: “لم أتحدث أبدا بشأن هذه الأشياء. حتى أقرب أصدقائي لم يعرفوا سوى القليل عنها”.
عندما عاد والده من مخبئه في أثينا بعد انتهاء الحرب في عام 1945، علم بورلا الأكبر أن والديه واثنين من أشقائه الثلاثة كانوا من بين عشرات الآلاف من اليهود المشرقيين من سالونيكي الذين لقوا حتفهم في المحرقة. ووفقا لبعض التقديرات، من بين 55 ألف شخص، نجا ألفا شخص فقط. وفي وقت لاحق، التقى والد بورلا بوالدته، التي نجت بصعوبة من القتل رميا بالرصاص. فقد تم القبض عليها ولم تنج إلا لأن شقيق زوجها المسيحي “دفع كل أمواله رشا”.
يقول بورلا إن هذا هو “تاريخ والدته”، وليس تاريخه. “لا أريده أن يصبح فولكلورا لأنه قد يكون ملهما أو قد لا يكون كذلك، لكن (…) كانت هي التي تم القبض عليها، وتعرضت للاعتداء الجنسي والإيذاء الجسدي في سن 17 و18 عاما”. على عكس بعض الناجين، كان أقارب بورلا يتحدثون عن تجاربهم في العشاء العائلي.
حولت والدته تجاربها المروعة إلى شيء يقترب من الأمل. يقول عنها: “قالت لي إن الحياة معجزة. لقد كنت أمام فرقة إطلاق النار قبل ثوان من الضغط على الزناد، ونجوت. انظر إلي الآن. لا شيء مستحيل. يمكنك أن تفعل أي شيء تريده”. كان والده أقل ثقة. “ما حصلت عليه من والدي هو تحديد ما يمكن أن يسير في الاتجاه الخاطئ”.