▪︎ مجلس نيوز
وصف الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير تشييد جدار برلين قبل 60 عاما بأنه كان “شهادة على فشل ميؤوس منه”.
وقال شتاينماير اليوم الجمعة خلال مراسم إحياء ذكرى تشييد الجدار في برلين: “كان الجدار علامة لا لبس فيها على وجود دولة ظالمة ليست ذات سيادة ولا شرعية في نظر مواطنيها. كان بمثابة بداية النهاية – والتي كانت رغم ذلك طويلة للغاية”.
وأضاف شتاينماير: “كان 13 آب/أغسطس عام 1961 يوما مصيريا لنا نحن الألمان وللعالم – فهو يوم دمر الأحلام والآمال، وفرقّ الأطفال عن الآباء، والأحفاد عن الأجداد، وتدخل بشكل مؤلم وموجع في حياة عدد لا يحصى من الأفراد”.
وأعاد شتاينماير للأذهان عبارة “لا أحد لديه نية لبناء جدار”، التي قالها فالتر أولبريشت، الذي كان وقتها رئيسا لجمهورية ألمانيا الديمقراطية وزعيما للحزب الشيوعي الألماني الشرقي “SED”، في حزيران/ يونيو عام 1961.
وذكر شتاينماير أن هذه كانت “واحدة من أجرأ الأكاذيب في تاريخ ألمانيا”، مضيفا أنه لطالما كان لدى النظام في برلين الشرقية نية واضحة لوقف فرار الكثير من الناس من جمهورية ألمانيا الديمقراطية في أكثر نقاطها حساسية، بالتحديد في برلين.
وقال الرئيس الألماني: “في البداية كانت هناك كذبة – واستمرت في كلمة “الجدار الوقائي المضاد للفاشية”… من صدق هذه الكذبة الدعائية؟ لم يتم بناء الجدار لمنع حركة التوغل من الغرب إلى الشرق، ولكن تم بناؤه من قبل دولة اضطرت إلى حبس مواطنيها في بلدها حتى تستمر في البقاء لفترة طويلة”، مضيفا أن جدار برلين كان في الواقع بمثابة إقرار “بأنه حتى مواطنو الدولة لم يعترفوا حقا بها”.
ودعا شتاينماير المواطنين إلى عدم التوقف عن تذكر الجدار، مضيفا أن ذلك يمثل تحد مستمرا، وقال: “الحرية والديمقراطية لا تمنحهما الطبيعة أبدا، ولا تتحققان مرة واحدة وإلى الأبد. يجب النضال من أجل الحرية والديمقراطية، وأيضا حمايتها والدفاع عنها والحفاظ عليها. الحرية والديمقراطية بحاجة إلى التزام حاسم وشغف”، موضحا أن ذلك يبدأ بالمشاركة في انتخابات ديمقراطية.
وقال: “يجب أن يفكر الجميع في الجدار عندما يُجرى انتخاب البرلمان الألماني الجديد قريبا”.
تجدر الإشارة إلى أن الانتخابات العامة في ألمانيا ستُجرى في 26 أيلول/سبتمبر المقبل.
وبدأ جنود ألمانيا الشرقية التحركات لبناء ما وصفته السلطات الشيوعية بـ”الجدار الوقائي المضاد للفاشية” عندما وضعوا أكثر من 48 كيلومترا من الأسلاك الشائكة وسط برلين في ليلة 13 آب/أغسطس 1961.
وأُقيمت أبراج الحراسة بسرعة شرقا على طول الجدار للإشراف على ما يسمى بشريط الموت بين الأجزاء الغربية والشرقية من ألمانيا، مع منع مواطني ألمانيا الشرقية بشكل أساسي من السفر إلى الغرب. ونجح حوالي 5 آلاف شخص في الهرب.
وجاء بناء جدار برلين أيضا بعد تدفق مستمر لمواطني ألمانيا الشرقية إلى الغرب خلال السنوات الـ 12 الأولى من تأسيس الدولة الموالية لموسكو عام 1949.
وتم إزالة الجدار أخيرا خلال ثورة شعبية في الشرق في تشرين ثان/ نوفمبر 1989، ما مهد الطريق لحدث توحيد ألمانيا التاريخي.