[ad_1]
كان هناك تقدم كبير في الطائرات منذ بدء الطيران: محركات نفاثة، ومواد أخف، وأنظمة تحكم محوسبة. لكن شكل الطائرات بقي كما هو – يتألف من هيكل الطائرة وجناحين وذيل. لطالما اعتبر مهندسو الطيران أن هيكل الطائرة الثقيل مصدر إزعاج. ماذا لو كان بالإمكان وضع الركاب والبضائع في جناح؟
الجناح الطائر قد يبدو مستقبليا لكن الفكرة ليست جديدة. ربما تم تصميم الجناح الطائر الأول من قبل رائد الطيران التشيكي إيجو إتريتش في 1909، على الرغم من أنه اضطر إلى إضافة ذيل لإبقائه ثابتا. خلال الحرب العالمية الثانية، عمل كل من الأمريكيين والألمان على قاذفات على شكل أجنحة طائرة، دون نجاح كامل. في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، تمكنت الولايات المتحدة من بناء طائرة عسكرية على شكل جناح طائر مثل القاذفة الشبح B-2.
كان المهندسون يحاولون بناء جناح طائر للركاب أيضا. قامت شركة KLM وجامعة دلفت للتكنولوجيا، بدعم من شركة إيرباص، بإنشاء أنموذج أولي يسمى “فلاينج في” Flying-V، وهو أنموذج طائرة بعرض ثلاثة أمتار قامت برحلتها الأولى من دون طيار في قاعدة جوية في ألمانيا في تموز (يوليو). قدم مبتكرو الطائرة النتائج في أيلول (سبتمبر)، حيث يصفها رولوف فوس، قائد المشروع والأستاذ المساعد في جامعة دلفت، بأنها “التغير الأكثر ثورية في مجال الطيران منذ طرح طائرات المحركات النفاثة”.
“فلاينج في”، كما يوحي اسمها، هي في الحقيقة جناحان، ينفصلان على شكل V من مقدمة مدببة. باستثناء الفوائد البيئية يشعر المصممون بالحماس بشأن الإمكانات المتاحة للركاب. دائما ما ينبغي ألا نأخذ وعود الراحة في المقصورة بشكل حرفي – هل تذكرون الصالات الرياضية وممرات البولينج التي وعدنا بها في طائرة إيرباص A380؟ يقول فريق “فلاينج في” إن الطائرة يمكن أن تحتوي على أسرة اقتصادية بطابقين. لكن الميزة الأهم لجدار المقصورة المائل هي أن المقاعد يمكن أن تتداخل، بدلا من أن تكون في صفوف، بحيث إن الأشخاص، حتى في الدرجة الاقتصادية، لن يتشاركوا مساند ذراع الكراسي مع جيرانهم.
كانت هناك رحلات تجريبية أخرى تم التحكم بها عن بعد لطائرة على شكل هيكل جناح ممزوج مصغر. صممت شركة بوينج طائرة X-48B وطائرة X-48C، وهما شكل مثلث أكثر مما هما على شكل V. الطائرتان اللتان بنتهما شركة كرانفيلد إيروسبيس Cranfield Aerospace في المملكة المتحدة، وتم تحليقهما بالشراكة مع وكالة ناسا، أنهتا رحلاتهما في 2013، مع إعلان الشركاء أنهما نظرة ناجحة إلى المستقبل. عرضت شركة إيرباص أنموذجها، مافريك Maveric ذات الشكل المشابه في معرض سنغافورة الجوي هذا العام، وقالت إنها قد تكون في يوم من الأيام بديلا لطائرات اليوم ذات الممر الواحد التي تعمل في مسارات قصيرة.
“فلاينج في” هي طائرة مسافات طويلة مستقبلية، تحمل ما يصل إلى 360 راكبا. على الرغم من نجاح الرحلة الأولى للأنموذج إلى حد كبير، إلا أنها لم تكن مثالية. تبين أن مركز الثقل في الطائرة بعيد جدا في الخلف. وقد تمايلت وتأرجحت وهبطت بشكل غريب، وحطمت مقدمتها. قال فوس إن كل هذه المشكلات قابلة للتصحيح.
الأهم من ذلك هو ما إذا كانت المكاسب تستحق هذا العناء. قد تستخدم “فلاينج في” وقودا أقل بنسبة 20 في المائة من طائرات المسافات الطويلة الأكثر تطورا اليوم، وهي نسبة لا تبدو كثيرة في عصر يعارض فيه كثير من الناس الطيران تماما. لكن فوس يقول إن هذا هو مجرد توفير للوقود من إطار طيران مختلف. فهي لا تأخذ في الحسبان التحسينات في المواد والمحركات – أو استخدام وقود مختلف. ومع أنه لا يتصور طائرة “فلاينج في” كهربائية على الإطلاق، إلا أنه يشير إلى إمكانية أن تطير، في يوم من الأيام، باستخدام الهيدروجين.
متى يمكن أن تدخل طائرة كهذه الخدمة؟ أخبرني فوس: “من وجهة نظري الشخصية، في 2040”. وقال ريتشارد والز، المستشار الفني الاستراتيجي في وكالة ناسا للطائرات المتقدمة، أيضا إن الطائرات ذات هيكل على شكل جناح قد تخرج من خط الإنتاج في أواخر ثلاثينيات هذا القرن. هذا وقت بعيد. لكن التوقف في رحلاتنا الجوية ليس وقتا سيئا للتفكير في طريقة أكثر تطورا وصديقة للبيئة للقيام بذلك.
[ad_2]
Source link