[ad_1]
منذ نحو أربعة أعوام، جعل إريك جينج، الرئيس التنفيذي لمجموعة آنت آنذاك، من الذهاب إلى العالمية مهمة أساسية، إذ انتقل إلى دافوس ليطرح رؤية لبناء قاعدة عملاء عالمية تضم ملياري شخص خلال عقد من الزمن.
منذ ذلك الحين تكافح ذراع التكنولوجيا المالية – المساهم المسيطر فيها هو جاك ما، مؤسس شركة الإنترنت الصينية العملاقة علي بابا – لتحقيق طموحاتها العالمية، مع تعثر الاستثمارات في الأسواق من المملكة المتحدة إلى الهند وجنوب شرق آسيا. ولا تزال العمليات الخارجية تمثل الآن أقل من 5 في المائة من إيرادات مجموعة آنت.
تأمل الشركة ان يتمكن الاكتتاب العام الأولي الضخم المتوقع في هذا الشهر أعادتها إلى المسار الصحيح، مع تخصيص 10 في المائة من أكثر من 30 مليار دولار تريد جمعها، للتوجه نحو التوسع الدولي.
لكن مثل عديد من الشركات الصينية الرائدة التي اكتسبت حجما كبيرا في سوق محلية واسعة خالية من المنافسين الدوليين، فإنها تواجه تحديا في تكرار النجاح في الخارج.
قال هوارد يو، الأستاذ في كلية إدارة الأعمال “آي إم دي” في سويسرا وسنغافورة: “بينما تحقق مجموعة آنت نجاحا هائلا في الصين، تبقى أهمية التوسع دوليا حقيقية. الاعتماد على سوق واحدة للنمو يتضمن المخاطر دائما”.
انبثقت المجموعة من منصة علي باي للدفع عبر الهاتف المحمول، التابعة لمجموعة علي بابا، وتسيطر على التمويل عبر الإنترنت في بر الصين الرئيس. وحققت الشركة أرباحا صافية في العام الماضي بلغت 18 مليار رنمينبي (2.7 مليار دولار) على إيرادات بلغت 120.6 مليار رنمينبي.
وفقا لشخص مطلع على العمليات الدولية للشركة، كانت الخطوة الأولى في استرتيجيتها العالمية، هي إقناع التجار الأجانب بقبول خدمة علي باي. وأتاح ازدياد عدد السياح الصينيين في الخارج لشركة آنت أن تتعامل مع 622 مليار رنمينبي من المدفوعات الدولية العام الماضي.
بعد ذلك جاءت الاستثمارات والشراكات في الأسواق الأجنبية. وفقا لشركة كابيتال آي كيو، لدى آنت الآن 20 صفقة من هذا القبيل مع شركات تمتد من المحافظ الإلكترونية إلى مزودي التأمين والمتعاقدين الخارجيين للعمليات التجارية.
أخيرا، تستغل آنت مشروعي التجارة الإلكترونية العالميين لشركة علي بابا “لازادا” و”علي إكسبرس”، اللذين يشجعان العملاء على استخدام علي باي، بحسب المصدر المطلع.
في الصين توافق صعود علي باي مع صعود علي بابا، حيث يتعين على 742 مليون متسوق عبر الإنترنت استخدامه لدفع ثمن سلعهم. قال كي يان، المحلل في “دي زي تي ريسيرش” في سنغافورة، إن علي بابا تفتقر إلى القبضة نفسها على التسوق عبر الإنترنت على مستوى العالم. “على الصعيد الدولي، لا تمتلك مجموعة آنت ميزة المحرك الأول”.
سعت مجموعة آنت للوصول إلى مئات الملايين من الأشخاص الذين يعانون نقصا في البنوك في جنوب وجنوب شرق آسيا، من خلال الحصول على حصص أقلية في عشرة مشاريع محافظ إلكترونية، وتبادل خبراتها وتكنولوجيتها مع شركائها المحليين.
قال جان سبدبراسر، الشريك في شركة ماكينزي، المتخصص في الخدمات المالية الرقمية ـ مقره بانكوك: “تتمثل مهمة آنت في الشمول المالي والحصول على أكبر عدد ممكن من الأشخاص بحيث يمكنهم الوصول إلى ما تقدمة”.
قال أحد مستشاري التكنولوجيا المالية، الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب علاقة تجارية مع المجموعة خارج الصين، مشكلة آنت أنها كانت مائلة إلى “الإسقاط الجوي” للمديرين التنفيذيين الصينيين. أضاف: “حتى في جنوب شرق آسيا تعد آنت شركة صينية للغاية. وللحصول على مفهوم أعمق، هم بحاجة إلى بناء فريق محلي أقوى (…) لأنك تنافس لاعبين محليين أقويا بشكل مذهل”.
أدى ازدياد الشكوك حول الصين إلى الحد من خيارات آنت. وفقا لما قاله بينج تي أونج، مؤسس صندوق رأس المال المغامر في جنوب شرق آسيا “مونكز هيل فنتشرز”. قال إن السؤال هو “إلى أي مدى هم جيدون كمستثمرين وليس كمشغلين”.
اثنان من أكبر الرهانات الدولية لشركة آنت يواجهان تحديات. منذ 2015 ضخت 2.9 مليار رنمينبي في “باي تي إم” الهندية، منشئة بذلك حصة تبلغ 30 في المائة. الشركة التي كانت الرائدة في تزويد خدمة المدفوعات في جنوب آسيا، خسرت حصتها في السوق وأبلغت عن خسارة صافية تجاوزت إجمالي الإيرادات في العام الماضي، بعدما انخفضت 6 في المائة في 2018.
إنها صورة مماثلة لما حدث في ويرلدفيرست، مجموعة المدفوعات البريطانية التي اشترتها آنت في شباط (فبراير) 2019 مقابل 700 مليون دولار في أكبر توسع لها في الأسواق الغربية. تحت ملكية آنت العام الماضي، تجاوزت خسائر الشركة أيضا الإيرادات، وفقا لملفات الاكتتاب العام لشركة آنت.
قال شين شيسون، الشريك المؤسس لصندوق رأس المال الاستثماري في جنوب شرق آسيا، في سي أوبن سبيس فينتشرز، انشغلت مجموعة آنت بإضافة الشركاء، لكن لم يتضح أن أيا منهم رائد في الأسواق.
في إندونيسيا، رابع أكبر دولة مكتظة بالسكان في العالم، تم تهميش منصة دانا الإلكترونية التي تدعمها آنت من قبل المنافسين المحليين.
قال شيسون: “هذه المشاريع المشتركة لها تعقيدات في الملكية (…) يبقى أن نرى ما إذا كان بإمكان آنت ربط هذه الشبكة معا، أو ما إذا كانت هناك حاجة إلى عمليات اندماج واستحواذ أكبر ومزيد من الصبر”.
بحسب يو، قد يكون تقديم التكنولوجيا الخاصة بها إلى شركات أخرى أفضل طريق لمجموعة آنت للتوسع والانتشار في الخارج بسرعة. نجحت هذه الاستراتيجية بشكل جيد مع أقرانها، بما في ذلك مجموعة التأمين، بينج آن، التي توسعت أعمالها تكنولوجيا المالية “وان كونيكت” OneConnect بشكل سريع خارج الصين من خلال مشاركتها مع الشركات والهيئات التنظيمية.
يدفع بعض شركاء آنت بالفعل مقابل استخدام خدماتها. مثلا، منصة تبادل العملات في سنغافورة “إم داك”، التي تمتلك آنت فيها حصة أقلية كبيرة، دفعت 158 مليون رنمينبي رسوما في العام الماضي.
مع ذلك، حذر يو من أن مجموعة آنت لا ينبغي أن “تنشر نفسها أكثر من اللازم” خلال اندفاعها لدخول كل سوق. قال: “قد يكون لدى الولايات المتحدة وأوروبا الكثير من الشكوك تجاه عملاق التكنولوجيا الصيني”. أضاف: “بالنسبة لآنت، ستكون قد فعلت حسنا إن هي بقيت في جنوب آسيا قبل الذهاب إلى أي مكان آخر”.
تعرضت الشركة لهجوم من مشرعين في الولايات المتحدة، حيث تدرس إدارة الرئيس دونالد ترمب إدراجها ضمن قائمة تجارية سوداء، وفقا لتقرير حديث لرويترز. أي خطوة من هذا القبيل يمكن أن تكون لها انعكاسات على شراكتها مع الشركات الأمريكية، بما في ذلك ماستركارد.
لكن بالنسبة للمستثمرين في الاكتتاب العام الأولي، تظل مجموعة آنت لعبة صينية. قال كيفين كويك، المحلل في بيرنشتاين، في الوقت الحالي “تدور قصة استثمار آنت في الغالب حول الصين”.
قال إن الاندفاع إلى الساحة الدولية لا يزال في أيامه الأولى، وما تركز عليه آنت هو التعرف على الأسواق الأخرى. وبالنظر إلى هيمنتها في الصين والأموال التي تحت تصرفها، “فهم أفضل من أي شخص آخر، إنهم الأفضل للقيام بذلك”.
[ad_2]
Source link