[ad_1]
حفل منتدى القيم الدينية السابع لمجموعة العشرين بعديد من الموضوعات الإنسانية والأخلاقية والمجتمعية، التي تلعب فيها الجهات الدينية دورا أساسيا وتتصدى لها، ولا سيما في ظل الكوارث والأزمات مثل جائحة كورونا، التي تضرب العالم.
ونادى المنتدى، المنبثق عن القمة الاستثنائية العالمية الافتراضية لمجموعة العشرين التي تترأسها المملكة، خلال جلساته التي عقدها افتراضيا عبر المنصات الإلكترونية في الرياض، بضرورة مواجهة خطاب الكراهية، والتكاتف لمواجهة أزمة كورونا، التي تعقد مسألتي البطالة والجوع.
ويعد المنتدى بما يشبه البرلمان العالمي المصغر، كونه يضم كل هذه التنوعات الدينية والسياسية والأكاديمية، كما وصفه الدكتور فهد بن سلطان السلطان المدير التنفيذي لمشروع سلام للتواصل الحضاري، فيما سيرفع توصياته لقادة قمة مجموعة العشرين التي تعقد في الرياض في شهر نوفمبر المقبل.
الجائحة والفساد
للقمة الدينية مهمة إنسانية في تعزيز جهود السلام والأمن، من خلال بناء الشراكات بين الدول، وتبادل الخبرات والأفكار، التي جاءت ثرية وملهمة، نجح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان – المنظم للقمة – في استخراجها، عبر استضافة مؤثرين وصناع قرار من شركائه الدوليين.
ركزت القمة الدينية في اجتماعاتها على محورين رئيسين، هما جائحة كورونا وأثرها في الإنسان، وخطاب الكراهية الذي يفرق الشعوب، إضافة إلى ملفات أخرى، لم تنل الزخم نفسه الذي نال هذين المحورين. وحول المحور الأول أكد الدكتور فهد بن عبدالله المبارك “الشربا” السعودي لدى مجموعة العشرين، أن جدول أعمال مجموعة العشرين تضمن عقد 23 اجتماعا وزاريا من أجل مواجهة أثر الجائحة في حياتنا وفي صحتنا، “وعقدنا 73 مجموعة و43 اجتماعا تكميليا حول هذه القضية”، وفي الأسابيع المقبلة سيعقد اجتماعان وزاريان لمحاربة الفساد، إضافة إلى 15 إعلانا من أجل تطوير الأفكار والتوصيات من أجل توصيلها إلى قادة دول المجموعة.
ففي العام 2020 لعبت الجهات الدينية الفاعلة دورا مهما في الحفاظ على كرامة الإنسان ورفع روحه المعنوية وبناء شراكات عملية مع السلطات المحلية للتصدي بفاعلية لجائحة كورونا، ومن أجل ذلك ناقشت القمة في إحدى جلساتها موضوع “التزام الهيئات الدينية في الحد من مخاطر الكوارث”، بصفة الهيئات والقيادات الدينية جهات مستجيبة وأساسية ومؤثرة في أوقات الاضطرابات والكوارث الطبيعية، ومدى قدرتها على توجيه إنذارات مبكرة وتخفيف المعاناة الإنسانية والمساعدة على التأقلم وتوفير القيادة، عندما يتعلق الأمر بإجراء تغييرات مهمة في سلوك الناس ومواقفهم.
وأصاب الكاردينال ماتيو زاوبي، أسقف بولونيا في إيطاليا حينما قال “إذا كان الوباء هو الشر الذي يقسمنا ويفرقنا جميعا، فإن هذا الاجتماع يوحدنا جميعا”، مشددا في كلمته التي نقلتها وكالة الأنباء السعودية على ضرورة أن نؤمن بالحوار لا المواجهة، وحوارنا اليوم ليس هو الأول، لكن هناك تاريخا قصيرا للحوار، ويجب أن ينمو ويتوسع، والعدو الحقيقي لا يتمثل في جائحة كورونا، بل في جائحة الحرب.
المملكة تغيث الجميع
تناولت القمة أثر المساعدات في الجماعات والشعوب الفقيرة والمحتاجة، وفي هذا الإطار أكدت المملكة أن مساعداتها وإغاثاتها تقدم إلى الجميع دون استثناء، بغض النظر عن الأعراق والأديان، لتشكل قدوة يمكن أن تحذو حذوها مؤسسات دول العالم المتخصصة في الإغاثة، حيث بينت على لسان الدكتورة آمال الهبدان عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان في المملكة، أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ليس مؤسسة دينية، إنما مؤسسة إغاثية وإنسانية تعمل لخدمة الإنسان دون النظر إلى دينه أو عرقه أو لونه، معتمدا في أعماله على ثوابت تنطلق من أهداف إنسانية سامية، ترتكز على تقديم المساعدات إلى المحتاجين وإغاثة المنكوبين في أي مكان من العالم، بآلية رصد دقيقة وطرق نقل متطورة وسريعة، من خلال الاستعانة بمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الربحية الدولية والمحلية في الدول المستفيدة ذات الموثوقية العالية.
وأشارت الدكتورة الهبدان إلى إسهامات مشاريع وبرامج المركز في حصول المملكة على المرتبة الأولى عربيا، والخامسة عالميا في تقديم المساعدات الإنسانية، والـ11 عالميا في ترتيب الدول المانحة.
طالب متحدثون في المنتدى بأن يتصدى العالم لمعالجة جذور الكوارث الناتجة عن صنع الإنسان، وعدم التركيز على نتائج هذه الكوارث فقط، مشيرين إلى أهمية وجود استراتيجية عالمية تستفيد من العلوم التكنولوجية بمشاركة الجميع.
التنمية ومحاربة الجوع
لم تغفل القمة دور التنمية في محاربة البطالة والجوع، وتمكين المرأة والشباب والفئات المحتاجة، ودعا المشاركون إلى توفير وسائل التقنية الحديثة في كل بيت للنهوض بها، واستفادة مختلف الطلاب منها، وضرورة محاربة التطرف والعنصرية والبيروقراطية وخطاب الكراهية على الجانب الآخر.
بدوره، وصف أحمد الهنداوي أمين عام المنظمة العالمية للحركة الكشفية تأثير الجائحة في الشباب والاقتصاد، مبينا أن الكارثة دفعت إلى وجود مشكلات البطالة ونسبها غير المسبوقة، ومشكلات مظلة التأمين الصحي، وانتقال المرأة إلى الاستقلالية، وكذلك الشباب، مشبها إياها بالأزمة المالية عام 2008.
يأتي ذلك في ظل تحديات أخرى قائمة، ذكرها محمود محيي الدين مبعوث الأمم المتحدة لتمويل التنمية، وأكد أن 250 مليون شخص في العالم يواجهون الجوع، وهناك 115 مليون شخص يعانون الفقر المدقع ويتعرضون للهشاشة رغم التنمية المستدامة، وهناك تقرير يشير إلى أن إفريقيا تخسر كل عام 90 مليار دولار بسبب التدفق المالي غير الشرعي.
وفي مشاركة للمهندس عبدالرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة، تحدث عن التنوع الديني والثقافي والبيئي والاختلاف، وأثر ذلك في تحقيق التعايش على كوكب الأرض، وتبني المملكة استراتيجيات جريئة وطويلة المدى لمشاركة منافع الابتكار والتقدم التقني.
خطاب الكراهية
مما يرفع من شأن القمة الدينية أنها تضم 500 شخصية دينية وسياسية وثقافية من أكثر من 90 دولة، ومن خلفيات دينية وثقافية وعرقية متنوعة، لمناقشة أهم التحديات العالمية، ما يجعل منها حدثا عالميا بامتياز، تركز على الموضوعات الملحة، وأهمها خطاب الكراهية.
وفي هذا السياق، ركز الدكتور محمد عبدالفضيل على المبادرات التي قام بها الأزهر، ولا سيما في مجال المناهج التعليمية، حيث تضمنت مراجعة خطاب الكراهية، ومراجعة كتب التراث الديني، ومراجعة المناهج الجامعية وما قبل الجامعية التي تدرس في الأزهر، ضاربا مثالا بمنهج الثقافة الإسلامية الذي عمل عليه الأزهر، بهدف تعزيز التماسك الاجتماعي، وقبول الآخر، والتسامح والسلام.
فيما أكد البروفيسور ألبرتو ميلوني، أستاذ ورئيس كرسي اليونيسكو لشؤون التنوع الديني والسلام في جامعة بولونيا الإيطالية، ضرورة العمل على التخفيف من العنف، والرفع من الحماس والتماسك، ليس فقط من قبل الشخصيات الدينية، لكن هناك فاعلين آخرين على المسرح من القادة السياسيين أو الاقتصاديين والأكاديميين.
وفي جلسة عامة للمنتدى، لحقتها حلقات نقاشية، دعت دول مجموعة العشرين إلى ضرورة مواجهة خطاب الكراهية، وشددت على التمييز بين هذه المواجهة وقيم التعبير عن الرأي، فلا مجال للرأي في هذا الخطاب، حيث له دور كبير في تحريك النزعات الإقصائية، فخطاب الكراهية تحريضي عدائي ويدعو إلى القطيعة والاختلاف مع الآخرين، ومن سماته أنه لا يؤمن بقيمة الحوار أو المصير الواحد أو قيم المواطنة، وينافي قيم الإنسانية، ويتنافى مع قيم الأديان.
[ad_2]
Source link