▪︎ مجلس نيوز
من بين الرؤى الرئيسة للابتكار لمواجهة مخاطر المناخ: أنه يمكن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لإيجاد قنوات اتصال مزدوجة بين المجتمعات والحكومات الوطنية والمنظمات الإقليمية. على سبيل المثال، يمكن للتخطيط المحلي الاستنارة بتطبيقات الهواتف المحمولة في مجال الطقس الإقليمي، والتنبؤات المناخية، وأسعار السوق لمساعدة المزارعين على رصد الأحوال المناخية على المستوى المحلي فضلا عن آثار الهشاشة والصراع والعنف. وعلى نطاق أوسع، هناك أهمية خاصة لتحسين سبل الحصول على التحليلات وشفافيتها فيما يتعلق بآثار التغيرات المناخية وسياسات التخفيف منها، وذلك في سياقات الاستقطاب الاجتماعي وضعف المؤسسات، حيث يشكل توزيع التكاليف والمكاسب مخاطر حقيقية تؤدي إلى الاضطرابات والصراعات الاجتماعية.
ثانيا: إتاحة حيز للحوار حول إدارة الموارد الطبيعية. حشد المجتمعات خلف التخطيط لسيناريوهات المناخ وإدارة الموارد الطبيعية يمكن أن يخدم هدفين. إذ يمكنه إرساء قواعد اللعبة لتحقيق تكافؤ الفرص أمام أعضاء المجتمع المحلي الذين يتم إقصاؤهم عادة من هذه الساحات، بما فيهم النساء والشباب. هذا النهج الأكثر شمولا يمكن أن يساعد على الحد من التنافس على الموارد الطبيعية – خاصة الحصول على الأراضي والمراعي والمياه، و/أو السيطرة عليها – الذي برز في أحدث تحليل للبنك الدولي كمحرك للصراع في كينيا. زيادة الملكية المحلية لاستراتيجيات الإدارة يحسن من فرصهم في النجاح ويزيد التنوع البيولوجي والأمن المائي.
ثالثا: الاستفادة من الخبرات المحلية. بتوجيه الأموال مباشرة إلى المجتمعات، وإشراكهم في القرارات المتعلقة بكيفية إنفاق هذه الأموال، تضع المشاريع المدفوعة باعتبارات التنمية المجتمعية من تواجههم هذه التحديات في وضع يتيح لهم إيجاد الحلول بأنفسهم. على سبيل المثال، فإن مشروع دعم الحكم المحلي في غينيا، أوجد أداة للاستفادة من المعرفة المحلية بشأن أغلب المخاطر المباشرة للهشاشة والصراع والعنف، ودمج هذه المعلومات في التخطيط متعدد الدورات. إن اقتناص هذه المعارف يساعد على التأكد أن استثمارات البنية التحتية أكثر قدرة على الصمود إزاء الكوارث وتمكين الناس من الخلاص من شراك الصراع. رابعا: دعم تنويع مصادر الرزق وتعزيز المشاركة بالرأي. المنح والتدريب يمكن أن تساعد الأسر على تنويع موارد الرزق غير الزراعية التي تقل حساسيتها تجاه الصدمات الزراعية المرتبطة بالمناخ، لكن ينبغي ربطها بالتخطيط الاقتصادي المحلي لضمان الاستدامة وإمكانية التوسع. إتاحة الفرص المتكافئة لجميع أفراد المجتمع للمشاركة في هذا التخطيط يمكن أن يلعب دورا صغيرا، وإن كان مهما، في التصدي للإقصاء الاجتماعي، ومن ثم الحد من مخاطر الصراع.
إن نقاط الدخول هذه تمثل الخطوة الأولى في ترجمة المخاوف من المناخ وثالوث الهشاشة والصراع والعنف إلى برنامج عمل. ومن أجل الدفع بهذه الأجندة العملية، سنحتاج إلى مزيد من أسس التحليل الدقيق التي تركز على رؤى عملية عما هو أبرز المخاطر، أي أشدها، وأين توجد أشد هذه المخاطر، وكيف تجتمع هذه المخاطر لتزيد تداعيات الهشاشة والصراع والعنف سوءا؟ لكن يبقى السؤال الأهم: ماذا نفعل للتصدي لهذه المخاطر كي نمنع اتساع نطاق الصراعات المرتبطة بالمناخ أو تفاقمها؟ بوضع مجتمعات الخطوط الأمامية في بؤرة تركيزنا، وبناء الشراكات في سائر المناطق، سيكون البنك الدولي في أفضل وضع للبدء في تقديم بعض الإجابات والاستفسارات.