▪︎ مجلس نيوز
(الهبّه) في مجال التواصل الداخلي في بعض المنظمات تُرجمت من عمل اتصالي عميق على مستوى المنظمة إلى صب الجهود بالتفاعل مع الأيام العالمية والهدايا والشوكلت، بينما مستوى رضا الموظفين عنها وعن بيئة العمل يظهر من خلال الاستطلاعات السنوية بشكل متدني مما يشكل قلقًا على مستوى المنظمة ومنتجاتها وربحيتها وعلى ما هو أهم من ذلك وهو “تسرّب الكفاءات والمواهب” إلى جهات أخرى ربما تكون أقل من ناحية المزايا المالية والمنافع الأخرى، إلى جانب انطفاء شعلة الحماس والشغف إلى حد أن يعمل الموظف بأقل جهد ممكن، وفي المقابل يتم صرف مئات الآلاف التي تدفع لتنظيم المناسبات والفعاليات، ربما يظن القارئ أني أحارب الجهود العظيمة التي تقوم بها إدارات التواصل الداخلي والإبداع اللامتناهي، ولكن حتى تؤتي هذه الجهود ثمارها ونجد العائد منها نجد أننا مع زحمة الأعمال ربما نغفل عن جوانب عديدة تعتبر هي الأساس في هرم احتياجات الموظفين ولعلي هنا أستعير فكرة هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية ونضع هرمًا نستدل به على احتياجات الموظف الأساسية والتي تساعد المنظمة على بناء رأس المال البشري بشكل يضمن توافر الاحتياجات الأساسية، أحببت في هذه المقالة أن أسرد عليك عددًا من المظاهر التي لو اجتهدت قيادة المنظمة على تحسينها سوف تتغير بيئة عملها وتنتقل إلى مستويات رضا عالية وسيكون وجود المناسبات الداخلية جزءًا أساسيًا في بناء علامتها المؤسسية:
– عدم الشفافية والوضوح على مستوى السياسات والأنظمة الداخلية.
– انعدام العدالة والتمييز بين الموظفين والقطاعات أو الإدارات.
– عدم وضوح العمل المطلوب من الموظف.
– الجزر المعزولة والمساحات الشاسعة من الصمت والفراغ بين منسوبي المنظمة وقطاعاتها.
– تطبيق القرارات الجوهرية دون تهيئة الموظفين.
– ضعف التقدير والثناء للجهود بل شيوع سلوك قطّاع الطرق .. لدى بعض المديرين في سرقة جهود موظفيهم وعدم الإشارة لجهدهم.
– انتشار حالات السلوك العدائي والتنمّر وقلة الاحترام.
– الارتباك الإداري والتغيير المتكرر على مستوى الهيكل الإداري أو الأعمال مالم يكن لها مبرر.
– وجود منهجية تربية القطيع من خلال تنمية سلوك عدم التعاون أو الإخفاء المتعمد لخبرات الفريق وعدم مشاركتها مع الآخرين.
– تهميش الموظفين والسعي لـ تطفيشهم من العمل.
– الضغط العالي واستهلاك طاقة الموظفين مما يتسبب بوصول الموظف إلى حالة “الاحتراق الوظيفي”.
– رمي الأخطاء على فريق العمل وعدم تحمّل المسؤولية.
– ضعف التواصل بين المديرين والموظفين.
– الأعباء الصحية التي تخلفها طريقة العمل وأسلوب التعامل.
– سوء الاهتمام ببيئة العمل المادية والمكاتب والاعتقاد أن بيئة العمل الإبداعية تكمن في الجماليات والمساحات المفتوحة ومناطق الترفيه.
– عدم وجود مساحة للاستماع لصوت الموظف واحتياجاته مما يخلق ما يسمى بالصمت المنظّم ونتيجتها وجود فوضى خلاقة غير متعمدة في الإنتاجية والربحية وغيرها.
ذكرت في هذه المقالة جزءًا يسيرًا من المظاهر والصور التي تفتك بجسد المنظمة دون أن يعي البعض لذلك، وأذكر هنا عدد من الدراسات والاستطلاعات حول أكثر مايجذب العاملين لبيئات العمل فوجدت أن عامل التقدير والاحترام يأتي على رأسها وليس فقط المال والمنافع، فما فائدة بيئة عمل تقدم المرتبات الباهظة ويغلب عليها طبيعة الغاب.
ختامًا .. لا نهدف لنسف الجهود العظيمة من إدارات التواصل الداخلي وإنما الهدف تكامل الجهود لتحقيق بيئة عمل صحية وآمنة.