▪︎ مجلس نيوز
توقع صندوق النقد الدولي الثلاثاء أن يكون التعافي أسرع من المتوقع في اقتصادات الدول المتطورة لكن أبطأ في الدول الناشئة، بسبب الوصول غير العادل للقاحات المضادة لكوفيد، معلنا أن الاقتصاد العالمي سينمو بنسبة 6% هذا العام.
قال صندوق النقد الدولي في توقعاته الاقتصادية العالمية المحدثة التي نشرت الثلاثاء “أصبح الحصول على اللقاحات خط الانقسام الرئيسي الذي يقسم التعافي العالمي إلى كتلتين”.
فمن ناحية، معظم الاقتصادات المتقدمة لديها إمكانية الحصول على اللقاحات و”يمكنها توقع عودة النشاط إلى طبيعته هذا العام”. ومن ناحية أخرى، البلدان التي لديها وصول محدود أو معدوم إلى اللقاحات “ستستمر في مواجهة عودة ظهور العدوى وزيادة عدد الوفيات المرتبطة بكوفيد-19”.
لذلك يتوقع نمو اجمالي الناتج الداخلي بوتيرة أسرع في الاقتصادات المتقدمة، بنسبة 5,6% في 2021 (0,5 نقطة أكثر من التوقعات الأخيرة في نيسان/أبريل).
في المقابل، من المتوقع أن تشهد الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية نموا قويا هذا العام، ولكن أبطأ مما كان متوقعا بنسبة 6,3% (-0,4 نقطة).
والهند التي تضررت جراء عودة ظهور الفيروس بسبب المتحورة دلتا، تشهد أقوى تباطؤ في آفاقها الاقتصادية مع نمو مرتقب بنسبة 9,5% (- 3 نقاط). كما أن الوضع يتدهور في الصين مع توقع نمو بنسبة 8,1% (-0,3 نقطة).
– قلق اكبر – أوضحت كبيرة خبراء الاقتصاد في صندوق النقد غيتا غوبيناث في مؤتمر صحافي صباح الثلاثاء أن “التحسن بالنسبة للاقتصادات المتطوّرة يعادله بشكل كامل تدهور في الاقتصادات الناشئة”.
وقالت “كان هناك تباين والوضع يزداد سوءاً” خصوصاً بسبب “الوصول غير العادل إلى اللقاحات” لكن أيضاً “دعم الميزانيات الذي من السهل جداً المحافظة عليه في الاقتصادات المتقدمة التي لديها وصول سهل إلى التمويل”.
وبالتالي يتوقع أن تشهد الولايات المتحدة نموًا بنسبة 7% هذا العام (+0,6 نقطة) و4,9% في عام 2022 (+1,4 نقطة) بفضل خطط الاستثمار الضخمة في البنى التحتية والإنفاق والسياسات الاجتماعية التي قد يتبناها قريبًا الكونغرس.
ويشدد صندوق النقد الدولي على أن هذه القوة الاقتصادية قد يكون لها تأثير إيجابي على شركائها التجاريين.
والأمر ينطبق أيضا على منطقة اليورو حيث يجب أن تحفز خطة “الجيل الصاعد” للنهوض النمو، المتوقع الآن عند 4,6% في عام 2021 (+0,2 نقطة). وعلى الوضع أيضًا أن يكون أفضل مما هو متوقع في المملكة المتحدة مع ارتفاع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 7,0% (+1,7 نقطة).
ما يقارب 40% من السكان في الاقتصادات المتقدمة تلقوا جرعتي اللقاح، مقارنة ب11% في اقتصادات الأسواق الناشئة وجزء صغير في البلدان النامية المنخفضة الدخل، كما أفاد صندوق النقد الدولي الذي اقترح مؤخرًا خطة بقيمة 50 مليار دولار لتحصين 40% على الأقل من سكان العالم بحلول نهاية العام.
وقالت بيتيا كويفا بروكس نائبة مدير صندوق النقد الدولي لوكالة فرانس برس “أود أن أقول إننا قلقون أكثر مما كنا عليه في نيسان/أبريل”.
– تضخم – ولفتت غيتا غوبيناث إلى أن المتحوّرة دلتا “هي مصدر قلق كبير. حتى لو أننا قمنا بتضمينها بشمل جزئي في توقعاتنا، لا يزال هناك خطر انخفاض كبير، بناء على التطوّر”.
وحذرت في مدونة نُشرت أيضًا الثلاثاء من أن النسخ المتحوّرة الشديدة العدوى قد تكلف الاقتصاد العالمي 4500 مليار دولار بحلول عام 2025.
وهناك مصدر قلق آخر هو التضخم. يعتبر صندوق النقد أن التضخم “يُفترض أن يعود إلى مستويات ما قبل تفشي الوباء في معظم البلدان في عام 2022” على الرغم من “خطر أن تصبح الضغوط العابرة أكثر ثباتًا”.
وأضافت غوبيناث في المدوّنة “من المتوقع أن يظل التضخم مرتفعاً حتى عام 2022 في بعض الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية ويعود ذلك جزئياً إلى استمرار الضغوط على أسعار المواد الغذائية وانخفاض قيمة العملة ما يخلق هوة جديدة”.
ويطالب صندوق النقد الدولي البنوك المركزية بالحفاظ على دعمها للاقتصادات وعدم محاولة التصدي لارتفاع الأسعار عبر تشديد سياساتها النقدية على الفور.
وبات صندوق النقد الدولي يعول الآن على تضخم بنسبة 2,4% في عام 2021 (+0,8 نقطة) بالنسبة للاقتصادات المتقدمة، و5,4%(+0,5 نقطة) في البلدان النامية.
وعلى المدى الطويل رفعت توقعات النمو العالمي لإجمالي الناتج الداخلي بـ0,5 نقطة إلى 4,9% لعام 2022.