▪︎ مجلس نيوز
فتح المسلمون مكة، وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم اذهبوا فأنتم الطلقاء، واستقرت دعائم الدولة، واعتذر أبو سفيان عما كان وأنشد الشعر “فـقـل لثقيف لا أريـد قـتالـكم– وقـل لثقيف تلك عنـدي فأوعدي، فما كنت في الجيش الذي نال عامراً — ومـا كـان عن غير لساني ولا يدي”، وها هم المسلمون يؤسسون حضارتهم ودولتهم.
الدولة التي تؤمن بخمسة أركان للإسلام، آخرها الحج يتمم به الله على من يشاء دينه، وفي مثل هذا الوقت من كل عام كان للمسلمين حكاية، نستعرض معكم أبرزها، منذ أول موسم للحج وحتى اليوم.
ونشير إلى ما شهده المسلمون من أحداث خلال أشهر مواسمه وأغربها، حين توقف الحج، وصولاً إلى الحج تحت قيود فيروس كورونا المستجد، فإلى التقرير.
الحجة الأولى في الإسلام
في السنة التاسعة للهجرة، أراد نبي الله صلى الله عليه وسلم، أن يعلم المسلمين ركنًا أخيرًا من أركان دينهم الخمسة، وهو الحج، فأرسل أبا بكر الصديق، على رأس ثلاثمائة من المسلمين ليقيم لهم حجهم؛ وليؤدوا الفريضة كما نزل بها القرآن الكريم، ويشير المؤرخون إلى اعتبارها الحجة الأولى في الإسلام.
وفي هذه الحجة نزلت “بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ”، فقال نبي الله لعلي بن أبي طالب، وأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى، أنه لا يدخل الجنة كافر، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله “صلى الله عليه وسلم” عهد فهو على مدته.
حجة الوداع
“يا أَيُّها الناسُ خُذُوا عَنِّي مناسكَكم، فإني لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بعد عامي هذا”، قالها نبي الله صلى الله عليه وسلم في العام العاشر للهجرة، قبل أن يسلم الروح لبارئها، وبالفعل انطلق في حجه ليعلم المسلمين أمور دينهم من الإحرام وحتى الوقوف بعرفة.
ولحجة الوداع عدة أسماء، فهي حجة الإسلام، وحجة البلاغ والتمام، ويوم الحج الأكبر، وبها أدى رسول الله أمانته “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا”
الحج في زمن القرامطة وأفعال الجاهلية
في عام 930م، هاجم القرامطة الكعبة أثناء الحج، بدعوى أن الطواف فعل من أفعال الجاهلية وعبادة الأوثان، ما أدى إلى وفاة أكثر من 30 ألف حاج، ولم يكتف القرامطة بالهجوم على بيت الله الحرام، بل نقلوا الحجر الأسود إلى مدينة القطيف (حاليًا)، وهو ما أدى لتوقف الحج لـ 10 سنوات.
الأوبئة والغلاء
ولعل من أبرز مواسم الحج التي شهدتها الأمة الفترة بين عامي 357هـ، و358هـ، حين هاجم الداء المعروف بالماشري، مكة، وأودى بحياة الحجاج والإبل التي قدموا عليها.
كما يشير المؤرخون إلى أنه في الفترة من 390 حتى 419 هـ، تسببت موجات برد شديد متوالية خلال تلك السنوات في موجات غلاء فاحش تركت بصماتها على مناسك الحج بسبب ندرة الطعام لتأثيرها على مزارع النخيل وإنتاج التمور الذي كان طعاما للزوار وموردا اقتصاديا أساسيا في ذلك الحين.
الأوبئة مرة أخرى
أما في الفترة بين عامي 1252هـ، حتى 1310هـ، انتشرت الأوبئة ومنها الكوليرا، إضافة إلى أن أوبئة أخرى ضربت مكة، بينها وباء جاء مع الحجيج الهنود تسبب في وفاة 3 أرباع الحجاج.
اشتباكات في الحج
في عام 1987م، الموافق 1407هـ، وبالتحديد في اليوم السادس من ذي الحجة، شهدت مكة اشتباكات عنيفة بين حجاج إيرانيين، تظاهروا رافعين شعارات الثورة الإيرانية، أثناء أداء فريضة الحج، ما أدى إلى تعطيل المناسك، والتسبب في التدافع المميت.
ووقعت اشتباكات عنيفة بين الحجاج الإيرانيين، وحجاج من جنسيات أخرى حاولوا التفاهم معهم حول الوقت وتعطل النساء والأطفال في السيارات، ما أدى لتدخل الشرطة، وراح ضحية هذا الحادث، 402 شخص من الحجاج والشرطة.
حريق منى 1997
خلال موسم الحج عام 1997، اندلع حريق في مخيمات الحجاج بمنطقة منى، واشتعلت النيران بفعل سرعة الرياح التي بلغت قوتها 64 كيلو مترًا في الساعة، ما تسبب في تدمير نحو 70.000 خيمة، وإصابة 1290 حاجًا ومقتل 343 شخصًا آخر، وأخمد الحريق بمشاركة أكثر من 300 سيارة وطائرة إطفاء، وتمت السيطرة عليه خلال 3 ساعات.
الحج 2020.. وسط إجراءات احترازية
في عام 2020، وفي ظل جائحة فيروس كورونا المستجد التي عصفت بالعالم، بدأت مناسك فريضة الحج، وسط قيود صارمة، حيث اقتصر الحج على المواطنين والمقيمين داخل البلاد، للحد من انتشار الفيروس.