▪︎ مجلس نيوز
توقع محللون نفطيون، استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري، مع استمرار تلقي دعم قوي من انتعاش الطلب الآسيوي وتراجع المخزونات الأمريكية.
وقالوا لـ «الاقتصادية»، إن سوق النفط الخام ما زالت تحت تأثير تجاذبات من عوامل عديدة، أبرزها عدم التوصل إلى اتفاق جديد بين مجموعة “أوبك +” حول الزيادة الإنتاجية، وانكماش مخزونات النفط الخام الأمريكية، مشيرين إلى أن الغموض وعدم اليقين يسيطران على السوق، ولا أحد يعرف بدقة كيفية ومعدل نمو المعروض النفطي.
وفى هذا الإطار، يقول لـ «الاقتصادية» روس كيندي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش آي” الدولية لخدمات الطاقة، إن أسعار النفط الخام حققت مكاسب واسعة أخيرا، ووصلت إلى أعلى مستوى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2018، لكنها تميل إلى التقلب حاليا انتظارا لحسم مجموعة “أوبك +” للاتصالات الخاصة بالتوافق على الزيادات الإنتاجية في الأشهر المقبلة، إضافة إلى المخاوف المتعلقة بانتشار متغير “دلتا” من فيروس كورونا.
وأشار إلى أن نمو الطلب يسجل وتيرة سريعة، حيث يتسع الفارق مع العرض، ما يعني مزيدا من التشديد في السوق والميل إلى استئناف وتيرة الأسعار المرتفعة، لكن في المقابل فإن إعلان اليابان حالة طوارئ بسبب متغير فيروس كورونا، يجدد حالة القلق في السوق على الحفاظ على وتيرة الطلب المنتعشة.
من جانبه، قال دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية، إن مؤشرات السوق الحالية ما زالت تصب إجمالا في مصلحة مزيد من المكاسب بسبب انتعاش الطلب الصيفي، ورواج حركة النقل والسفر، مشيرا إلى إحصائيات معهد البترول الأمريكي، التي تؤكد أن إجمالي مخزون النفط الخام حاليا 445 مليون برميل منخفضا إلى 7 في المائة أقل من متوسط خمسة أعوام لهذا الوقت من العام.
وأضاف، أن السوق شهدت تقلص الفارق بين خامي برنت والأمريكي إلى أقل من دولار أو دولارين، ما يحد من القدرة التنافسية للصادرات النفطية الأمريكية، ويفقد الخام الأمريكي ميزة رخص السعر، بينما لا يزال منتجو النفط في الولايات المتحدة يستفيدون من هذه الأسعار المرتفعة محليا.
من جهته، أوضح لـ «الاقتصادية» بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، أنه رغم مخاوف تجدد أزمة الوباء بعد انتشار متغير “دلتا”، إلا أن الإحصائيات تشير إلى أن الطلب العالمي يقاوم الضغوط العكسية، وهو حاليا عند مستوى جيد بنحو 94 مليون برميل يوميا، وقد يستعيد مستوى ما قبل الجائحة، وهو 100 مليون برميل يوميا في العام المقبل 2022، بشرط انحسار خطر الجائحة على نحو واسع، وهو ما يتحقق حاليا بوتيرة جيدة نتيجة انتشار توزيع اللقاحات.
وأضاف باخر، أن التوقعات المستقبلية للطلب على الطاقة جيدة، وفي الوقت نفسه انخفض الدولار بعد ارتفاعات قياسية سابقة، ما يساعد في دعم أسعار النفط، نظرا للعلاقة العكسية بين النفط الخام والدولار الأمريكي، ويترافق ذلك مع ارتفاع الطلب الأسبوعي على البنزين إلى عشرة ملايين برميل يوميا في الأسبوع الماضي، وهو ما يمثل أعلى مستوى على الإطلاق للأرقام الأسبوعية منذ عام 1991.
بدورها، تقول أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة “أفريكان ليدرشيب” الدولية، إن استمرار عدم وجود اتفاقية موحدة يشير إلى أن بعض الأعضاء في “أوبك +” يمكنهم إضافة مزيد من المعروض إلى السوق، ما يكبح المكاسب السعرية في الأسبوع الجاري بعد استقرار نسبي الأسبوع الماضي.
وأوضحت ناهار، أن الجميع يدركون مدى قوة الطلب على النفط مع استمرار الأسواق في التعافي من جائحة كورونا، لكن المخاوف من المتغير الجديد للفيروس تحد من فرص استقرار السوق واستعادة التوازن الكامل بين العرض والطلب، مشيرة إلى أهمية أن يكثف المنتجون اتصالاتهم في الأيام المقبلة لإنهاء هذا الوضع المعلق، وإعادة التأكيد على الوحدة والعمل الجماعي المشترك الذي حقق بالفعل كثيرا من الإنجازات الجيدة لسوق النفط الخام على مدار الأعوام الأربعة الماضية.
من جانب آخر، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي الجمعة، وذلك في رد فعل من السوق حيال انخفاض المخزونات الأمريكية، كما تدعمت السوق بمؤشرات على طلب آسيوي قوي من كل من الصين والهند.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 1.49 دولار بما يعادل 2 في المائة إلى 75.60 دولار للبرميل بحلول الساعة 17:12 بتوقيت جرينتش.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.67 دولار أو 2.3 في المائة إلى 74.60 دولار للبرميل.
وقال فيل فلين كبير المحللين في برايس فيوتشرز جروب في شيكاغو، “السوق تشرع في التعامل مع الانخفاض التاريخي في مخزونات النفط الأمريكية، والآفاق الباهتة لعودة النفط الإيراني إلى السوق”.
ومع ذلك أنهت أسعار كلا الخامين القياسيين الأسبوع دون تغير يذكر، على الرغم من حدوث تقلبات يومية كبيرة وضغط على الأسعار مع انهيار محادثات في بداية الأسبوع بشأن الإنتاج بين منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاء من بينهم روسيا أو مجموعة “أوبك +”.
وفي الولايات المتحدة، قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الخميس الماضي، إن مخزونات الخام والبنزين انخفضت، بينما بلغ الطلب على البنزين في أعلى مستوياته منذ 2019، ما يشير إلى تزايد قوة الاقتصاد.
وكبحت المكاسب في أسعار النفط مخاوف من أن أعضاء مجموعة “أوبك +” قد يشعرون بالإغراء للتخلي عن قيود الإنتاج التي اتبعوها خلال الجائحة بسبب تعثر محادثات “أوبك +”.
وقالت مصادر في “أوبك +” لـ”رويترز”، الأربعاء الماضي، إن روسيا تسعى إلى التوسط للمساعدة في إبرام اتفاق لزيادة الإنتاج. وأكد البيت الأبيض الثلاثاء الماضي، أن الولايات المتحدة أجرت محادثات رفيعة المستوى مع مسؤولين في تحالف “أوبك +”.
وأشار تقرير “بيكر هيوز” الدولية الأسبوعي، إلى ارتفاع عدد منصات النفط والغاز في الولايات المتحدة إلى أربع هذا الأسبوع، حيث بلغ إجمالي عدد الحفارات 479 بزيادة 221 عن الفترة نفسها من العام الماضي.
ولفت التقرير، إلى ارتفاع عدد منصات النفط في الولايات المتحدة بمقدار اثنتين هذا الأسبوع، إلى 378، وزاد عدد منصات الغاز بمقدار اثنتين، ويوجد الآن 101، بينما ظل عدد الحفارات المتنوعة كما هو.
وكانت تقديرات إدارة معلومات الطاقة لإنتاج النفط في الولايات المتحدة للأسبوع المنتهي في 2 تموز (يوليو) أعلى قليلا من الأسبوع السابق، بمتوسط 11.3 مليون برميل يوميا، بزيادة قدرها مليونا برميل يوميا.
ونوه التقرير، إلى رفع إدارة معلومات الطاقة تقديراتها في الأول من تموز (يوليو) لمتوسط السعر الفوري لمؤشر الولايات المتحدة خام غرب تكساس الوسيط، الذي سيكون 65.85 دولار للبرميل هذا العام، ارتفاعا من متوسط 61.85 دولار للبرميل الذي كان متوقعا الشهر الماضي.