▪︎ مجلس نيوز
تجاوز سعر صرف الدولار أمس عتبة 19500 ليرة لبنانية، في وقت يظهر عمق الأزمة الاقتصادية والمالية الحادة التي تمر بها البلاد.
وتراجعت القدرة الشرائية للمواطنين اللبنانيين مع تراجع قدرة مصرف لبنان على تلبية قرار الحكومة بدعم الأدوية والمواد الأساسية المدرجة على لوائح الدعم، ما أدى إلى انخفاض مخزون المحروقات والأدوية وحليب الأطفال في الصيدليات، وفقدان بعض الأدوية وتراجع مخزون المستلزمات الطبية في المستشفيات، وفقدان المواد الغذائية المدعومة.
وأعلنت السلطات اللبنانية أمس رفع سعر “ربطة الخبز” لتصل إلى 4250 ليرة للمستهلك.
وذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام” أن وزارة الاقتصاد والتجارة حددت سعر ووزن الخبز الأبيض في الأفران والمتاجر للمستهلك على كل الأراضي، “استنادا إلى ارتفاع سعر صرف الدولار وأسعار المحروقات وارتفاع تكلفة نقل الطحين من المطاحن إلى الأفران، ونقل الخبز من الأفران إلى مراكز البيع، واستنادا إلى سعر القمح في البورصة العالمية، واستنادا إلى الدراسة التي قامت بها الوزارة لتحديد كمية المكونات المطلوبة لإنتاج أفضل نوعية من الخبز للمستهلك”.
أمام هذا المشهد أقدم مواطنون لبنانيون أمس، على قطع عدد من الطرقات في العاصمة بيروت وفي جنوب البلاد، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع سعر صرف الدولار.
وشملت الاحتجاجات العاصمة بيروت، إذ قطع عدد من المواطنين طريق جسر الكولا، وفي مدينة صيدا في الجنوب، أقدم مواطنون على قطع الطريق عند ساحة الشهداء بالإطارات المشتعلة، وذلك احتجاجا على انعدام الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وفقدان الأدوية وارتفاع سعر صرف الدولار.
وأدى ذلك، إلى حدوث ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية الضرورية وتدهور الوضع المعيشي للمواطن على المستويات كافة، جراء تأزم الأوضاع من دون إيجاد حلول لواقع الأزمة اللبنانية، وفقا لـ”الألمانية”.
وأقدم مواطنون آخرون في مدينة صيدا على قطع الطريق أمام شركة الكهرباء في المدينة بمستوعبات النفايات، احتجاجا على الانقطاع التام للتيار منذ يومين عن كل أحياء المدينة، ما انعكس تقنينا على مياه الشرب، إضافة إلى انهيار الوضع المعيشي والاقتصادي والغلاء.
واعتصم عدد من أبناء بلدة مركبا جنوب لبنان أمام محطة المياه على طريق عام البلدة وأشعلوا عددا من الإطارات وقطعوا الطريق لبعض الوقت، قبل أن يعيدوا فتحه احتجاجا على انقطاع المياه والأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وخفضت مؤسسة كهرباء لبنان قدراتها الإنتاجية في معامل الإنتاج بما يتناسب مع مخزون المحروقات المتوافر لديها. وبدأت منشآت مياه لبنان في عدد من المناطق في تقنين توزيع المياه منذ أيام، إلى الحدود الدنيا، بسبب انقطاع الكهرباء عن منشآتها وبسبب قلة مخزون المازوت المتوافر لديها.
ويعاني لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت رحاها من 1975 حتى 1990، من تقنين للطاقة الكهربائية لفترات تختلف بين منطقة وأخرى، ولم تتمكن الحكومات المتعاقبة منذ ذلك التاريخ من الاتفاق على حل يؤمن التيار الكهربائي بشكل دائم.
وسيوضع أحد المعامل الحرارية الرئيسة في لبنان في الخدمة مجددا اليوم بعد توقفه قبل يومين بسبب نقص في الوقود في حين يصل انقطاع التيار الكهربائي إلى 22 ساعة يوميا في الدولة المأزومة.
وكانت مؤسسة كهرباء لبنان أعلنت الجمعة تعليق العمل في معمل الزهراني أحد أربع محطات رئيسة، في جنوب البلاد في انتظار تسديد المستحقات للمورد ليفرغ حمولته من الغاز أويل.
وفي بيان أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان العامة أمس أن “المصارف الأجنبية المراسلة قامت باستكمال الإجراءات المصرفية العائدة للقسم الثاني من شحنة مادة الغاز أويل الراسية قبالة مصب معمل الزهراني، وصدرت على أثره موافقة المورد للمباشرة بتفريغ هذا القسم خلال فترة بعد الظهر”.
وأضافت “وعليه، ستتم إعادة وضع معمل الزهراني في الخدمة ابتداء من صباح اليوم، بعد تفريغ كامل حمولة الناقلة البحرية في خزاناته” من دون أن توفر أي معلومات عن معمل دير عمار الذي توقف العمل فيه الجمعة أيضا.
ويوفر هذان المعملان عادة 40 في المائة من التيار الكهربائي في البلاد، الذي يواجه إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ 1850 بحسب البنك الدولي.