▪︎ مجلس نيوز
شهدت هايتي، اليوم الأربعاء، اغتيال رئيسها جوفينيل مويس، بعدما اقتحم مسلحون منزله ليلًا وأطلقوا عليه الرصاص، ليُقتل وتصاب زوجته في الحادث الذي أعلن عنه رئيس الوزراء المؤقت، لكن بخلاف ذلك ماذا نعرف عن هذه الجمهورية البعيدة؟
إعصار آخر
قبل 3 أيام، شهدت هايتي إعصار “إلسا”، وهو الأمر الذي صار معتادًا لسكان الجزيرة، لوقوعها بين البحر الكاريبي وشمال المحيط الأطلسي، وتحديدا غرب جمهورية الدومينيكان وجنوب جزيرة كوبا.
موقعها بين البحر والمحيط جعلها في مسار عدد من الأعاصير، أشدها الإعصار الذي واجهته عام 2008، والذي سبب دمارًا بالغًا جراء أربع عواصف استوائية، وفي عام 2010 قُتل آلاف الأشخاص ودُمر القصر الرئاسي في بورت أو برنس في زلزال بقوة 7.0 درجات.
تاريخ “هايتي”
“هايتي” بالهندية، تقابل بالمعنى العربي “أرض الجبال”، فالجمهورية الواقعة في الكاريبي، تصل فيها الجبال إلى أكثر من 8000 آلاف قدم، واكتُشفت عام 1492م على يد كرستوفر كولمبس.
عقب الاكتشاف أصبحت هايتي مستعمرة إسبانية، وتشير الكتب التاريخية إلى أن الإسبان عند استعمارهم لهايتي قتلوا معظم السكان الأصليين، وأتوا بالعمال من أفريقيا.
تغير المستعمر
في القرن السابع عشر، استولى الفرنسيون على “هايتي”، لتتحول هوية المستعمر من الإسبانية إلى الفرنسية، وتزيد مع تغير هويته الإنتاجية المحلية من محاصيل البن والقطن وقصب السكر، نزولا على رغبته.
وفي عام 1804 ثار العمال الأفارقة ضد الحكم الفرنسي الذي استغل نتاج عملهم لصالحه، لتستقل البلاد، وتصبح “هايتي” الجمهورية السوداء الأقدم في العالم.
سيطرة استعمارية أخرى
بعد رحيل الفرنسيين خافت الإمبراطورية البريطانية العظمى على مصالحها القريبة من الجزيرة، وهو ما دفعها للسيطرة القمعية على الجزيرة، وأعادت بها العبودية لتصطدم بسكانها.
الإمبراطورية البريطانية لم تصطدم فقط بسكان الجزيرة، بل اصطدمت أيضًا بانتشار”الحمى الصفراء” التي أصابت أعدادا كبيرة من البريطانيين، وتوفي بها أكثر من 6 آلاف من القوات الملكية، بعد عرض تفشى بينهم هو “القيء الأسود”.
هايتي تودع الديكتاتورية
سنة بعد سنة تقلبت هايتي بين براثن الديكتاتورية، إلا أنه بحلول عام 1990 وبانتخاب جان برتران رئيسًا للبلاد أغلقت “هايتي” صفحتها مع الديكتاتورية.
السكان والثقافة
يبلغ تعداد السكان حوالي 325 شخصًا لكل كيلومتر مربع، 95% منهم من أصحاب البشرة السمراء، و5% من البيض من أصول قوقازية – أفريقية مختلطة، ويدين معظمهم بـ”الفودو”، وهي مزيج بين المعتقدات الأفريقية والمسيحية الكاثوليكية، إلى جانب المسيحية البروتستانتية.
وتُعد اللغة الفرنسية، إحدى لغتين رسميتين، ويتحدثها 10% من السكان بطلاقة، واللغة الثانية هي لغة الكربول، كما تُستخدم الإنجليزية والإسبانية بين قطاع واسع من السكان.
ومن التقاليد الشعبية اختبار قدرة السكان على أكل الفطائر المصنوعة من الطين والملح والماء وبعض الزبدة، والتي تعطي إحساسًا طويلًا بالشبع.
النظام الرئاسي في هايتي
يُنتخب الرئيس كل 5 سنوات، إلا أن 80% من سكانها يعيشون تحت خط الفقر، ويعيش ثلثا السكان على الزراعة، إلا أن الموقع الجغرافي والأعاصير يسببان تدمير المحاصيل.
ومن أشهر محاصيل “هايتي” المانجو وقصب السكر والأرز والذرة والخشب.