▪︎ مجلس نيوز
فبعد مرور عقود من الزمن ما زالت أفغانستان لا تنعم بالسلام، فحركة طالبان موجودة بقوة على الأرض بل وتحقق مكاسب جديدة من خلال سيطرتها على قرى ومدن في الجنوب مع استمرار فلول تنظيم القاعدة وداعش بقوة التي ستنشط حتماً من جديد ويشجعها بلا شك على الرحيل لآخر القوات الغربية المتبقية، إذ يؤكد الخبراء أن تتجه أفغانستان لموجات جديدة من الإرهاب وإعادة تمركز الإرهابيين الأجانب من باكستان وآسيا الوسطى والغرب إلى أفغانستان لإعادة التموضع وفتح معسكرات التدريب على العمليات الإرهابية، ولن يكون الغرب قادراً على التصدي لهم لأن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان سيكون قد اكتمل بالفعل في سبتمبر القادم من دون أي ترتيبات حقيقية على الأرض للحكومة الأفغانية التي ما زالت تعاني من ضغف المؤسسات الأمنية والعسكرية، وعدم تحقيق اختراق حول محادثات السلام بين الحكومة وطالبان التي تزداد قوة يوماً بعد يوم، بينما تشن تنظيمات القاعدة وداعش هجمات أكثر جرأة من أي وقت مضى، فسيكون من الصعب لحكومة كابل التعامل مع مرحلة ما بعد الانسحاب مع غياب التواجد العسكري الأمريكي وضعف البنية التحتية الأمنية الأفغانية وعودة طالبان بقوة للساحة العسكرية، والتي من المؤكد أنها ستتهيأ للتخطيط لهجمات إرهابية من مخابئها في أفغانستان خصوصا أن قائد الجيش الأمريكي السابق الجنرال جاك كين في حديث لراديو بي بي سي قد حذر من وجود احتمال كبير لعودة القاعدة وداعش إلى الظهور مجدداً، وتوقعات بسيطرة طالبان مرة أخرى على العاصمة كابل. الصورة الأمنية المستقبلية لأفغانستان مبهمة بشكل كبير كونها تفتقر لأدنى مقومات الأمن، أو أي أفق للسلام مع وجود كلفة بشرية هائلة أودت بحياة أكثر من 47 ألف مدني أفغاني ونحو 70 ألف جندي أفغاني، إضافة إلى 2442 جندياً أمريكياً، وكلفة مادية تقدر بنحو 2.26 تريليون دولار.