▪︎ مجلس نيوز
قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. سعود الشريم إن نقد المرء ذاته من أنبل المهمات وظيفة، وأجرؤها شجاعة، إبان ثقلها على نفس المرء، وما يتبعها من كسر كبريائها وأطرها على الصواب أطرا، لأن بها تصحيح الخطأ، واستبدال الزين بالشين والحسن بالسيئ، ولا أحد أدرى بعيب المرء وخطئه من نفسه مهما خلق لنفسه من معاذير «بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره».
عيوب الآخرين
وأشار د. الشريم خلال خطبة الجمعة أمس، إلى أننا بحاجة ماسة إلى أن ينقد كل فرد منا ذاته دون تردد أو وجل أو تسويف، ليصقلها صقلا يحجبه عن إبصار عيوب الآخرين والعمى عن القذاة في عينه، وإن في قول الله «ولا أقسم بالنفس اللوامة» لدليلا بينا على أهمية نقد الذات ولومها وتقويمها ومعاهدتها دون غفلة، وإن الله لا يقسم في كتابه إلا بشيء ذي شأن عظيم، مبينأ أن النفس كالشريك الخوان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك.
مناوشات اجتماعية
وذكر أن كثيرا من المناوشات الاجتماعية والمصادمات الأخلاقية ما هي إلا محصلة إهمال نقد الذات وخطمها بخطام الوعي والمنطق والواقعية، وتهيئتها لإدراك حقيقتها، وأنها ذات كغيرها من الذوات، لها حسنات وعليها سيئات، وهي تصيب وتخطئ، وتفرح وتحزن، فهي ليست في معزل عن حقيقة الحياة، ولا ينبغي حملها على خلاف حقيقتها، لأن التكلف مذموم والتصنع تزوير، وليس للمرء إلا أن ينظر إلى ذاته على حقيقتها، وأن يكون كما هو دون تزويق.
حب الصحابة
وفي المدينة المنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ د. عبدالمحسن القاسم عن منزلة رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ونشأته وصفاته وسيرته، ونصرته للنبي صلى الله عليه وسلم ومحبته لصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، مؤكدا أن حب الصحابة والذب عنهم، ونصرتهم، والاقتداء بهم دين وقربة واتباع لأمر الله ونهج رسوله.
خير العباد
وبين فضيلته أن الله خلق العباد وفاضل بينهم، وخير العباد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فاصطفاه لنفسه، وابتعثه برسالة، وخير صحب للرسل أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وخيرهم خلفاؤه الأربعة من بعده، وأكملهم وأعلاهم منزلة الصديق الأكبر، ثم عمر الفاروق، ثم ذو النورين عثمان، ورابع الأربعة العظماء علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم.
كريم المعشر
وأضاف الشيخ القاسم: كان كريم المعشر حسن الخلق، وفيا معترفا بفضل من سبقه، موقرا للخلفاء قبله مظهرا لمحبتهم، فبادر إلى بيعة أبي بكر رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بايع عمر وعثمان في خلافتيهما، وكان لثلاثتهم نعم الوزير والمستشار في القضاء والحرب والفتوى، وقام في الناس بالعدل، لا يحيد عن الكتاب والسنة، وكان يتحرى سنة الخلفاء الراشدين من قبله، ويعمل بها ولا يخالفها، وكان قاضيا لا يداني في الفصل بين الخصوم، بل كان أقضى الصحابة وأدقهم نظرا في الخصومات، بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن قاضيا وقال عمر رضي الله عنه «أقضانا علي».