▪︎ مجلس نيوز
لمواصلة الحديث عن تأثيرات تداعيات فيروس كورونا على الحياة الاجتماعية والاقتصادية للناس، فقد تعرضت النساء لخسائر من حيث سلامتهن الشخصية. وفي حين تعد البيانات حساسة ولا يسهل الحصول عليها، تشير مصادر مختلفة إلى الاتجاه نفسه، وهو وجود ارتفاع كبير في العنف ضد المرأة. فقد زاد كثيرا عدد الاتصالات التي تلقتها خطوط المساعدة، وعدد الحالات في سجلات مقدمي الخدمة وفي تقارير الشرطة، وفي حالات قليلة في المسوح المخصصة حول هذا الموضوع. على سبيل المثال: في إندونيسيا أفاد 83 في المائة ممن شاركن في المسح أن هناك زيادة في العنف على يد شريك الحياة في مجتمعاتهن المحلية، بسبب فيروس كورونا.
وكما هو الحال مع التعليم، ليس لدينا إجابة كاملة وموحدة، عندما يتعلق الأمر بما إذا كانت معدلات حمل المراهقات ومعدلات زواج الأطفال قد تأثرت بفيروس كورونا، وإلى أي مدى تأثرت به. إننا بحاجة إلى بيانات أكثر وأفضل، ونحتاج إليها بصفة عاجلة.
في حقيقة الأمر، تحد ندرة البيانات من مدى صياغة نقاط رئيسة واضحة بعد مرور عام على تفشي الجائحة. وتؤثر القيود في جمع البيانات على جودة المعلومات التي يمكن تقديمها ومدى عمقها. وجاءت المعلومات عن الآثار الاجتماعية – الاقتصادية لفيروس كورونا إلى حد كبير من المسوح التي جرت من بعد، والتي تنطوي على تحديات في قياس آثار فيروس كورونا على الجنسين، بما في ذلك ما يتعلق باختيار المشاركين في هذه المسوح، وطول المسح، وتغطية الموضوعات. وفيما يتعلق بالعنف ضد النساء والفتيات، لم يقم سوى عدد قليل من المسوح بتقييم معدلات إبلاغ النساء عما يتعرضن له من عنف، في حين تستند معظم مصادر البيانات الأخرى إلى مقدمي الخدمات، أو تقارير الشرطة، أو تحليل وسائل التواصل الاجتماعي. علاوة على ذلك، يعد التعليم وزواج الأطفال وحمل المراهقات أبعادا تكون فيها البيانات والتحليلات نادرة للغاية، حيث لا يمكن استخلاص أي استنتاجات منها.
على الرغم من تلك المحاذير، يمكننا أن نرى بوضوح أن فيروس كورونا يلقي بظلال مختلفة على حياة الرجال والنساء وموارد رزقهم. والأهم من ذلك، أنه أثار أسئلة حول أفضل السبل للاستجابة لضمان قدرة الجميع على الصمود في مرحلة التعافي. لقد ألقت البيانات المتوافرة لدينا ضوءا جديدا على المساواة بين الجنسين، وعلى عدم التكافؤ فيما يتعرضا له من آثار فيروس كورونا. وسيتمثل التحدي الرئيس اليوم في استخدام هذه البيانات والتحليلات الجديدة وتحويلها إلى إجراءات على صعيد السياسات تقودنا إلى الخروج من الأزمة ونحن أشد قوة وأكثر استعدادا للمستقبل. إن الفجوات بين الجنسين على مستوى القدرات والفرص الاقتصادية والمسؤولية، التي سبقت تفشي الجائحة، اتسعت غالبا أثناء هذه الأزمة. وثمة حاجة إلى تضافر الجهود لتمكين النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، ليس لتضييق تلك الفجوات المتسعة بين الجنسين وسدها فحسب، ولكن أيضا للحيلولة دون التخلي عن النساء والفتيات مرة أخرى في الصدمات اللاحقة.