▪︎ مجلس نيوز
تنطلق اليوم أعمال الاجتماع الوزاري رقم 181 لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك، ويعقبه الاجتماع الوزاري رقم 18 لـ”أوبك” وحلفائها من المنتجين المستقلين المعروف باسم “أوبك+”، وذلك في إطار اجتماعات شهرية لتقييم تطورات السوق.
ويرأس اجتماع “أوبك+” الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي ونظيره الكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي، وذلك بحضور محمد باركيندو أمين عام “أوبك” والدول الأعضاء وسكرتارية “أوبك”.
ويناقش الاجتماعان تطورات السوق النفطية وأحدث بيانات العرض والطلب والمخزونات، على أن يقرر الاجتماع الثاني حجم الإمدادات النفطية الملائمة للمجموعة بدءا من آب (أغسطس) المقبل، وسط تكهنات عن زيادة مرتقبة استجابة لتعافي الطلب بشكل واسع أخيرا مع انتشار اللقاحات ورواج موسم السياحة والسفر والطيران والقيادة في عديد من دول العالم، خاصة في الولايات المتحدة.
كما يراجع اجتماع “أوبك+” مستوى امتثال المنتجين لتخفيضات الإنتاج ولتخفيف القيود على الإنتاج الذي بدأ في أيار (مايو) حتى تموز (يوليو) لإعادة نحو مليوني برميل يوميا من التخفيضات القياسية السابقة المرتبطة بجائحة كورونا.
وذكر تقرير لمنظمة أوبك – عن اجتماع اللجنة الفنية الذي يسبق الاجتماعات الوزارية مباشرة – أن اللجنة الفنية لمجموعة “أوبك+” عقدت اجتماعها الـ53 عبر الفيديو لمراجعة آخر التطورات في سوق النفط ومناقشة الآفاق المستقبلية.
وأشار إلى انعقاد الاجتماع استعدادا للاجتماع الـ31 للجنة المراقبة الوزارية المشتركة JMMC والاجتماع الوزاري الـ18 لـ”أوبك” وغير الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، ونوه بتشديد محمد باركيندو أمين عام “أوبك” على الدور الحيوي الذي تقوم به لجنة المراقبة الفنية للمجموعة في تقديم تحليلات فنية عالية الجودة لآخر تطورات سوق النفط ولا سيما أن الأبحاث والتقييمات التي أجرتها اللجنة تخدم كمدخلات حاسمة في عملية صنع القرار في مجموعة “أوبك+”.
وفيما يتعلق بوضع سوق النفط، نوه التقرير بإشادة الأمين العام بالالتزام الثابت والجهود الحثيثة التي أبدتها الدول الأعضاء في “أوبك+” منذ تفشي وباء كورونا، مؤكدا أنه من الواضح أن الأعضاء في “أوبك+” يواصلون لعب دور مهم وقيم في تسريع عملية إعادة التوازن إلى سوق النفط الخام.
وفي إشارة إلى الجائحة وعملية التعافي، قال باركيندو “إن الصورة الأكثر إشراقا بشكل عام فيما يتعلق بجهود التعافي من الجائحة أدت إلى تحسن كبير في ظروف سوق النفط وآفاق النمو المستقبلي”.
وأشار إلى ما ورد في إصدار حزيران (يونيو) لـ”أوبك”، حيث توقع تقرير سوق النفط الشهري الصادر عن منظمة أوبك ارتفاع الطلب العالمي على النفط بمقدار ستة ملايين برميل يوميا في 2021 بينما من المتوقع أن يبلغ معدل النمو الاقتصادي العالمي 5.5 في المائة في الفترة نفسها.
وذكر التقرير أن الاجتماعات الوزارية والفنية لتحالف “أوبك+” تركز على تحليل تطورات سوق النفط ومراقبة مطابقة تعديلات الإنتاج الطوعية الخاصة بالدول الأعضاء والتوصية بمزيد من الإجراءات.
وفي سياق متصل، عادت أسعار النفط الخام إلى تسجيل مكاسب جديدة قبل ساعات من انطلاق اجتماعات “أوبك”، و”أوبك+” على المستوى الوزاري، حيث تلقت دعما من انخفاض المخزونات الأمريكية إضافة إلى تعافي وتيرة الطلب العالمي نتيجة تخفيف قيود الإغلاق وانتشار لقاحات كورونا وموسم القيادة في الولايات المتحدة.
ويقول لـ”الاقتصادية”، مختصون ومحللون نفطيون “إن صعود أسعار النفط مجددا يرجع إلى انخفاض المخزونات وترقب قرار مجموعة “أوبك+” بشأن زيادة الإنتاج في آب (أغسطس)”، مشيرين إلى أن المجموعة حريصة على التوافق والإجماع ولذا قد يحتاج الأمر إلى مزيد من التباحث والنقاش لتوحيد الرؤى والتغلب على تباينات ووجهات النظر المختلفة لدى بعض المنتجين بشأن سياسة الإنتاج الملائمة والمناسبة للفترة المقبلة.
وفي هذا الإطار، يقول جوران جيراس مساعد مدير بنك “زد إيه إف” في كرواتيا “إن بعض أعضاء “أوبك+” يدعمون زيادات أكبر في الإمدادات وربما أبرزهم روسيا استنادا إلى التعافي الكبير في الطلب على النفط الخام والوقود بينما تتمسك السعودية وعديد من الدول المنتجة بالحذر الشديد في التعامل مع تطورات السوق بسبب الانتشار السريع لسلالة “دلتا” الجديدة وتأثيرها المحتمل في كبح تعافي الطلب”.
وأوضح أن السوق على الأرجح ستستمر في حالة التقلبات انتظارا لصدور القرار النهائي لمجموعة “أوبك+” بنهاية اليوم، مشيرا إلى أن وتيرة المكاسب على الأرجح ستستمر حتى لو حدثت زيادات متوسطة في الإمدادات، لافتا إلى ارتفاع أسعار النفط بنحو 50 في المائة، هذا العام مع إعادة فتح اقتصادات رئيسة مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين مدعومة بحملات التطعيم الشاملة.
ويضيف الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة أن “السعودية كانت محقة في الحذر نظرا إلى هشاشة السوق وأن اشتراطها تعافي الطلب قبل زيادة الإمدادات يعكس الرغبة في حماية السوق من أي خلل ودفعها نحو مزيد من التوازن”، مشيرا إلى أن الانتشار الأخير لمتغير “دلتا” يهدد بإبطاء التعافي المستمر للطلب العالمي.
وذكر أن تجدد إصابات الوباء أصبح مصدر قلق جديد يحد من الثقة باستعادة كاملة لاستقرار سوق النفط خاصة مع قيام المصافي التي تركز على التصدير في آسيا بخفض معدلات المعالجة في مؤشر على تراجع الاستهلاك وتجدد عثرات الطلب.
أما فيتوريو موسازي مدير تنمية الأعمال في شركة “سنام” الإيطالية للطاقة فيقول “إن انتعاش الطلب المستمر يرجح معه أن يقر تحالف المنتجين الذي يضم 23 دولة عودة بعض الإمدادات المتوقفة والتي تم إيقافها عندما انهار الطلب العالمي في العام الماضي”، مشيرا إلى توقعات بعض الدوائر التحليلية أن تقر “أوبك+” زيادة قدرها 550 ألف برميل يوميا.
وأوضح أن احتمال زيادة المعروض أكبر من المتوقع من “أوبك+” ما زال ضعيفا بسبب النهج الحذر للمجموعة، مشيرا إلى أن تخفيف ضيق السوق قد يحتاج إلى بعض الوقت لحين استنزاف فائض المخزونات بشكل كامل واستقرار وتيرة نمو الطلب بعد النجاح في السيطرة على الخطر الجديد المتمثل في تحورات الفيروس، مرجحا أن تكون هناك حاجة إلى مزيد من المعروض من “أوبك+” لتحقيق التوازن في سوق النفط بحلول 2022.
وتوضح الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة أن استمرار وجود متغير “دلتا” سيحد كثيرا من مكاسب سعرية أوسع كانت ستتحقق في الفترة المقبلة، لكن ستبقى الأسعار متماسكة وتنمو بدعم من تراجع مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة، حيث يسير موسم القيادة الصيفي جيدا.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط في السوق الأوروبية أمس، لتواصل مكاسبها لليوم الثاني على التوالي، بعد انخفاض كبير في المخزونات التجارية في الولايات المتحدة على حسب بيانات أولية لمعهد البترول.
وارتفع الخام الأمريكي بأكثر من 0.3 في المائة، إلى مستوى 73.69 دولار، من مستوى الافتتاح عند 73.44 دولار وسجل أدنى مستوى عند 72.84 دولار، وصعد خام برنت بنحو 0.3 في المائة، إلى مستوى 74.84 دولار للبرميل، من مستوى الافتتاح عند 74.62 دولار، وسجل أدنى مستوى عند 73.96 دولار.
وحقق الخام الأمريكي عند تسوية الثلاثاء، ارتفاعا بنسبة 0.9 في المائة، بعدما سجل في وقت سابق أدنى مستوى في أسبوع عند 72 دولارا للبرميل، وصعد خام برنت بنحو 0.1 في المائة، بعدما سجل مستوى 73.38 دولار للبرميل الأدنى منذ 21 حزيران (يونيو) الجاري.
وفي بيانات أولية أعلن معهد البترول الأمريكي الثلاثاء انخفاض المخزونات التجارية في البلاد بنحو 8.2 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 25 حزيران (يونيو)، في سادس انخفاض أسبوعي على التوالي، متجاوزا توقعات الخبراء انخفاضا بنحو 4.7 مليون برميل.
وعلى حسب تلك البيانات انخفض إجمالي المخزونات التجارية في الولايات المتحدة إلى نحو 457.4 مليون برميل، الذي يعد أدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي في 20 آذار (مارس) 2020، في علامة قوية لمستويات السحب والطلب في أكبر مستهلك للوقود في العالم.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 73.34 دولار للبرميل يوم الثلاثاء مقابل 73.84 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك الأربعاء “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني تراجع له على التوالي وإن السلة كسبت بضعة سنتات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 73.13 دولار للبرميل”.