▪︎ مجلس نيوز
يحظى البحر الأحمر بمزايا فريدة جعلته من أكثر البحار غموضا وجمالا، لعل وجود “الجبال” المرجانية الفريدة في هذا المحيط الرائع بألوانه الساحرة دليل على تفرده وتميزه العجيب. استغربت كثيرا أن مكونات هذا البحر من الشعاب المرجانية لم تستغل منذ وقت مبكر.
تسببت الشعاب المرجانية في تعقيد عمليات الملاحة، خصوصا لغير الخبراء، ومنعت إنشاء عديد من الموانئ، بل جعلت بناء موانئ جديدة عملية معقدة تستدعي الخلاص من شعاب مرجانية كثيرة، وتحويل المسارات الطبيعية في مواقع شتى، وعندما نحول المعوقات إلى حوافز نكون قد حققنا التغيير المفيد للبيئة وللإنسان.
تلكم الازدواجية تجعل التفكير في وجود محمية طبيعية على شكل حديقة مرجانية داعية للتأمل والإعجاب، فعندما قررت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بالتعاون مع “نيوم” البدء في المشروع الجديد، كسبت ثقة كثير من محبي “القلزم”، وستكون بداية لتفكير مختلف يحول السلبيات لإيجابيات بحكم الممارسة الجديدة والنظرة المختلفة لمفاهيم عملية وجيولوجية كانت من ضمن المحظورات في زمن مضى.
نحن اليوم في زمن التغيير والتفكير المختلف، وهذا ما يجعل بناء حديقة بيئية مرجانية تبرز جمال هذه المنطقة أمرا أساسيا في تغيير النظرة العامة لهذه الشعاب، التي كانت دوما مثار الخوف والوجل من قبل كل من يسكن حول، أو يحاول أن يبحر في هذه المنطقة الجميلة.
جزيرة شوشة على موعد مع المشروع المهم “حديقة جزيرة شوشة المرجانية”، الذي يهدف إلى استثمار مساحة إجمالية تتجاوز مليون متر مربع، لتكون موقعا لحماية ونمو أكثر من ألف نوع من الأسماك و300 نوع من الشعاب المرجانية، التي تنفرد بها المنطقة لتكون باكورة مهمة في التعامل الإيجابي مع الشعاب المرجانية.
إن الاهتمام، الذي ينتشر في المرحلة الحالية بالبيئة وتطوير الخدمات، التي تحميها ودعم الباحثين عن وسائل حديثة لتحقيق ذلك، يجعل تدخل “كاوست” في المشروع مندوبا، بل يجعلنا نتوقع مزيدا من التقنيات في مجال الحماية البيئية. التقنية التي تستخدم هذا المشروع هي من إنتاج الفكر الإبداعي في “كاوست”، وهي تقنية تسمى مارينكتشر، وأزعم أنها ستكون فاتحة لمزيد من التحولات البيئية من خلال البحث العلمي. يتم استخدام هذه التقنية للمرة الأولى على مستوى العالم، وهو ما يجعلنا نستبشر الخير في المقبل من الأيام، ويوجد المزاوجة المطلوبة والتعاون المأمول بين مراكز البحث وواقع الحياة.