▪︎ مجلس نيوز
قبل زمن ليس بالبعيد، قرر مالك شركة كبيرة اختيار ابنه البكر رئيسا تنفيذيا، خصوصا وأن الابن قد فهم طبيعة العمل ويمتلك (الشهادة الكبيرة)، وربما بسبب ضغوط عائلية أيضا من المدام والأبناء والإخوان، المهم.. اتخذ القرار وباشر الابن البكر مهام منصبه الجديد في أعلى الهرم الإداري. استطاع الأب الذي أسس وبنى هذه الشركة لبنة لبنة أن (يعدي السنة الأولى وهو ساكت، على نظام .. اللي في المدرج يتفرج)، يملؤه الأمل بأن السنة القادمة سوف تكون أفضل.
إلا أن الابن (جاب العيد) في السنة الثانية، ونزل صاحب الحلال من المدرج إلى أرض الملعب مستبدلا الكابتن (الابن) بشخص غريب، لا قرابة تجمعه به ولا صداقة، كل ما كان يميز ذاك الشخص الغريب أنه «إداري ناجح»، والنتيجة كانت نمو أرباح الشركة (وامتلأ جيب صاحب الحلال وجيب ابنه البكر وأرصدة بقية الإخوان والأخوات).
مؤسسات الطوافة وبعد تحولها إلى شركات مساهمة تخوض مرحلة انتخابات مهمة جدا، يتم فيها اختيار أعضاء مجالس الإدارة لهذه الشركات، أعضاء سوف يكون لهم دور مهم في تشكيل مستقبل الشركات الجديدة، أعضاء من الضروري أن يكونوا على قدر المهمة الكبيرة.
وعملية اختيار أعضاء هذه المجالس سوف تكون مسؤولية الناخبين وهم مساهمو الشركات «مطوفو مؤسسات الحج سابقا»، وهي مسؤولية تحتم عليهم ضرورة اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، فهذه الانتخابات تختلف تماما عن أي انتخابات أخرى حصلت في العقود الماضية.
والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن الناخب الآن ولا بد أنه سيوجهه إلي: «ما الفرق بين الانتخابات السابقة والانتخابات الحالية .. خصوصا وأنني قد انتخبت ابن عمي سابقا (لأنه فقط ابن عمي)، والأمور كانت تمام؟ الإجابة ببساطة هي أن المعطيات قد اختلفت تماما، فعلى سبيل المثال لا الحصر.. إن لم يكن مجلس الإدارة قادرا على الاستثمار فسوف يشتري الخدمة من شركة حج أخرى، وسوف يظل يصرف على الشراء ويبقى رأس المال يراوح مكانه أو ينمو بشكل ضئيل جدا.
ومن ناحية أخرى إن لم يكن مجلس الإدارة قادرا على تقديم الخدمات للحجاج بجودة مرضية، فسوف يفقد شريحة منهم كانت في زمن سابق «صفقة مضمونة للمؤسسة». إن لم يكن مجلس الإدارة قادرا على تسويق شركته بشكل جيد فسوف تكون الاستثمارات بلا عمل والموظفون بلا إنتاجية.
وتذكر… لن تستطيع النزول من المدرج إلى أرض الملعب لتبديل ابن عمك إلا بعد 5 سنوات.
ALSHAHRANI_1400@