▪︎ مجلس نيوز
انطلقت اليوم الأربعاء، في جنيف، أعمال القمة المرتقبة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي جو بايدن، وتوجه الرئيسان إلى فيلا “لا غرانج”، التي تستضيف المباحثات وكان في استقبالهما الرئيس السويسري، غي بارميلان.
في بداية اللقاء قال الرئيس السويسري كلمة ترحيبية عند أبواب”لاغرانج”، ثم تصافح الرئيسان الأمريكي والروسي، وتوجها إلى مقر انعقاد القمة، إلا أنه قبل لقطة المصافحة هذه، وقعت تفاصيل كثيرة أدت بنا إلى القمة، وفي هذا التقرير نستعرض أبرزها.
https://www.youtube.com/watch?v=G0HSxeTJWis&ab_channel=RTArabicتصريحات
قبل القمة بساعات، صرح نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، بأن وضع الخطوط العريضة للعمل بشأن قضايا الحد من التسلح سيكون إنجازا مهما لاجتماع القائدين، فيما من الممكن أن يتباحث الرئيسان بشأن تبادل السجناء.
وأِشار ربابكوف إلى أن روسيا مستعدة للنظر مع الولايات المتحدة في أي خيارات لتطبيع عمل البعثات الدبلوماسية، بما في ذلك العمل بالتدريج خطوة بخطوة، لكن موسكو تفضل أن يتم الرفع التام المتبادل لجميع الإجراءات التقييدية.
ولا يُستبعد أيضا أن يعود سفيرا البلدين إلى أعمالهما بعد القمة الروسية الأمريكية، وكان جرى استدعاؤهما في وقت سابق إلى موسكو وواشنطن للتشاور.
بوتين قاتل؟
وسئل الرئيس الأمريكي، أمس الثلاثاء، عما إذا كان لا يزال معتقدًا أن نظيره الروسي قاتل، مثلما وصفه من قبل، ليجيب بأنه لا يعتقد أن الأمر مهم بالنسبة للقمة، مشيرًا إلى أنه أجاب بصدق في المقابلة الماضية مع شبكة “إيه بي سي” الأمريكية في مارس الماضي.
https://www.youtube.com/watch?v=Kr8p4WxxzKc&ab_channel=AlArabiya%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9بداية القصة
في مارس الماضي، تبادل الرئيسان الأمريكي جو بايدن، والروسي فلاديمير بوتين، اتهامات بالقتل في تصريحات إعلامية، أحدثت ضجة كبيرة، ووصف الرئيس الأمريكي- المنتخب للتو وقتها- جو بايدن، نظيره الروسي بالقاتل، وفي المقابلة نفسها، التي أجريت مع المذيع الشهير جورج ستيفانوبولوس، في تلفزيون “إيه بي سي” الأمريكي، قال إن بوتين سيدفع “ثمن” التدخل في الانتخابات الأمريكية عامي 2016 و2020.
وبعد انطلاق الاتهام الأول، علق بوتين على الاتهام قائلًا، إن القاتل من يصف الآخر بذلك، مضيفًا أنه دائما ما نرى مواصفاتنا في شخص آخر ونعتقد أنه مثلنا.
مصير العلاقات
ورغم تصريحات بايدن- بوتين، الإعلامية، فإن بوتين شدد في اللقاء نفسه الذي علق فيه على الاتهام، على أن بلاده لن تقطع علاقاتها بواشنطن، بل ستعمل على ما يصب في مصلحة بلاده.
في الوقت نفسه، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن تصريحات الرئيس الأمريكي سيئة جداً، ومن الواضح أنه لا يريد تحسين العلاقات مع بلدنا”، مضيفاً: “من هذا المبدأ سننطلق من الآن فصاعداً”.
لكن موسكو استدعت سفيرها في واشنطن لإجراء مشاورات حول سبل تصحيح العلاقات الروسية-الأمريكية”، بحسب ما أعلنت السفارة الروسية في الولايات المتحدة، وقالت السفارة إن التصريحات المتهورة لمسؤولين أمريكيين يمكن أن تؤدي إلى انهيار العلاقات التي تشهد خلافا كبيرا أساسا.
عقوبات
وفي أبريل الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات واسعة على روسيا، تشمل إجراءات تستهدف 32 شخصا وكيانا وتطبيق حظر على شراء سندات الحكومة الروسية بدءا من 14 يونيو وطرد 10 دبلوماسيين روس، لترد موسكو لاحقا على هذه الإجراءات بطرد 10 دبلوماسيين أمريكيين وخطوات أخرى.
اقتراح القمة
في اتصال هاتفي جمع بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي في 16 أبريل 2021، اقترح بايدن على بوتين عقد قمة ثنائية هذا الصيف في أوروبا لمناقشة كامل دائرة الخلافات بين البلدين، بينما أكدت موسكو وواشنطن لاحقا مناقشتهما التحضير للاجتماع.
وفي 4 مايو الماضي، أعلن بايدن، أنه يأمل في عقد لقاء مباشر مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في أوروبا خلال شهر يونيو، وقال بايدن، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، ردا على سؤال حول ما إذا كان يقترح عقد لقاء مع بوتين خلال جولته إلى أوروبا للمشاركة في قمتين للناتو ودول مجموعة “G7” في شهر يونيو، إن هذا ما يأمله ويتوقعه.
بعد ذلك بأيام، وتحديدًا في 7 مايو الماضي، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه يتوقع أن يتمكن من لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قريبا، فيما العمل مستمر على تحديد مكان وزمان هذا اللقاء، وقال بايدن: “أنا متأكد من أنه يمكننا القيام بذلك، لكن الآن لا يوجد وقت محدد أو مكان محدد، نحن نعمل على ذلك”.
الموعد والمكان
في 25 مايو الماضي، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، في بيان لها إن الرئيسين سيلتقيان في جنيف السويسرية في يونيو 2021، وسيناقش الزعيمان عددا كبيرا من القضايا الملحة، في إطار السعي لاستعادة الثقة والاستقرار في العلاقات الأمريكية-الروسية.
فيما أكد الكرملين، في بيان له تزامنًا مع تصريحات ساكي، إن روسيا تطلع لمناقشة الأوضاع الخاصة بتطورات العلاقات، ومشاكل الاستقرار الاستراتيجي بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالأجندة الدولية، بما في ذلك الاستجابة لجائحة فيروس كورونا وتسوية الصراعات الإقليمية.
ثم أعلنت الرئاسة الروسية أن اللقاء بين الرئيسين سيقام في مدينة جينف في الوقت في 16 يونيو، وأنه سيكون اللقاء الأول بين بوتين وبايدن منذ انتخاب الثاني رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.
الإعلان
في الأول من يونيو الجاري، أعلنت روسيا، رغم التصريحات المتبادلة التي تعكس روحًا إيجابية، أنها لا تتوقع اختراقًا دبلوماسيًا خلال القمة بين الرئيسين.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في مؤتمر صحفي افتراضي، إنه لا أوهام لدى بلاده، ولا محاولة لإعطاء الانطباع بأنه سيتحقق اختراق، أو تُتخذ قرارات تاريخية تؤدي إلى تغييرات أساسية.
ورغم تصريحات الخارجية الروسية، فإن نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، دميتري ميدفيديف، أكد أن لقاء الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن، فرصة لمناقشة القضايا المعقدة بين البلدين.
وقال إن العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة والدول الأوروبية، تدهورت بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية، فيما نقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله إن القمة لن تشهد حديثا عن إعادة العلاقات لوضعها السابق.
وأشار بيسكوف، إلى أن روسيا لم تمر بأفضل الخبرات خلال المحاولات السابقة لإعادة العلاقات لوضعها السابق مع الولايات المتحدة.
استعداد منذ 50 عامًا
وفي 9 يونيو، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض إنه بعد عقود في مجلس الشيوخ وثماني سنوات كنائب للرئيس في عهد باراك أوباما، قام بايدن بواجبه، مضيفة أنه كان يستعد منذ 50 عاما، في إشارة إلى أول رحلة خارجية له بعد توليه الرئاسة، والتي ستشهد القمة المنشودة.
بينما قال بايدن، في مقال رأي نشره عبر صحيفة “واشنطن بوست”، إنه “يغادر إلى أوروبا في أول رحلة خارجية خلال رئاسته، حيث تدور الرحلة حول إدراك التزام أمريكا المتجدد تجاه حلفائها وإثبات أن الديمقراطيات يمكنها مواجهة التحديات وردع تهديدات هذا العصر الجديد”.
موضوعات القمة
بحسب الخدمة الصحفية للرئاسة الروسية، سيناقش بوتين وبايدن، آفاق العلاقات الروسية-الأمريكية، ومسائل الاستقرار الاستراتيجي والقضايا العالمية الملحة، بما في ذلك مكافحة جائحة فيروس كورونا وسبل حل النزاعات الإقليمية.
إقبال صحفي
وتشهد القمة المرتقبة إقبالًا صحفيًا، وقال المتحدث باسم الخارجية السويسرية، بيير آلان، إن أكثر من ألف صحفي قدموا طلبات، مؤكدًا أن خدمة المعلومات بوزارة الخارجية السويسرية تواصل التحقق من المعلومات المقدمة من أجل استكمال عملية الاعتماد في أقرب وقت ممكن.
ووفقًا لوزارة الخارجية السويسرية، سيعمل المركز الإعلامي في مركز المؤتمرات الدولي بجنيف في الفترة من 14 إلى 17 يونيو، وللوصول إلى المنشأة، سيتعين على العاملين في وسائل الإعلام تقديم إما شهادة التطعيم بلقاحات معتمدة من سويسرا أو الاتحاد الأوروبي أو منظمة الصحة العالمية، أو اختبار “بي سي آر” سلبي أو دليل على التعافي من فيروس كورونا.
نصائح ترامب
لم يخل الحديث عن القمة من سخرية الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، ونصائحه، فتمنى لبايدن حظًا سعيدًا في محادثاته مع بوتين، وخلال بيان له نصح بايدن بألا يغفو خلال الاجتماع، وأن ينقل أطيب التمنيات للرئيس الروسي.
كما نصح ترامب خلفه جو بايدن، قبل لقائه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن يفعل ما بإمكانه لينال احترام روسيا، مشيرًا إلى أنه عندما كان رئيسا استطاع أن يعقد اجتماعا ممتازا ومثمرا في العاصمة الفنلندية هلسنكي مع الرئيس الروسي، حسب قوله.
وأضاف أنه بالرغم من الأخبار الكاذبة التي صدرت لاحقا حول هذا اللقاء فإن الولايات المتحدة نالت الكثير، بما فيه احترام الرئيس بوتين وروسيا.
التوقعات
لا يستبعد الخبراء أن يعود سفيرا البلدين إلى أعمالهما بعد القمة الروسية الأمريكية، وكان جرى استدعاؤهما في وقت سابق إلى موسكو وواشنطن للتشاور.
يشار إلى أن الإدارة الرئاسية الروسية تحدثت عن عدم توقع حصول اختراقات في العلاقات الثنائية في هذه القمة، ويحتفظ الأمريكيون بنفس التوقعات، وصرح الرئيس الأمريكي في وقت سابق بأنه سيجري حوارا مع نظيره الروسي “من موقع القوة”.