▪︎ مجلس نيوز
الثورة الإيرانية ركزت خلال أربعة عقود على تطوير صواريخها الباليستية، وطائراتها المسيرة، ونجحت في تصدير ثورتها، ليس فقط للجيرة القريبة، ولكنها تتمادى وتحرق بلدا تلو الآخر، والنظام العالمي غير مستوعب لمدى الكارثة!
حرفة إيرانية عصرية، غطت على صناعة السجاد الإيراني، وحطمت أسعار الفستق واللوز.
إيران توزع صواريخها ومسيراتها بالمجان لكل مارق يمد يده، فنالت ميليشيات العراق عشرات الآلاف منها، مع دفع مرتبات ومخصصات كل ميليشي، يساعد على تثبيت سيطرة إيران على القرار البغدادي، وهي ترعى كل من يقف ضد الحكومة العراقية، وينفذ الاغتيالات، ويسحق الشعب، ويعتدي على المقار الدبلوماسية، والمطارات والقواعد، ويسهل إرسال الصواريخ والمسيرات للعمق السعودي.
الصواريخ الإيرانية كانت أهم عوامل سحق وتدمير سوريا، وقتل وتهجير شعبها.
وهي سطوة احتلال عمق لبنان بأيدي ميليشيات ذبحت حكومته واقتصاده وجيشه وشعبه.
صواريخ إيران ومسيراتها ظهرت بقوة في غزة بأيدي حماس والفصائل، لا بهدف تحرير فلسطين، ولكن لاستغلال ظروفهم الضنكة، في تدعيم مسارات حوارها مع أمريكا وأوروبا حول مفاعلها النووي.
صواريخ إيران ومسيراتها ظاهرة شاهرة في أرض اليمن، وبأيادي ميليشيات الحوثي، التي لا تكترث بالقوانين الدولية، وتوالي استهداف مدن السعودية، ومنشآتها الحيوية الاقتصادية والصناعية.
الصواريخ والمسيرات الإيرانية يتم القبض على شحناتها المهربة في الخليج، والبحر الأحمر، وبحر العرب، وما يتم ضبطه لا يعد شيئا بالمقارنة بما يصل لأيدي أشرار العالم.
الصومال وموريتانيا والمغرب والجزائر وإندونيسيا والفلبين محطات للتوزيع، والمؤكد أن اليابان ونيوزيلندا وأستراليا ستكون هدفها القريب.
الميليشيات المتناحرة في سائر أفريقيا تجد الصواريخ والمسيرات الإيرانية هداياها المجانية مع الفك والتركيب.
أفغانستان، وخصوصا بعد رحيل القوات الأمريكية أصبحت سوقا للهبات الصاروخية الإيرانية، والقادم مفزع للهند وباكستان وما جاورهما.
صواريخ ومسيرات إيران تصل شواطئ أوروبا، بتهريبها مع البترول والبتروكيماويات، وقريبا ستدخل أوروبا عوالم مصارعة الميليشيات المظلمة وجها لوجه.
أمريكا تكتشف شحنات الصواريخ والمسيرات الإيرانية في عرض المحيط الأطلسي، هدايا مجانية لفنزويلا وكوبا والمكسيك، وقريبا سينال العم سام وكندا حظهما الوفير منها، وبرسم التوصيل المجاني.
إيران، ورغم التضييق عليها سنوات طويلة، إلا أنها حققت أهدافها الأساسية، بإشعال العالم بأيدي المرتزقة والميليشيات، والعالم المتكاسل يستبعد غير مصدق بأن المسيرات والصواريخ أقرب إليه من كذبة أبريل.
هيئة الأمم المتحدة فاقدة الرؤية، أو أنها ترى جيدا، ولكنها عاجزة عن اتخاذ أي قرار أممي ضد انفلات الصواريخ الباليستية والمسيرات الإيرانية، وتظل تحلم بالحل المستحيل يحدث صدفة.
مجلس الأمن نهاية طرفية مسدودة لا يمكن الاعتماد عليها، فالفيتو الروسي والصيني يحميان الشرور المنفلتة لإيران بتفاني ويمدانها بحيوات جديدة.
العداء غير العقلاني بين حكومة بايدن، وإرث ما فعله سلفه دونالد ترمب يبرز العيوب الأمريكية بأبشع صورها، بالاستمرار في مسح كل ما فعله ترمب، مهما كان عقلانيا مفيدا للبشرية، وخصوصا معاقبة إيران وثورتها وصواريخها، وعرقلة تحويل مفاعلها إلى سلاح نووي، لصالح سلام الكرة الأرضية، غير أن العناد الديمقراطي الضيق البصيرة مستمر.
إسرائيل هي الجهة الوحيدة الأكثر وعيا وحذرا مما يحدث، ولها خطتها الذاتية المخترقة للداخل الإيراني، وما تفعله لتعطيل وإفشال سائر مقاصد الثورة الإيرانية الشريرة، وقبل أن تحمل رؤوس صواريخها الهدايا النووية المجانية على مدى مشارق الشمس.
shaheralnahari@