اجتمع أقرباء جورج فلويد وأصدقاؤه الثلاثاء (9 يونيو/ حزيران 2020) لوداعه في مدينة هيوستن، التي عاش فيها سنوات طويلة، بعد خمسة عشر يوما على موته اختناقا بيد شرطي أبيض، ما أطلق شرارة تظاهرات ضخمة في مختلف انحاء الولايات المتحدة.
وشارك سياسيون ونشطاء حقوقيون ومشاهير في وداع الأميركي من أصل أفريقي الذي وصفوه بأنه “عملاق لطيف”، قبل نقل نعشه الذهبي بواسطة عربة يجرها حصان إلى مثواه الأخير بجانب قبر والدته.
وعلى الرغم من أن المناسبة مهيبة، صدحت الموسيقى الفرحة والكلمات الوداعية في كنيسة “فاونتن أوف برايز” في جنوب هيوستن لوداع رجل لطيف وموهوب، أطلق موته حركة احتجاجية عالمية.
وقال آل غرين النائب عن تكساس إن “جورج فلويد غيّر العالم. سنجعل العالم يدرك أنه أحدث تغييرا”. وتابع “هناك مسؤولية ملقاة على عاتقنا تجاه كل فرد بألا نغادر اليوم بعد الاحتفال بحياته من دون أن نأخذ الخطوة التالية… لكي نضمن لأجيال المستقبل بأن هذا الأمر لن يتكرر”.
ومات فلويد في 25 أيار/ مايو خلال توقيفه بعدما ضغط عنصر أبيض في شرطة مينيابوليس بركبته على عنقه لنحو تسع دقائق وهو يستغيث “لا أستطيع أن أتنفس”، وقد تحوّلت كلماته الأخيرة إلى شعار للتظاهرات الاحتجاجية ضد عنف الشرطة والعنصرية.
قدّم المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن عبر الفيديو تعازيه لأولاد فلويد داعيا إياهم إلى “تغيير العالم للأفضل” باسم والدهم.
وسلّطت قضية فلويد الضوء على العلاقات المتكسرة بين السود والشرطة في الولايات المتحدة وخارجها، بعدما تخطّى زخم الحركة الاحتجاجية الأراضي الأميركية.وفي مشهد مناقض للتوتر الذي خيّم لأسبوعين على الولايات المتحدة، سادت أجواء السلام والأمل داخل الكنيسة وقد ألقى أقرباء فلويد وأصدقاؤه كلمات تأبينية في مراسم سيتولى فيها القس والزعيم الأميركي للحقوق المدنية آل شاربتون التأبين الجنائزي.
وتجمع أكثر من ستة آلاف شخص أمام الكنيسة لوداعه قبل جنازته التي حضرها بالإضافة إلى العائلة والأصدقاء نحو 500 مدعو بينهم الممثلان تشانينغ تيتوم وجايمي فوكس والملاكم فلويد مايويذر الذي أشارت تقارير إلى تكفّله بمصاريف الجنازة، وقد وضع الجميع الكمامات.
الشرطي شوفين يواجه السجن لـ40 عاما
وفي مينيابوليس مثل الشرطي ديريك شوفين من سجنه المشدد الحراسة بزي السجناء البرتقالي عبر الفيديو أمام القاضية. وبات الشرطي الأبيض يمثل حول العالم العنف الممارس من قبل قوات الأمن بعد انتشار فيديو صوّره أحد المارة يظهر فيه وهو يضغط لنحو تسع دقائق بركبته على عنق فلويد المثبت أرضا على بطنه مكبّل اليدين.
وفي الجلسة الأولى التي عقدت بعد أسبوعين من موت فلويد، حدّدت القاضية جانيس ريدينغ بمليون دولار قيمة الكفالة المالية مقابل إخلاء السبيل المشروط للشرطي البالغ 44 عاما، وتم تحديد موعد الجلسة المقبلة في 29 حزيران/يونيو.
وبعدما وُجّهت لشوفين بادئ الأمر تهمة القتل من الدرجة الثالثة، أعادت النيابة العامة توصيف الوقائع وشدّدت التهمة إلى القتل من الدرجة الثانية، بحيث تصل عقوبتها إلى الحبس 40 عاما في حال إدانته.
أما الشرطيون الثلاثة الذين كانوا يرافقونه عند توقيف فلويد، فوجهت إليهم تهمة التواطؤ ووضعوا قيد التوقيف، بعدما لم توجه إليهم أي تهمة في مرحلة أولى.
ص.ش/ع.ج.م (أ ف ب)
-
بالصور – الاحتجاجات ضد العنصرية تعم قارات العالم
باريس: احتجاج في متنزه لو شامب دي مارس
قبل بضعة أيام، قامت الشرطة الفرنسية بتفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع. وكان في البداية قد تم حظر المظاهرات التي أعلن عن تنظيمها عند برج إيفل وخارج السفارة الأمريكية. لكن مع ذلك، خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع ضد العنصرية، حتى خارج باريس. عنف الشرطة ضد السود منتشر بشكل خاص في الضواحي.
-
بالصور – الاحتجاجات ضد العنصرية تعم قارات العالم
لييج: مظاهرة رغم الحظر
بلجيكا، مثل معظم البلدان الأوروبية، لديها نصيب من الاستغلال الاستعماري وإخضاع مناطق أخرى من العالم: فقد كانت جمهورية الكونغو الديمقراطية الحالية مملوكة ملكية خاصة للملك ليوبولد الثاني، الذي تم إنشاء نظام الظلم العنصري نيابة عنه. وقد جرى التظاهر ضد العنصرية في بروكسل وأنتفيرب ولييج؛ على الرغم من الحظر المتعلق بفيروس كورونا.
-
بالصور – الاحتجاجات ضد العنصرية تعم قارات العالم
ميونيخ: بافاريا ذات التعددية
في مدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا، نظمت واحدة من أكبر المظاهرات في ألمانيا تجمع فيها 30 ألف شخص. كما خرجت مظاهرات في مدن ألمانية أخرى كبيرة منها كولونيا وفرانكفورت وهامبورغ. أما في برلين، فتحتم على الشرطة منع وصول المتظاهرين لبعض الوقت إلى ميدان ألكسندر بسبب توافد الكثير من الناس للمشاركة في المظاهرة.
-
بالصور – الاحتجاجات ضد العنصرية تعم قارات العالم
فيينا: 50 ألف متظاهر ضد العنصرية
في العاصمة النمساوية فيينا ذكرت الشرطة يوم الجمعة أن 50 ألف شخص تجمعوا، في واحدة من أكبر المظاهرات في السنوات الأخيرة، في البلد الذي شهد العام الماضي “فضيحة إيبيزا” والسقوط المدوي للائتلاف الحكومي اليميني في 2019. وبحسب صحفيين، كُتبت عبارة “حياة السود مهمة” على سيارة للشرطة.
-
بالصور – الاحتجاجات ضد العنصرية تعم قارات العالم
صوفيا: لفت الانظار للعنصرية في بلغاريا أيضا
كما هو الحال في العديد من البلدان الأوروبية الأخرى، تحظر بلغاريا حاليا التجمعات التي تضم أكثر من عشرة مشاركين. ومع ذلك اجتمع المئات في العاصمة صوفيا. المتظاهرون صرخوا بكلمات جورج فلويد الأخيرة “لا أستطيع التنفس”، لكنهم لفتوا الانتباه أيضا إلى العنصرية في المجتمع البلغاري.
-
بالصور – الاحتجاجات ضد العنصرية تعم قارات العالم
تورين: احتجاج في زمن كورونا
بسرعة، قامت هذه المرأة في تورين بتدوين مخاوفها السياسية على الكمامة التي لا تزال ضرورية بسبب كورونا: “حياة السود مهمة أيضًا في إيطاليا”. المظاهرات ضد العنصرية بما في ذلك تلك التي أقيمت في روما وميلانو، ربما تكون أكبر التجمعات التي شهدتها إيطاليا منذ بدء إجراءات كورونا. وإيطاليا هي واحدة من الدول المستقبلة الرئيسية للمهاجرين الأفارقة في الاتحاد الأوروبي.
-
بالصور – الاحتجاجات ضد العنصرية تعم قارات العالم
لشبونة: تحرك الآن!
“تحرك الآن” هي العبارة المكتوبة على هذه اللافتة التي رفعها هذان المتظاهران في العاصمة البرتغالية لشبونة. لم تتم الموافقة على المظاهرة، لكن الشرطة سمحت للمشاركين بالمسيرة. في البرتغال أيضا، هناك دائما عنف من قبل الشرطة ضد السود. وعندما تظاهر المئات بشكل عفوي بعد حادث مشابه في يناير/ كانون الثاني 2019، ردت الشرطة فأطلقت عليهم الرصاص المطاطي.
-
بالصور – الاحتجاجات ضد العنصرية تعم قارات العالم
مكسيكو سيتي: ليس فلويد فقط وإنما لوبيز أيضا
في المكسيك، لم يثر مقتل جورج فلويد الغضب في البلاد فحسب، بل لفت الأنظار لمصير عامل البناء جيوفاني لوبيز أيضا، الذي تم القبض عليه في مايو/ أيار في ولاية خاليسكو الغربية لعدم ارتدائه كمامة واقية. ويبدو أنه مات من عنف الشرطة. ويتزايد غضب المتظاهرين المكسيكيين منذ ظهور شريط فيديو قبل أيام قليلة عن عملية قبض الشرطة على لوبيز.
-
بالصور – الاحتجاجات ضد العنصرية تعم قارات العالم
سيدني: لا للعنصرية ضد السكان الأصليين
بدأت المسيرة في سيدني بمراسم دخان تقليدية. ولم يكن التضامن الصريح لما لا يقل عن 20 ألف مشارك مع جورج فلويد فقط، ولكن أيضا مع الأستراليين من السكان الأصليين (أبورجيون)، الذين كانوا أيضا ضحايا لعنف الشرطة العنصري. وطالب المتظاهرون بعدم السماح مرة أخرى بمقتل أي شخص منهم في حجز الشرطة.
-
بالصور – الاحتجاجات ضد العنصرية تعم قارات العالم
بريتوريا: بقبضة مرفوعة مثل مانديلا
القبضة المرفوعة في الهواء هي رمز لحركة # BlackLivesMatter (حياة السود مهمة) لكن الرمز أقدم بكثير؛ فعندما أطلق نظام الفصل العنصري سراح المقاتل من أجل الحرية، نيلسون مانديلا، من السجن في فبراير/ شباط 1990، رفع قبضته في طريقه إلى الحرية، مثلما فعلت هذه المحتجة في بريتوريا الآن. لا يزال البيض يتمتعون بامتيازات في جنوب أفريقيا. إعداد: دافيد إيل/ ص.ش