المناطق_الرياض
لم يستفق العالم المصدوم بعد من تبعات انفجار بيروت، الذي تشير أصابع الاتهام فيه إلى مليشيا حزب الله الإرهابي المدعوم من إيران، ليتلقّى صدمات متتالية، تتعلّق بطريقة إدارة فرنسا لملف القضية ومحاولة تبرئة مليشيات إيران الإرهابية والصاق التهمة بأهل السنة.
اليوم يخرج وزير الداخلية الفرنسي “جيرالد دارمانان” بتصريح يعلن فيه أنّ التهديد الارهابي “لا يزال مرتفعا ًفي فرنسا” موضحاً أن “الخطر الإرهابي ذا الجذور السنية يبقى التهديد الرئيسي الذي تواجهه” البلاد.
وتابع الوزير الفرنسي مزاعمه بقوله إن “مكافحة الارهاب الاسلامي اولوية للحكومة”، وأن الحكومة الفرنسية “لن نتوقف ابدا عن مطاردة اعداء الجمهورية بدون هوادة”، حسب وصفه.
هذا التصريح يؤكد أن الوزير الفرنسي لم يطّلع على صور الدمار في لبنان، التي خلّفها انفجار بيروت الذي يرجّح أن حزب الله الإرهابي هو من يقف وراءه، سواء أكان مدبّراً أو متواطئاً من خلال الاحتفاظ بمواد وأسلحة شديدة الخطورة، دون أدنى شعور بالمسؤولية.
وهذه التصريحات أثارت موجة من السخط، حيث اعتبر كثيرون أن فرنسا تعمل على تقوية الإرهاب الإيراني، وتمنحه المزيد من الدعم، متسائبين عن طبيعة الملفات التي بحثها ماكرون في زيارتيه الأخيرتين إلى كلّ من لبنان والعراق، والتي تزامنت مع تصريحات وزير داخليته حول ما وصفه بـ”الإرهاب السني”.
ما تزال تتوالى ردود الأفعال، على تصريحات وزير الداخلية الفرنسي، والتي جاءت مستنكرة لهذه التصريحات، ومعتبرة أنّها تحاول حرف البوصلة عن الإرهاب والخطر الحقيقي الذي تصدّره إيران للعالم.
حيث اعتبر الحقوقي والباحث في الشؤون الدولية “أنور مالك”، في تغريدةٍ له على “تويتر” أنّ “ما سماه وزير فرنسا (الارهاب السنّي)، لغة طائفية لا تليق بمسؤول وتصنيف خاطئ لا يمكن أن يصدر عن وزير داخلية، فالإرهاب هو صناعة ملالي ايران، الذي ظلت الكثير من الدول العربية تحذر منه وتكشف خفاياه، منذ امتطى خميني طائرة فرنسية، عائداً من باريس إلى طهران ليبدأ ثورته الإرهابية في المنطقة”.
بدوره غرّد الإعلامي والحقوقي السوري محي الدين لاذقاني، على تويتر: “ألمانيا وضعت حزب الله على قائمة الارهاب، وأغلقت مقرات وحسينيات تابعة له، وفرنسا ممثلة بماكرون قرّرت أن تدعم ذلك الحزب الارهابي، وبقية مرتزقة إيران في المنطقة علناً، مما يدفعنا للتساؤل: هل هناك فعلا سياسة أوربية مشتركة كما تزعم فيديريكا موغيريني وزيرة خارجية الاتحاد الاوربي؟” السياسا
جدير بالذكر أن محاولة الوزير الفرنسي الصاق الإرهاب بـ”السنة”، وعدم تعرضه للمليشيات الطائفية الإيرانية تأتي بسبب الدور الفرنسي الرئيسي في ظهور الثورة الإيرانية الإرهابية في المنطقة.