▪︎ مجلس نيوز
حققت أسعار النفط الخام مكاسب قوية بالتزامن مع انعقاد الاجتماع الوزاري الشهري الـ17 للمنتجين في “أوبك” وخارجها “أوبك +” والاجتماع الـ30 للجنة مراقبة خفض الإنتاج.
وبلغ خام برنت مستوى 71 دولارا للبرميل بفعل التفاؤل الشديد بتعافي الطلب العالمي على النفط الخام، إضافة إلى تأثير بيانات اقتصادية قوية في الولايات المتحدة والصين.
ويرى مختصون ومحللون نفطيون أن معنويات السوق في وضع أفضل في بداية الربع الثالث وبعد مكاسب شهرية للشهر الثاني على التوالي، يعززها انتشار اللقاحات وانتعاش حركة السفر ووجود مؤشرات قوية على تعافي الطلبين الأوروبي والأمريكي، التي تتفوق كثيرا على زيادات في الإمدادات من قبل “أوبك +” أو احتمال عودة الإمدادات الإيرانية.
وأكدوا لـ”الاقتصادية”، أنه لدى المنتجين في مجموعة “أوبك +” حاليا مهمة حساسة، تتمثل في إعادة الإمدادات بشكل كاف لمواكبة الطلب المتزايد بسرعة على النفط، مشيرين إلى حرص المنتجين على توازن السوق وعدم الإفراط في تشديد الأسواق، حيث أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتعريض الانتعاش الاقتصادي العالمي للخطر.
من جانب آخر، ذكر تقرير لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” عن نتائج أعمال اللجنة الفنية الـ52 في “أوبك +” عبر الفيديو، أن اللجنة قامت بمراجعة الظروف والاتجاهات الناشئة في سوق النفط العالمية.
وقال محمد باركيندو أمين عام “أوبك”، في اجتماع اللجنة الفنية – بحسب التقرير – إن أعضاء اللجنة بذلوا جهودا دؤوبة في تحقيق أهداف اللجنة، موضحا أن اللجنة الفنية المشتركة تواصل لعب دور حيوي في نجاح إعلان التعاون التاريخي بين دول أوبك وخارجها.
وأشار الأمين العام إلى أن هناك عديدا من العوامل الديناميكية عندما يتعلق الأمر بالعناصر التي تؤثر في سوق النفط العالمية، مثل وتيرة التغيير السريع خلال فترة ذروة وباء كورونا.
وأضاف باركيندو أنه نظرا إلى المجموعة المتنوعة من أوجه عدم اليقين المهيمنة على السوق، فإن هناك حالة من المعنويات الهائلة التي تبعث على الراحة في السوق، مبينا أن الدول الأعضاء في “أوبك +” مستمرة في أن تكون مكونا موثوقا ويمكن الاعتماد عليه يسهم في استقرار سوق النفط.
وفيما يتعلق بالتطورات المتعلقة بخطة العمل الشاملة المشتركة، قال الأمين العام إن العودة المتوقعة للإنتاج والصادرات الإيرانية إلى السوق العالمية ستكون بشكل منظم وشفاف، وبالتالي يمكن المحافظة على الاستقرار النسبي الذي تم العمل عليه بجد لتحقيقه منذ نيسان (أبريل) من العام الماضي.
وشدد باركيندو على أهمية تعزيز الاستثمار من أجل الوصول إلى مستقبل أفضل في قطاع النفط، مبينا أن الاستثمار هو “شريان الحياة لهذه الصناعة”.
وأشار تقرير “أوبك” إلى أن اللجنة الوزارية لمراقبة الإنتاج تقوم بدور مهم في تحليل تطورات سوق النفط ومراقبة توافق تعديلات الإنتاج الطوعية في مجموعة “أوبك +” والتوصية بمزيد من القرارات.
في هذا الإطار، قال لـ”االاقتصادية” سيفين شيميل مدير شركة “في جي إندستري” الألمانية، إن معنويات السوق في تقدم مستمر، وهو ما أدى إلى حصد مزيد من المكاسب السعرية، خاصة بعد أن أبقت اللجنة الفنية المشتركة لـ”أوبك +” على توقعاتها للطلب العالمي على النفط ثابتة وسط تفاؤل بشأن ارتفاع الطلب من الولايات المتحدة وأوروبا، وأن أي إمدادات إضافية من إيران لن تؤثر في استقرار السوق.
وأوضح أن “أوبك” تبعث دائما برسائل مطمئنة إلى السوق يتم فيها تحجيم حالة المخاوف أو القلق التي تصاحب المستجدات.
وذكر أن “أوبك” أبقت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2021 دون تغيير عند ستة ملايين برميل يوميا مع زيادة طفيفة في توقعاتها بشأن عجز العرض إلى 1.4 مليون برميل يوميا.
من ناحيته، أكد لـ”الاقتصادية” روبين نوبل مدير شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات أن كثيرا من المخاوف من تأثير تعثر الطلب في آسيا تقلصت بسبب تفوق العوامل الداعمة للأسعار خاصة مع تسجيل زيادة قوية في الطلب في أوروبا والولايات المتحدة وهو ما يجعل “أوبك +” تستمر في نفس النهج وتحافظ على الزيادات التدريجية لتلبية الطلب المتنامي خاصة في فصل الصيف.
وأشار إلى أن “التطورات الإيجابية في الولايات المتحدة تساعد وتتوافق مع خطط أوبك +، فهناك بيانات أمريكية قوية علاوة على أخرى مماثلة في الصين، كما يدرك الجميع تأثيرات بدء موسم القيادة الصيفي مع انخفاض مخزونات البنزين الأمريكية إلى أدنى مستوى لها في خمسة أعوام لهذا الوقت من العام”.
من جانبه، قال لـ”الاقتصادية” ماركوس كروج كبير محللي شركة “أيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز، إن حديث الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو، في اجتماع اللجنة الفنية، كان مطمئنا للغاية، خاصة مع تقليله الواثق من خطر زيادة الإمدادات الإيرانية في حالة التوصل إلى صفقة ما في مفاوضات فيينا الجارية حاليا، مرجحا أن تكون العودة المتوقعة للإنتاج والصادرات الإيرانية إلى السوق العالمية بطريقة منظمة وشفافة.
وذكر أن تحالف “أوبك +” نجح في فرض قيود تاريخية وقياسية على المعروض النفطي، ما أسهم بشكل رئيسي في امتصاص تداعيات الجائحة على السوق النفطية وعلى الاقتصاد العالمي عموما، لافتا إلى أهمية التفاهمات والتنسيق المستمر بين السعودية وروسيا، اللذان يتوقعان أن مخزونات النفط ستتقلص بسرعة في النصف الثاني من العام مع تخفيف الإغلاق وتزايد السفر.
بدورها، أكدت لـ”الاقتصادية” جولميرا رازيفا كبير محللي المركز الاستراتيجي للطاقة في أذربيجان، أن “أوبك +” نجحت باقتدار في قيادة السوق في ظل حالة عدم اليقين الراهنة وتعاملت بشكل ذكي مع تأثيرات الجائحة المدمرة على الطلب العالمي على النفط الخام ومع الزيادات الإنتاجية الخارجة عن السيطرة من منتجين تم إعفاؤهم أو خالفوا مستوى الحصص المتفق عليه.
وذكرت أنه من الطبيعي والمنطقي في الظروف الحالية في السوق أن يمضي وزراء الطاقة في “أوبك +” قدما في زيادة تدريجية تم الاتفاق عليها حتى تموز (يوليو) المقبل لاستكمال عودة مليوني برميل يوميا بعدما بدأوا تخفيف القيود في أيار (مايو) الماضي، مبينة أن أبرز الإيجابيات التي كشف عنها اجتماع اللجنة الفنية لـ”أوبك +” أن المخزونات في الدول المتقدمة سجلت بالفعل أقل من متوسط المستويات التي شوهدت خلال الفترة من 2015 إلى 2019، وهو معيار رئيسي للمجموعة.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط أمس، ليسجل برنت 71 دولارا ويبلغ أعلى مستوياته منذ آذار (مارس)، بفضل توقعات لنمو الطلب على الوقود في موسم الرحلات الصيفية في الولايات المتحدة.
وتعززت الأسعار أيضا ببيانات صينية تظهر نمو أنشطة المصانع بأسرع وتيرة لها هذا العام في أيار (مايو).
وبحسب “رويترز”، فإنه بحلول الساعة 11:10 بتوقيت جرينتش، كانت العقود الآجلة لخام برنت تسليم آب (أغسطس) مرتفعة 1.48 دولار بما يعادل 2.1 في المائة إلى 70.80 دولار للبرميل. وسجل الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 68.19 دولار، مرتفعا 1.87 دولار أو 2.8 في المائة عن إغلاق الجمعة، إذ لم يتحدد سعر تسوية أمس الأول بسبب عطلة عامة في الولايات المتحدة.
وكان برنت بلغ 71 دولارا في وقت سابق من الجلسة، أعلى مستوى له خلال اليوم منذ الثامن من آذار (مارس).
وقال محللو “آي. إن. جي إيكونوميكس”، في مذكرة أمس، “في حين تثور مخاوف بشأن زيادة قيود كوفيد – 19 في أنحاء آسيا، فإن تركيز السوق منصب أكثر فيما يبدو على زيادة الطلب من الولايات المتحدة وأجزاء من أوروبا”.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 68.53 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 68.20 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني ارتفاع له على التوالي، كما أن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 66.93 دولار للبرميل.