▪︎ مجلس نيوز
عطفا على التجارب الجارية بالفعل حاليا، فإن باستخدام الهيدروجين الناتج عن التحليل الكهربائي، من الممكن توظيف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من المنشآت الصناعية وثاني أكسيد الكربون المحتجز من الهواء مباشرة كمصادر للوقود الاصطناعي السائل والغازي لاستخدامات النقل البري والبحري والجوي المحايد كربونيا. تنتج هذه الطرق الميثانول الاصطناعي كمنتج وسيط، ويمكن بعد ذلك تحويله إلى بنزين وكيروسين وديزل. بقدر ما قد يبدو هذا التصريح غريبا، فإننا لسنا بعيدين عن القدرة على إنتاج الوقود من لا شيء.
قد تبدأ هذه التكنولوجيات والعمليات الجديدة بأسعار باهظة. لكن كما رأينا مع الألواح الشمسية وخلايا الوقود، تميل تكاليف أي تكنولوجيا جديدة إلى الانخفاض الشديد بمجرد أن يبدأ استخدامها في التوسع. علاوة على ذلك، تتطور أسواق تكنولوجيات أخرى جديدة رحيمة بالبيئة بسرعة، وإن كانت متباينة في العمق والنطاق، اعتمادا على مستوى الدعم الحكومي “من خلال تدابير، مثل المزج بين الضوابط التنظيمية الخاصة بتسعير الوقود والكربون”.
على سبيل المثال، تتطلب التكنولوجيات الجديدة الواعدة القائمة على الهيدروجين زيادة هائلة في إنتاج الكهرباء الخالية من الوقود الأحفوري من أجل تحقيق اقتصاد الحجم الكبير. لكن من الممكن تلبية هذا الاحتياج من خلال التوسع في استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وهما بالفعل أقل الخيارات تكلفة لتوليد الطاقة في عديد من أجزاء العالم.
الواقع: إن التكنولوجيات الجديدة ستعمل على تمكين تحول كبير نحو وسائل النقل التي تستخدم أشكال الوقود المستدامة في عديد من الدول المتقدمة والنامية. لن تسمح لنا هذه التكنولوجيات بتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية وحسب، بل ستعمل أيضا على وضع عديد من الصناعات على المسار لتصبح سلبية الكربون في المستقبل.
لكن التكنولوجيا لن تحل لنا أزمة المناخ. نحن في احتياج أيضا إلى إيجاد البيئة السياسية المناسبة. وسيكون رفع أسعار الكربون أحد مكونات التحول الأخضر الرئيسة، وهذا يتطلب التنسيق والدعم على المستوى الدولي. وسيشكل التوصل إلى اتفاق على معايير مستدامة لآليات سوق الكربون خطوة مهمة إلى الأمام. ويجب على الحكومات أن تبذل مزيدا من الجهد لدعم التغيرات البنيوية من خلال الأطر التنظيمية والحوافز المالية.
حتى في هذه الحالة، سيكون من اللازم بذل قدر كبير من الجهد والعمل لتطوير اقتصاد دائري وأخضر حقيقي. ستتباين احتياجات الدول المختلفة والميزات التي تتمتع بها. لكن أفضل الحلول ستكون تلك التي يمكن توسيع نطاقها في الدول الصناعية والنامية على حد سواء.
الخلاصة هي أن الانبعاثات العالمية يجب أن تبلغ ذروتها قريبا إن كنا راغبين في تحقيق أهداف خفض الانبعاثات وتجنب الكوارث المناخية في المستقبل. ولا بد من تطوير المجموعة الكاملة من التكنولوجيات الجديدة الواعدة وتحسينها ونشرها على مستوى العالم إذا كان لنا أن نتمكن من إنشاء اقتصاد عالمي دائري محايد مناخيا بشكل كامل.
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2021.