▪︎ مجلس نيوز
في 2017، نشرت تقريرا بحثيا لتقييم ما إذا كانت الأسهم تتفوق على سندات الخزانة. يبدو أن التقرير قدم شيئا من اختبار رورشاخ، حيث توصل المراقبون إلى تفسيرات متباينة بشكل صارخ من الحقائق التجريبية نفسها.
تحدث التقرير البحثي عن نتائج الاستثمار طويل الأجل للأسهم المدرجة في الأسواق الأمريكية الرئيسة. وأظهر أن أغلبية الأسهم الفردية تتسبب في خسائر على المدى الطويل، وأنه في حين زادت سوق الأسهم بشكل عام ثروة المستثمرين بعدة تريليونات من الدولارات، تركز صافي الربح في عدد قليل نسبيا من الأسهم عالية الأداء.
رد أحد المراقبين بالقول إن البحث هو “مسمار آخر في نعش منتقي الأسهم الذين يضرب بهم المثل”، بينما فسر آخر النتائج بأنها تدعم “إعطاء نفسك أفضل فرصة ممكنة لامتلاك عدد صغير من الأسهم المتطرفة”.
امتدت الردود المتباينة إلى تكهنات حول آرائي الخاصة. صرح أحد الكتاب بأنني جادلت بأن “الطريقة الوحيدة للاستثمار هي عبر المؤشرات أو الصناديق المتداولة في البورصة”، بينما قال أحد عناوين صحيفة فاينانشيال تايمز إنني دافعت عن “أفكار طموحة للغاية”.
لكن ماذا قلت فعلا في دراستي بخصوص الآثار المترتبة على أبحاثي بالنسبة للمستثمرين؟ لم أقل الكثير. أتيت على ذكر بعض المبررات الجديدة لكل جانب من جدل النشط مقابل السلبي، لكنني لم أدافع عن أي منهما.
تشير الأبحاث إلى أنه من الصعب تحسين النتائج التي تحققها استثمارات المؤشرات المتنوعة على نطاق واسع. لكن هذا لا يعني أنه يجدر بجميع المستثمرين اتباع المؤشرات السلبية.
برهن الاقتصاديون على نحو متين أن الأسواق المالية لا يمكن أن تتمتع بالكفاءة تماما، ما يعني أن هناك فرصا متاحة للمستثمرين النشطين. ستباع بعض الأسهم في بعض الأحيان بأسعار منخفضة مقارنة بإمكانياتها على المدى الطويل، والبعض الآخر (حتى بعض الأسهم التي يحتمل أن تكون غير متوقعة) ستكون في بعض الأحيان مبالغة في قيمتها.
أحد أهم الأفكار في علم الاقتصاد، من وجهة نظري، هو “الميزة النسبية” – الفكرة البسيطة التي مفادها أننا نختلف في المهارة التي يمكننا من خلالها إنجاز الأنشطة المختلفة. أعتقد تماما أن بعض المستثمرين ومديري الاستثمار يمتلكون الميزة النسبية لتحديد الأسهم المقيمة بشكل خاطئ، على الأقل في المتوسط. ينبغي على هؤلاء المستثمرين اتخاذ مواقف بناء على قناعاتهم، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الأسواق تعتمد عليهم في اكتشاف الأسعار.
ما العدد المناسب من المستثمرين النشطين؟ انظر إلى السؤال الموازي إلى حد ما “كم عدد الذين ينبغي أن يسعوا ليصبحوا رياضيين محترفين؟”. يمكن أن تكون المكافآت المحتملة لاتخاذ مسيرة مهنية في الرياضة عظيمة بالفعل. ومع ذلك، فإن قلة قليلة منهم يتمتعون بالميزة النسبية الصحيحة، وينبغي أن تظل الأغلبية العظمى منا مركزين على وظائفنا اليومية.
النسبة المئوية للسكان الذين يتمتعون بالمهارات المناسبة ليكونوا مديري استثمار نشطين ناجحين من المحتمل أن تكون صغيرة بالمثل. يمكن للبقية منا التفكير في وضع أموالنا مع مديرين محترفين. لكن كيف يمكننا معرفة من لديه المهارات المناسبة؟ في المثال الرياضي، ليس هناك شك في أن كريستيانو رونالدو يتفوق، على سبيل المثال، في الأداء بسبب المهارة وليس الحظ. قد يكون من الصعب معرفة الجواب في عالم الاستثمار، حيث يعتمد نجاح الأعمال ونتائج سوق الأسهم جزئيا على أحداث عشوائية مؤثرة لا يمكن لأحد توقعها.
حتى مدير الاستثمار الماهر سيكون أداؤه ضعيفا في بعض الأحيان، ويمكن للمدير غير الماهر أن يتفوق في الأداء، وربما حتى لأعوام. ومع ذلك، فكلما طالت الفترة الزمنية التي يقدم خلالها مدير استثمار معين أداء فائقا، وكلما زادت قاعدة الاستثمار المعنية، زاد احتمال أن تكون النتائج دلالة على المهارة بدلا من الحظ.
يبدو أنه من المحتم أن يكون هناك المزيد من مديري الاستثمار الذين يصرحون، أو حتى يعتقدون بصدق، أن لديهم المهارات اللازمة للنجاح على المدى الطويل أكثر من المديرين الذين يمتلكون هذه المهارات بالفعل. يشير هذا الاعتبار إلى استراتيجيات المؤشرات السلبية للمستثمرين غير المؤهلين جيدا لتقييم مديري الاستثمار.
من ناحية أخرى، من المنطقي بالنسبة لبعض المستثمرين، ولا سيما الذين هم أكبر حجما وأكثر تطورا مثل مديري صناديق التقاعد والأوقاف، أن يبحثوا عن مديري استثمار موهوبين.
ما زلت مرتاحا للجمل التي اختتمت دراستي في 2017: “تشير النتائج الواردة في هذا البحث إلى أن عوائد الاختيار النشطة للأسهم يمكن أن تكون كبيرة جدا، إذا كان المستثمر إما محظوظا أو ماهرا بما يكفي لاختيار محفظة مركزة تحتوي على أسهم تستمر في كسب عوائد إيجابية كبيرة. وبالطبع، يبقى السؤال الرئيس حول ما إذا كان المستثمر يستطيع تحديد هذه الأسهم الناجحة بشكل موثوق مسبقا، أو يمكنه تحديد مدير لديه المهارة للقيام بذلك”.
أستاذ التمويل في كلية و. بي. كيري للأعمال في جامعة ولاية أريزونا. وهو أيضا مستشار في بيلي جيفورد منذ 2018