▪︎ مجلس نيوز
أكد مختصون أن شجرة الأراك تعد ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها والسعي على تنميتها وإكثارها والاستفادة منها اقتصادياً وبيئياً وطبياً، مبينين أنها تنمو على أطراف الوديان وتسجل سياجا متصلا يصعب تجاوزه من قبل الإنسان وحيوانات الرعي، وتشتهر بأنها مصدر للمساويك حيث تستخدم جذورها وأغصانها في تنظيف الأسنان واللثة، كما أنها حائط مثالي لصد الرمال المتحركة.
أهمية اقتصادية وفوائد طبية
قال أستاذ بيئة نباتية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع الأحساء د.سعيد القرني، إن شجرة الأراك اسمها العلمي Salvadora persica، وتنتمي للعائلة الأراكية، وقد سجل نوعان يتبعان تلك العائلة في المملكة وكلاهما ذو أهمية اقتصادية وطبية وبيئية؛ والنوع الأول شجرة نادرة تنمو في تهامة عسير وتسمى «الضبر»، والثاني هو الأراك.
وأشار إلى أن شجرة الأراك تنمو على أطراف الوديان وتسجل سياجا متصلا يصعب تجاوزه من قبل الإنسان وحيوانات الرعي، ولعل أكثر ما اشتهرت به الشجرة إنها مصدر للمساويك خاصة من جذورها والحقيقة أن أغصانها كذلك يمكن استخدامها في تنظيف الأسنان وعمل السواك، وبالإضافة إلى أهميتها الطبية فكثير من الناس يجني ثمارها عندما تنضج ويسمى الكباث وهو مرتفع الأسعار وطعمه لذيذ وله فوائد صحية كبيرة، كما أنها من أهم الأشجار الرعوية خاصة للجمال والأغنام، وفي الفترة الأخيرة استخدمت كمثبت للرمال في منتزه الأحساء الوطني وقد لوحظ نجاح التجربة بامتياز وهي تقف شامخة في المصدين الأول والخامس.
وأضاف: إن الأراك سجل في مكانين بالمنطقة الشرقية الموقع الأول في العقير، والموقع الثاني في قرية ثاج الأثرية. أما تاريخ زراعتها في المنطقة فغير معروف، فليس هناك مصادر معروفة وثقت تاريخ زراعة أي من الموقعين.
مسواك العقير يمتاز بقوة رائحته وحرارته
أوضح الباحث والمؤرخ عبدالله المطلق، أن برج «أبو زهمول»، ويطلق عليه «برج الراكة»، من أبرز الآثار الباقية في العقير حالياً، وقائم على تل تنمو في سفحه أشجار أراك يانعة تؤخذ منها أجود أنواع المساويك والتي تمتاز بقوة رائحتها وحرارتها، مشيرا إلى أن البرج مشيد على تل مرتفع يشرف على قلعة العقير على بعد ثلاثة كيلومترات إلى الشمال الغربي منها، وقد بني البرج في عهد الأتراك، وهو دائري الشكل، يحيط به سور ضخم على ارتفاع ثلاثة أمتار تقريباً، وقد تداعى جزء منه، ويبلغ ارتفاع البرج المؤلف من ثلاثة أدوار نحو عشرة أمتار، في داخله سلم حلزوني الشكل.
وقال المطلق: يعد البرج من حيث الطراز المعماري من الأبراج الدفاعية المهمة، كما أنه من الناحية التاريخية يعد واحداً من أهم الأبراج التاريخية المرتبطة بتاريخ الدولة السعودية الثالثة، فقد اجتمع الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- فيه مع بعض الشخصيات البريطانية، كما اجتمع مع أمير العقير السابق سليمان بن ثنيان فيه مع عدد من الشخصيات التاريخية بالمنطقة.
أضاف الأستاذ الجامعي والباحث د. سعد الناجم، إن شجرة الأراك في العقير قديمة قدم الميناء وعبر التاريخ كان الناس يأخذون من عروقها السواك، وتمتاز بقوة رائحتها وحرارتها التي تختلف عن السواك في الجهات الأخرى. ويعتبر السواك مطهرا طبيعيا للفم ومن السنة استخدامه قبل الصلاة لأنه طهارة للفهم وقوة للثة ونظافة الأسنان وبريقها.
ولفت إلى وجود جمعيات خيرية في مناطق أخرى بالمملكة، جعلت من شجرة الأراك منتجا ذا ريع يعود على الجمعية بمال ينفق على الفقراء. وبين أن شجرها يقع ضمن المنطقة الأثرية بالعقير، لذا يمكن الاستفادة من شتلاتها كما فعل المنتزه الوطني بالأحساء. بأن ينتج منها السواك ويوزع سنويا قبل رمضان على كثير من الجهات الحكومية في الأحساء وخارجها. موضحا أنه باستطاعة أي جهة أن تجعل منه منتجا استثماريا يفيد في عملية التوظيف وكذلك العائد الاستثماري على الجهة التي سوف تتبنى المشروع.
مشروع استثماري للجمعيات الخيرية
ذكر رئيس رابطة شمال الأحساء البيئية والمهتم بالبيئة بكر السليم، أن شجرة الأراك معمرة دائمة الخضرة، وصحراوية تمتاز بمقاومتها للجفاف والتغلب على الظروف الجوية مثل: شدة الحرارة وقلة الأمطار وكذلك تتغلب على ملوحة التربة، وهي شجرة أوراقها خضراء شاحبة بيضاوية تنمو بشكل مجموعات كثيرة التفرع، بعض أغصانها زاحف للأسفل وتفترش وتعرش على التربة، وقد يصل ارتفاع الشجرة إلى علو ٨ أمتار تقريباً، وجذورها تمتد في أسفل التربة لمسافات بعيدة، وتعتبر من الأشجار وارفة الظل يمتد عرضها إلى ما يزيد على ٥ أمتار، وتستخدم جذورها وأغصانها في تنظيف الأسنان واللثة.
وأوضح أن الأراك تزهر في شهر أبريل ثم تعقد ثمار طيبة تسمى «الكباث» صغيرة الحجم عنبية الشكل لذيذة ولاذعة المذاق يأكلها البشر والطير، وكذلك ترعاها البهائم ويستطعم في لبنها، كما تعد أوراق الأراك مصدرا للعلف خصوصاً لبعض الإبل المسماة الإبل الراكية، وهي تدخل في الصناعات الصيدلانية ومعاجين الأسنان.
ولفت إلى أن لها استخدامات بيئية بامتياز، حيث تعتبر مثبتا للتربة وحاجزا عن الرمال المتحركة ومن الرياح، وأبرز مثال لذلك استخدامه في مشروع المنتزه الوطني بالأحساء ومنتزه جواثى لصد زحف الرمال، وكذلك تستخدم في صد الرمال الزاحفة وتثبيتها في الإمارات العربية المتحدة على الطرق السريعة.
وأشار إلى أن الأراك تعتبر مأوى لكثير من الطيور والحيوانات البرية والمهاجرة، كما تدخل كذلك في تنسيق الحدائق وعمل السياج وتشكيلها، كما يستفاد من الأجزاء الخشبية المقلمة كمصدر وقود جيد، لذلك فإن شجرة الأراك تعد ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها والسعي على تنميتها وإكثارها والاستفادة منها اقتصادياً وبيئياً وطبياً.
حائط صد لزحف الرمال