قال مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك الجمعة (5 يونيو/حزيران 2020) إنه سيدرس إجراء تغييرات في السياسة التي أدت إلى ترك الشركة منشورات مثيرة للجدل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال المظاهرات التي جرت في الآونة الأخيرة احتجاجا على مقتل رجل من
اصول افريقية أعزل أثناء احتجاز الشرطة له في تنازل جزئي للمنتقدين.
ولم يتعهد زوكربيرغ بتغييرات محددة في تلك السياسة في منشور على فيسبوك بعد أيام من استقالة موظفين وادعاء بعضهم إنه استمر في خلق أعذار لعدم تحدي ترامب.
وقال: “أعرف أن كثيرين منكم يعتقد إنه كان يتعين علينا تصنيف تعليقات الرئيس بشكل ما الأسبوع الماضي” مشيراً إلى قراره بعدم حذف رسالة ترامب التي تضمنت عبارة “عندما يبدأ النهب يبدأ إطلاق النار”، وأضاف: “سنراجع سياساتنا التي تسمح بالمناقشات والتهديدات باستخدام الدولة القوة لمعرفة ما إذا كان هناك أي تعديلات علينا اتخاذها.. سنراجع الخيارات المحتملة لمعالجة المحتوى الذي يمثل خرقاً أو خرقاً جزئياً بصرف النظر عن قرار تركه أو حذفه”.
وقال إن فيسبوك ستكون أكثر شفافية بشأن اتخاذها لقراراتها فيما يتعلق بما إذا كانت تحذف منشورات أو تراجع السياسات الخاصة بالمنشورات التي يمكن أن تسبب قمعا للناخبين وستبحث بناء برمجيات لتعزيز العدالة العرقية يرأسها مساعدون مهمون.
وكتب في رسالة إلى الموظفين: “أعرف أن الكثير منكم يعتقد أنه كان علينا تسمية منشورات الرئيس بطريقة ما الأسبوع الماضي”، لكنه أضاف أنه يخشى أن يؤدي هذا النهج إلى خطر التسبب في جعل فيسبوك تقوم “بتحرير المحتوى الذي لا يروق لنا. حتى لو لم ينتهك سياساتنا “. وكتب “لذلك أعتقد أننا بحاجة إلى المضي قدماً بحذر شديد”.
وفي التغريدة، التي نشرت أيضا على صفحته على فيسبوك، انتقد ترامب المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على مقتل جورج فلويد في مينيابوليس ووصفهم بأنهم “عصابات” وبدا أنه يروج لرد عنيف بالقول: “عندما يبدأ النهب، يبدأ إطلاق النار”.
وشكك موظفون خلال اجتماع للعاملين في الأسبوع الماضي في موقف زوكربيرغ بشأن منشور ترامب.
وأكد زوكربيرغ إنه على الرغم من أنه اعتبر تصريحات ترامب “مسيئة بشكل كبير” فإنها لم تخرق سياسة الشركة التي ترفض التحريض على العنف، ولكنه أضاف: ” أخشى أن يتضمن هذا الأسلوب ما يجعلنا نحرر المحتوى الذي لا نحبذه حتى لو لم يكن ينتهك سياساتنا”.
وقال زوكربيرغالأسبوع الماضي أن المنشور لا ينتهك المبادئ التوجيهية لفيسبوك، حتى لو كان هو شخصيا يرفضه. وتقضى سياسة فيسبوك إما ترك المنشور أو حذفه. وقال زوكربيرغ إنه الآن ستجري دراسة خيارات أخرى.
ع.ح./ع.ج.م. (رويترز، د ب ا)
-
فيسبوك – من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
البداية من هارفارد
لم تكن نية مارك زوكربرغ ورفاقه في أول الأمر سوى إطلاق شبكة اجتماعية خاصة بتبادل المعلومات والصور والآراء بين طلاب جامعتهم هارفارد. أطلقوا على تلك الشبكة اسم: فيسبوك. وفي الرابع من فبراير/ شباط 2004 تم تأسيس الشبكة رسمياً، ليتوافد عليها طلبة من جامعات أخرى وتلقى رواجاً ونجاحاً مهمين. هذا النجاح دفع مؤسسي “فيسبوك” إلى فتح باب العضوية للجميع ابتداءً من نهاية عام 2006.
-
فيسبوك – من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
إقبال متزايد
كان لـ”فيسبوك” قدرة خارقة على اختصار المسافات والربط بين أطراف العالم بضغطة زر، حيث زاد المقبلون على استخدامه إلى الملايين منذ إنشائه. وقد تجاوز مستخدموه الآن ربع سكان العالم، كان مارك زوكربرغ قد كتب في تدوينة له السنة الماضية (2017) على “فيسبوك” أن عدد المشتركين وصل إلى ملياري شخص، في حين كان عددهم مليون شخص عام تأسيسه (2004).
-
فيسبوك – من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
كوكب مواز
اختراق “فيسبوك” للعالم وحيازته لمساحة مهمة من حياة الناس لم يكن بمحض الصدفة. فقد أتاح لمستخدميه فرصة التواصل مع العالم الخارجي والتعارف كما التعرف على أشخاص وأماكن جديدة، بالإضافة إلى الانفتاح وتبادل المعلومات والإدلاء بالآراء والمواقف الشخصية، سواءً عن طريق نشر تدوينات أو صور أو حتى مقاطع فيديو. هذه الميزات والتقدم الذي عرفه الموقع جعل كثيرين يطلقون عليه “الكوكب الموازي”.
-
فيسبوك – من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
“استحواذ” وشراكات
استطاع “فيسبوك” أن يكتسب شهرة عالمية ويعقد بذلك شراكات مع مؤسسات معروفة. كما مكنته الأموال التي حصل عليها عن طريق الإعلانات من “الاستحواذ” على برامج أخرى. وتعتبر شركة “مايكروسوفت” من بين الذين قدموا عرضاً لشراء “فيسبوك” عام 2007 بشراء حوالي خمسة في المائة من أسهم “فيسبوك”. أما بالنسبة للمواقع التي ضمها إليه، فقد كان تطبيق “إنستغرام” أولها عام 2012، تلاها “واتساب” عام 2014.
-
فيسبوك – من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
“نافذة للرقابة والقمع”
اعترفت بعض المحاكم بـ”فيسبوك” منذ 2008. كما عوقب كثيرون بسبب نشرهم لمحتوى “لم يرق” لدولهم أو جهات أخرى. وكانت وزارة الداخلية المصرية عام 2014، مثلاً، قد ألقت القبض على سبعة أشخاص يستخدمون موقع “فيسبوك” “للتحريض” ضد قوات الأمن، حسب ما نقلت رويترز آنذاك. كما حُظر الموقع في بعض الدول كسوريا وإيران. لكن سرعان ما رُفع هذا الحظر. المنع لا يخص الدول، بل يشمل بعض الإدارات التي منعت موظفيها من استعماله.
-
فيسبوك – من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
أفيون الثورات؟
شكل “فيسبوك” مساحة للإدلاء بوجهات النظر دون أي قيد قد يواجه المستخدم على أرض الواقع. الثورة في مصر عرفت طريقها نحو الواقع من “فيسبوك”، الذي لعب دوراً مهماً في تحويل قضية الشاب خالد سعيد إلى شرارة لإطلاق ثورة 25 يناير/ كانون الثاني، وهو ما أشار إليه الناشط المصري وائل غانم في كتابه “ثورة 2.0”. لكن الحرية بدأت تتراجع حين اعترفت المحاكم بالموقع وصارت الجرائم الإلكترونية ضمن ما تعاقب عليه هناك.
-
فيسبوك – من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
منصة للجيوش الإلكترونية
خلق “فيسبوك” أرضاً خصبة لمجموعة من الأنظمة التي سخرته لخدمة مصالحها السياسية. وكان الجيش السوري الإلكتروني، الذي ظهر إبان الثورة السورية (2011-2012) واحداً من أبرز هؤلاء، حسب ما ذكر بعض المراقبين. فقد شن انطلاقاً من الموقع حرباً إلكترونية، وذلك باختراقات أو إغراق الصفحات بتعليقات مؤيدة لنظام الأسد أو اتهامات بالخيانة للمعارضين. بالإضافة إلى إرسال بلاغات لـ”فيسبوك” بإغلاق حسابات لمعارضين.
-
فيسبوك – من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
انتقادات متكررة!
“انتهاكات خصوصية المستخدمين، تسريب البيانات وإمكانية استغلالها من طرف الاستخبارات، فضلاً عن نشر مواد تدعو إلى العنف والكراهية والتمييز…” كلها انتقادات وجهت لـ”فيسبوك”. لكن كريس هيوز، المتحدث الرسمي باسم الشركة سابقاً، رد على هذه الانتقادات بقوله: “لم نقم من قبل مطلقاً بتزويد أطراف آخرين بالبيانات الخاصة بمستخدمي الموقع، ولا نعتزم القيام بذلك على الإطلاق”، حسب ما تناقلته عدة مواقع إلكترونية.
-
فيسبوك – من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
دعاوى قضائية متعددة
رفعت العديد من الدعاوى القضائية ضد “فيسبوك”، كما رفع هو الآخر ضد مستخدمين. كان أول الدعاوى ضد الشبكة عام 2004، إذ اتهمت شركة “كونكت يو” مارك زوكربرغ بسرقة الأفكار التي وضعوها حول الموقع واستخدام الكود الرئيسي الخاص بهم. كما رفع الموقع هو الآخر دعوة ضد ضد آدم جوربوز، وحصل على تعويض قيمته 873 مليون دولار.
-
فيسبوك – من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
“إخفاق كارثي”
مسألة الحصول على بيانات المستخدمين جعلت “فيسبوك” محط محاسبة في مرات كثيرة؛ آخرها يوم 20 مارس/ آذار 2018. فقد دعت لجنة من المشرعين البريطانيين من مختلف الأحزاب رئيس “فيسبوك” إلى تقديم تفسير بخصوص “إخفاق شركته الكارثي” في حفظ البيانات الشخصية. كما قررت السلطات البريطانية التحقيق بشأن شركة “كامبريدج أناليتيكا” البريطانية، التي اتهمت بحيازة غير قانونية لمعطيات مستخدمي الشبكة. إعداد: مريم مرغيش
الكاتب: مريم مرغيش
Source link