▪︎ مجلس نيوز
بشأن الحديث عن عمليات التأهب لمواجهة حالات الطوارئ والتصدي لها والتعافي من آثارها، يمكن تحقيق منافع هائلة من وضع خطط للتأهب لمواجهة الطوارئ متعددة الأخطار والتصدي لها، تتضمن التهديدات المتصلة بالجائحة وتغير المناخ كليهما، وتدعم النهوض بالحوكمة والتنسيق وتشتمل على آليات التمويل اللازم في حالات الطوارئ.
وحول تتداخل القدرة على مواجهة آثار تغير المناخ مع قطاع الصحة والقطاعات الأخرى فعند النظر في توسيع القدرات لإجراء اختبارات الفحص والعزل والمعالجة لحالات الإصابة بفيروس كورونا، يجب أن تكون القاعدة هي استخدام مصادر طاقة متجددة و/أو مختلطة لتوفير إمدادات كهرباء منتظمة. وينبغي عند شراء المستلزمات الطبية الأساسية من أجل التصدي للجائحة والكوارث إعطاء أولوية للإنتاج المحلي، لضمان توفير إمدادات مستقرة ومستدامة من هذه المستلزمات، وهو ما يؤدي أيضا إلى تقليص الانبعاثات الضارة من قطاع النقل.
ويجب أن تتضمن الخطط الخاصة بتوزيع اللقاحات ذات الأهمية البالغة استثمارات في البنية التحتية لسلاسل التبريد المستدامة ذات الكفاءة في استخدام الطاقة، وفي أنظمة الإمداد التي تقوي أيضا القطاعات الصحية مثل وسائل النقل منخفضة الانبعاثات الكربونية، والمعدات والعبوات الطبية القابلة لإعادة التدوير، وخيارات التبريد غير الضارة بالبيئة، واستخدام مصادر للطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية والمتجددة.
وإلى جانب التصدي لحالات الطوارئ، ربما يكون السبيل لنيل أكبر المكاسب هو إعادة البناء على نحو أفضل من أجل تحقيق تنمية خضراء وشاملة وقادرة على الصمود. وسيتطلب هذا مزيدا من الاستثمارات في بنية تحتية للرعاية الصحية تراعي اعتبارات المناخ، وتحولات واسعة النطاق إلى توليد الكهرباء من مصادر طاقة متجددة، وكذلك التشجيع على سبل الانتقال النشط المشي وركوب الدراجات الهوائية.
ومن الأمور ذات الأهمية البالغة عند إعادة البناء والترميم وإعادة التجهيز لمنشآت الرعاية الصحية المتأثرة بالكارثة تبني مبادئ البناء الأخضر مثل استخدام حلول مستمدة من الطبيعة للوقاية من الفيضانات أو لحماية الحياة البرية، وكذلك نظم العزل الحراري.
وسيكون التحفيز على استثمارات القطاعين العام والخاص من خلال آليات تمويل مبتكرة ضروريا لدعم تدابير تراعي عوامل المناخ وتتطلب موارد متعددة القطاعات خارج القطاعات التقليدية للصحة أو المناخ، بما في ذلك الطاقة والزراعة والمياه والتخطيط الحضري والنقل، والبيئة. وقد تؤدي أيضا مجالات ذات صلة مثل الصحة الرقمية إلى تحقيق منافع مناخية رغم عدم تركيزها على تخفيف آثار تغير المناخ كنتيجة واضحة.
لقد أدت جائحة كورونا بالفعل إلى إعادة تشكيل ملامح العالم، واتساع الفجوات في أنظمة الرعاية الصحية وتفاقم التفاوتات ومظاهر عدم المساواة التي كانت قائمة من قبل. وسيعيد تغير المناخ تحديد معالم كوكب الأرض. ويجب علينا التحرك الآن، والبناء على التعاون الدولي منقطع النظير الذي تحقق خلال العام المنصرم لتعزيز قدرة الأنظمة الصحية على الصمود في وجه آثار تغير المناخ والجوائح الحالية وفي المستقبل. فلنعمل حتى يتغلب الأمل على الحزن بحلول يوم الأرض 2022.