▪︎ مجلس نيوز
تلتزم مجموعة البنك الدولي بتنفيذ استجابات تقوم على المعرفة والشواهد، وعليه، فإنها تعمل على فهم تأثير الأزمة في السفر والسياحة على نحو أفضل. ونحن نعلم من المسوحات الاستقصائية عن التأثير في أنشطة الأعمال أن تأثير فيروس كورونا في الشركات المملوكة للنساء وموظفات السياحة كان غير متناسب، ومن ثم، فإنها بحاجة إلى دعم مخصص.
في واقع الأمر، بدأ فيروس كورونا بوصفه أزمة صحية، ويُعد تحسين السلامة الصحية وبناء ثقة المسافرين التحدي المباشر الذي يتعين على الدول التصدي له. وتحدثت كيمارلي فرناندو، رئيسة مكتب الترويج السياحي في سريلانكا، عن الجهود التي تبذلها الحكومة السريلانكية لوضع البروتوكولات الصحية موضع التنفيذ، والتواصل مع الجمهور يوميا لترسيخ الثقة وفهم المبادئ التوجيهية. وتدعم مجموعة البنك الدولي أيضا وضع بروتوكولات تشغيل موحدة للفنادق وشركات تنظيم الرحلات، وتساند الحوار بين القطاعين العام والخاص بشأن استراتيجيات التعافي. وفي سعيها لحماية السائحين والمقيمين، تواصل الحكومات إدراك الحاجة إلى وجود بروتوكولات قوية للصحة والنظافة الصحية. وفي المستقبل، سيبدو السفر مختلفا حتما، ولذلك، ستكون البيانات والمعلومات عن الأسواق بالغة الأهمية. وتعكف فرق عمل مجموعة البنك الدولي على إجراء مسوحات استقصائية لجس نبض الشركات، وإنشاء لوحات بيانات الطيران والسياسات، وإعداد بحوث السوق الخاصة بالمستهلكين – وهي ما تشير جميعها إلى أن السفر على المدى القريب سيتحول إلى المقاصد السياحية، والسياحة الداخلية والقريبة، إضافة إلى النمو القوي في سياحة الطبيعة وسياحة المغامرات، ما يبرز تزايد الأهمية التي يوليها المستهلكون للاستدامة. ويمكن أن تركز برامج التعافي التحفيزية للسياحة على إعادة بناء المواقع السياحية لتكون أكثر استدامة، ما سيحدث فرص عمل في عملية إعادة البناء، إضافة إلى تعزيز قدرتها على الجذب.
تعد التكنولوجيا الرقمية مجالا آخر يستحق الاهتمام. وفي هذا السياق، أكدت الأميرة دانا فراس من الأردن الدور المهم الذي تلعبه تكنولوجيات، مثل الواقع الافتراضي في جذب اهتمام السائحين في أثناء الإغلاق، وبوصفها مصدرا للبيانات لتوجيه عمليات التخطيط واتخاذ القرار. وستواصل التكنولوجيا لعب دور متزايد في سياحة الإقامة الطويلة، حيث يبحث مزيد من العمال عن خيارات العمل من المنزل والعمل عن بعد. وأدت أزمة فيروس كورونا إلى زيادة عدد المتنقلين الرقميين الباحثين عن فرص للعمل من المقاصد السياحية. ومع طرح لقاحات فيروس كورونا، وإعادة فتح المكاتب، سيتعين على المقاصد السياحية مراقبة استمرارية هذه السوق من كثب. إن الطريق إلى تعافي قطاع السياحة والسفر سيتطلب التحلي بروح الابتكار والتعاون. ورغم أن الجائحة أبعد ما تكون عن نهايتها، إلا أنه يجب علينا أيضا التخطيط لبناء مستقبل أفضل من حيث المشاركة على مستويات الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والشركاء الآخرين والاستعداد لتغيير نماذج الأعمال وهياكل الحوكمة لتلبية الطلب الجديد والمختلف. وسيكون تعميم الإجراءات بشكل واضح لإعادة بناء ثقة المستثمرين والمستهلكين مهما على المدى القصير. وعلى المدى الطويل، سيكون تعزيز الاستدامة والقدرة على الصمود، وتشارك المنافع على نحو أكثر إنصافا أمرا بالغ الأهمية أيضا. ويمكن لهذه النهج مجتمعة تنشيط قطاع السياحة العالمي، وتسخير قوته في السوق لدعم الاقتصادات، وصنع فرص عمل، ودفع نواتج عملية التنمية التي تعطي الأولوية للناس ومجتمعاتهم.